مجلس أوروبا يتهم إيران بـ"إساءة استغلال" الإنتربول
المجلس أصدر تقريرا يتحدث عن أن طهران تطلب من الشرطة الدولية ملاحقة معارضين سياسيين لاجئين في دول أخرى
اتهم مجلس أوروبا كلا من إيران وروسيا باستغلال منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" في ملاحقة معارضين سياسيين لاجئين في الخارج.
وفي تقرير وبيان تم تبنيهما، الأربعاء، في مقره بستراسبورج الفرنسية، قال المجلس إن إصدار النشرات الحمراء الهادفة إلى إخطار أعضاء "الإنتربول" الـ190 بوجوب القبض على شخص ما وترحيله لأسباب من هذا النوع هو مؤسف.
وأوضح برلمان المجلس الذي يضم أكثر من 300 عضو من برلمانات دول الاتحاد الأوروبي أن عدد النشرات الحمراء الصادرة عام 2016 تضاعف عن السنوات السابقة؛ حيث بلغ 12787، مقارنة بـ2343 عام 2005.
ومجلس أوروبا منظمة دولية مكونة من 47 دولة أوروبية، ويختص بقضايا الحريات والقضاء وحقوق الإنسان، وهو يختلف عن المجلس الأوروبي الذي يعد الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي.
وحذر تقرير المجلس من أن "الإنتربول" ونظامه للنشرات الحمراء "قد أسيء استخدامه من قبل بعض الدول الأعضاء لأغراض سياسية خلال السنوات الماضية؛ بهدف قمع حرية التعبير واضطهاد المعارضين السياسيين في الخارج".
ومن بين القضايا التي تم الحديث عنها ما يتعلق بمهدي خوسرافي، وهو إيراني اعتقل في إيطاليا في أغسطس/آب 2016 إثر نشرة حمراء أصدرتها طهران، رغم أنه كان قد حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا.
وتحدث نواب المجلس في تقريرهم كذلك عن قضايا أخرى مثل ملف مختار أبليازوف، وزير الطاقة الكازاخستاني السابق والمتهم باختلاس مليارات الدولارات من مصرف "بي تي إيه".
وأبليازوف كان كذلك مصرفيا سابقا، قضى أكثر من 3 أعوام في السجن بعدما اعتقلته السلطات الفرنسية عام 2013 إثر نشرة حمراء أصدرتها روسيا بحقه.
وكان مطلوبا كذلك في كازاخستان؛ حيث بدأت محاكمته غيابيا الشهر الماضي.
ورفضت فرنسا تسليمه، لكنه بقي في السجن حتى شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي عندما نجح محاموه في إثبات أن هدف موسكو كان سياسيا.
وحضر أبليازوف جلسات البرلمان التي عقدت في مدينة ستراسبورج الفرنسية، الأربعاء، حيث قال لوكالة الأنباء الفرنسية: "قضيت 5 أعوام ونصف العام في السجن بفرنسا بسبب النشرة الحمراء".
ولطالما نفى أبليازوف التهم الموجهة إليه مصرا على أنها على ارتباط بمعارضته الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف.
ودعا النواب الأوروبيون منظمة الشرطة الدولية إلى القيام بالمزيد، بما في ذلك تقديم المساعدة للشخص المعني بالنشرة الحمراء.
وتثير مسألة قبول بعض البلاد إيواء معارضين سياسيين أو منحهم صفة لاجئ سياسي أزمات بين الدول بشكل عام؛ حيث تظهر أحيانا وكأنها أداة ضغط بين الدول بعضها البعض.