"الإنتربول".. همزة وصل من أجل عالم آمن
شبيهة بهمزة وصل بين أجهزة شرطة الدول المنتمية إليها عبر تبادل بيانات المجرمين، وتقدم الدعم الفني والميداني من أجل عالم أكثر أمانا.
هذه هي الإنتربول أو الشرطة الدولية؛ الاسم الذي يختصر "المنظمة الدولية للشرطة الجنائية"، ويطفو إلى الواجهة بقوة مع عقد جمعيتها العامة، في إسطنبول التركية، وانتخاب المرشح الإماراتي اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي رئيسا جديدا.
لمحة
بتعريف بسيط، تقدم الإنتربول نفسها عبر موقعها الإلكتروني بطرح سؤال: "تخيّل أنك ضحية جريمة ارتكبها شخص من بلد آخر. كيف يمكن للشرطة أن تلقي القبض عليه؟".
وتجيب: "المنظمة الدولية للشرطة الجنائية: هذا اسمنا الكامل، ونحن منظمة حكومية دولية فيها 195 بلداً عضوا، مهمتنا أن نساعد أجهزة الشرطة في جميع هذه الدول على العمل معا لجعل العالم مكانا أكثر أمانا".
ولتحقيق الأمن حول العالم، تمكن المنظمة البلدان من تبادل البيانات المتعلقة بالجرائم والمجرمين والوصول إليها، ونقدم الدعم الفني والميداني بمختلف أشكاله.
تتولى أمانتها العامة تنسيق الأنشطة اليومية للمنظمة لمكافحة مجموعة من الجرائم، ويديرها الأمين العام، كما يعمل في الأمانة العامة ضباط شرطة ومدنيون.
تتخذ الإنتربول من مدينة ليون الفرنسية مقرا لها، ولها مجمع عالمي للابتكار في سنغافورة والعديد من المكاتب الفرعية بمناطق مختلفة من العالم.
وفي كل بلد، يشكل المكتب المركزي الوطني للإنتربول نقطة الاتصال الأساسية للأمانة العامة والمكاتب المركزية الوطنية الأخرى، حيث يتولى ضباط الشرطة الوطنية إدارة المكتب المركزي الوطني، ويكون الأخير عادة تابعا للوزارة الحكومية المسؤولة عن العمل الشرطي.
أما الجمعية العامة فهي الهيئة الإدارية العليا للمنظمة، والتي تجمع كافة البلدان المنضوية ضمنها مرة سنويا لاتخاذ قرارات.
مهام الإنتربول
بحسب موقعها، تؤمن الإنتربول ربط جميع البلدان المنتمية لها عبر ما يعرف بالمنظومة العالمية للاتصالات الشرطية وتستخدم الدول هذه الشبكة الآمنة لتتصل بغيرها من البلدان وبالأمانة العامة للإنتربول.
وتتيح هذه المنظومة أيضا للبلدان الوصول إلى قواعد بيانات الإنتربول وخدماتها بشكل آني، سواء من مواقع مركزية أو نائية.
كما نتولى أيضا تنسيق شبكات ضباط الشرطة والخبراء في مختلف مجالات الجريمة ممن يجتمعون في الفرق العاملة وبالمؤتمرات لتبادل الخبرات والأفكار.
خدمات
توفر الأمانة العامة للإنتربول للبلدان الأعضاء مجموعة من الخبرات والخدمات، حيث تتيح 19 قاعدة بيانات شرطية تحتوي على معلومات عن الجرائم والمجرمين (على غرار الأسماء وبصمات الأصابع وجوازات السفر المسروقة)، والتي يمكن للبلدان الاستفادة منها بشكل آني.
ونقدم أيضا الدعم في التحقيقات عن طريق تحليل الأدلة الجنائية، والمساعدة في تحديد مكان الفارّين من العدالة في جميع أنحاء العالم، فيما تركز المنظمة أيضا على التدريب بهدف تكوين موظفيها حول سبل الاستفادة الفعالة من الخدمات التي توفرها.
الإنتربول توفر أيضا خبراتها لدعم الجهود الوطنية بمكافحة الجرائم في ثلاثة مجالات عالمية تعتبرها الأكثر إلحاحا اليوم، وهي الإرهاب، والجريمة السيبرانية، والجريمة المنظمة.
وفي كل من مجالات الجريمة المتخصصة، يتولى الموظفون العاملون إدارة مجموعة غنية من مختلف الأنشطة مع البلدان الأعضاء، من قبيل إسناد التحقيقات والعمليات الميدانية والتدريب والتشبيك.
ونظرا لتطور الجرائم وتغيّرها، تستشرف الإنتربول المستقبل أيضا من خلال البحث في الجرائم الدولية واتجاهاتها ومتابعة آخر المستجدات المتصلة بها.
منتدى عالمي
بالنظر إلى الطبيعة العابرة للحدود للكثير من الجرائم، ترى الإنتربول أنه من الضروري التنسيق بين كافة الجهات الفاعلة حفاظا على بنية أمنية عالمية.
وبما أنه منظمة عالمية، فإن الإنتربول قادر على أن يشكل منبرا للتعاون؛ فهي تمكن أجهزة الشرطة من العمل مباشرة مع بعضها البعض حتى بين الدول التي لا تربطها علاقات دبلوماسية.
كما تعتبر المنظمة بمثابة لسان ناطق باسم الشرطة على الساحة العالمية، وتشدد -في الآن ذاته- على حيادها السياسي في عملها بكافة أشكاله ضمن الحدود المبينة في القوانين المعتمدة في مختلف البلدان.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز