مصطفى شعبان لـ"العين الإخبارية": لم أفضل التلفزيون على السينما
"العين الإخبارية" تجري حوارا مع الفنان المصري مصطفى شعبان يتحدث فيه عن آخر أعماله الدرامية "أيوب" وجديده في عالم السينما والتلفزيون.
يتمتع بخفة ظل وطيبة تجعلك ترغب في الاقتراب منه فور رؤيته، ويجذبك الحوار معه لخوض العديد والعديد من النقاشات لما يملكه من حضور ومعرفة وصفاء نفسي، دائما ما يرغب في الخروج عن المألوف وتقديم كل ما هو جديد، برع هذا العام في رسم صورة مميزة لشخصية المواطن البسيط المطحون الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئا ويبحث عما يكفيه هو وعائلته، إنه الفنان مصطفى شعبان الذي نجح في خطف قلب المشاهد المصري والعربي بتلقائيته وبساطته، وأجرت "العين الإخبارية" معه هذا الحوار .
بداية حدثنا عن سر نجاح أيوب ورغبتك في خوض سباق الدراما الرمضاني بشكل جديد لم يعهده جمهورك؟
أيوب مسلسل أبحث عنه منذ 4 سنوات لأخرج عن الشكل الذي اعتاد عليه الجمهور مني في السنوات الأخيرة، وخلال هذه المدة قدمت أكثر من عمل على أمل العثور على مسلسل بهذه الصيغة، ووافقت فورا على تقديمه بعد قراءة حلقتين فقط لأنني وجدت نفسي في شخصية أيوب واستمتعت بقراءة الحلقات الأولى، وتخيلت نفسي خلالها، وأحمد الله على الانطباع الذي تركه لدى المشاهدين في مصر والدول العربية، وحتى بين الجاليات العربية في الدول الغربية.
هل توقعت رد الفعل عقب عرض المسلسل؟
بالفعل.. وانتظرت ذلك كثيرا، وعندما تحقق ذلك شعرت بقيمة العمل وتأثيره وسعدت بانطباع الجمهور وتعليقاتهم على المسلسل، وبخاصة أن رهاني كان على التمثيل والسيناريو والإخراج، ولم يخب ظني فيما قدمنا، واستقبلني المواطنون بحفاوة كبيرة جدا في مناطق كثيرة، خاصة المنطقة الشعبية التي شاهدت بها إحدى حلقات المسلسل الأخيرة في الشارع بين المواطنين، وتأكدت أن المسلسل لمس المواطن وقدم جزءا من أوجاعه وآلامه التي يشعر بها، وهي الرسالة التي يجب أن نحرص على تقديمها كفنانين ومثقفين.
كيف كان شعورك عندما وجه لك الفنان عادل إمام تهنئة على المسلسل في افتتاح مهرجان الجونة؟
الفنان الكبير عادل إمام حالة خاصة عند المشاهد المصري والعربي وتهنئته لي بنجاح مسلسل أيوب وسام على صدري، خصوصا أنه نابع من فنان نفخر به جميعا ونعلم قدره وقيمته الكبيرة، وأتمنى له وافر الصحة على متابعته لنا وتشجيعه الدائم، وأن يستمر في تقديم أعماله التي تسعد جمهوره وتمتعهم، وأنا قمت بتهنئته على نجاح مسلسله الأخير "عوالم خفية".
قال البعض إن أحداث المسلسل تتسم ببعض المبالغة بهدف جذب تعاطف الجمهور؟
بالعكس المسلسل مستوحى من قصة حقيقية ولم يقدم سوى 80% من المأساة التي عاشها الشخص الذي عاش هذه الحياة، واضطررنا لتخفيض حجم المأساة التي مر بها وتعويض ذلك في الخيوط الدرامية التي قدمها المسلسل من خلال الشخصيات الأخرى التي شاركت في بطولته.
هل ما مر به هو الدافع الرئيسي للمشاركة في حملة التخفيف عن الغارمين؟
خلال الحملة اكتشفت الكثير وتعرفت على العديد من الحالات التي لو كنا قابلناها قبل كتابة المسلسل واستعنا بتجربتها في الحياة، لكنت أنت نفسك ستقول إنهم يبالغون، رغم أنها حقيقة كاملة عشتها معهم، فكم من مئات الأشخاص الذين تم سجنهم لتعثرهم في سداد ديونهم والتي وصل بعضها في أحيان كثيرة لمئات الجنيهات فقط وهي ديون قليلة لا يقدرون على سدادها، لكن القانون لا يميز ذلك.
إذن.. كيف ترى قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي الخاص بسداد ديون الغارمين الذين تقل ديونهم عن 5 آلاف جنيه؟
لا يمكنني أن أصف مقدار سعادتي بفك الكرب عن مئات الأسر البسيطة بهذا القرار الإنساني الذي أسعد الجميع، وقد كان دافعا لنا في حملة مصر الخير للعمل بجد على مساعدة الغارمين بجانب العمل على تعديل القانون الذي يقضي بسجنهم والاكتفاء بعقوبتهم مدنيا، خاصة أنهم ليسوا مجرمين، لكنهم أشخاص ضاقت بهم الحياة، ونجحنا في مساعدة العديد من الأسر الغارمة في سداد ديونها من خلال التبرعات التي قمنا بجمعها والتي تفوق نسبة الـ70% من الحالات التي تعمل الجمعية على حل أزماتها.
ولماذا ابتعدت عن السينما وفضلت دخول عالم الدراما التلفزيونية؟
الأمر غير مقصود تماما، فأنا دائما أبحث عن العمل الذي يحمل فكرا جديدا، ومع نهاية عام 2011 تعرض الفن في مصر لهزة أثرت عليه، واليوم تغير الذوق العام للجمهور، وفي السنوات الماضية ما كان يقدم لم يكن النوع الذي أفضل تقديمه، والفترة القادمة أستعد لدراسة أكثر من تجربة سينمائية تساعدني على العودة بشكل قوي بعد اهتمامي الفترة الماضية بتقديم أعمال اجتماعية تهم المشاهد من خلال الدراما التلفزيونية.
وهل تبحث في أعمالك عن إرضاء المشاهد فقط؟
بالطبع، لكن الآن وجدان وعقل المشاهد تغير كثيرا، بعد ما تعرض له المواطن في السنوات الأخيرة من أحداث متلاحقة، ولم يعد المشاهد ينبهر بما يقدم في العديد من الأعمال من كثرة الأمور التي مر بها، وتجاوز الواقع لما كنا نعتقده سابقا أمرا من الخيال، والآن أصبحت هذه الأمور أهدأ كثيرا وخرجنا بعيدا عن حالة التخبط المتكرر التي مرت بها مجتمعاتنا العربية وتحسنت الأحوال.
ماذا عن مشروعك السينمائي مع الفنان أحمد السقا وفيلمك مع المخرج بيتر ميمي؟
قريبا إن شاء الله لدي فيلمان أحدهما مع المخرج بيتر ميمي، والفيلم الآخر مع النجم أحمد السقا، ولكنه ما زال مشروعا مؤجلا، وهو بعنوان "ترانيم إبليس" من تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد نادر جلال.
من هي الشخصيات التي أثرت في حياة مصطفى شعبان سواء الفنية أو الخاصة؟
والدي بالطبع، فهو أول الداعمين لي بقوة، وله دور كبير في شحصيتي وحياتي، وكذلك الفنان نور الشريف والمخرج الكبير يوسف شاهين وكذلك المخرج خالد جلال والفنان القدير محمد صبحي، وعلى مستوى المؤلفين بالطبع الكاتب الكبير صلاح عبدالصبور والكاتب الإنجليزي كولين ويلسون لتأثري بكتابتهم.
وماذا تمثل الشائعات في حياتك وكيف تتعامل معها؟
أنا لا أهتم بأي شائعات، ولم أقم يوما بنفي أو تأكيد أي شائعة تعرضت لها، لأنني أؤمن أن الشائعات تموت وتنتهي بتجاهلها تماما وعدم الاقتراب منها أو التعرض لها بأي صورة من الصور، سواء كانت بالتأكيد أو النفي.
هل هناك شخصية أرهقتك خلال تقديمها؟
أعتقد أن دوري في فيلم "مافيا" يُعد من هذه النوعية لأنه تطلب مني جهدا كبيرا وقت تصويره، وكذلك دوري في مسلسل "الزوجة الرابعة"، وأيضا دوري في "الوتر"، لأنه تطلب أن أذهب إلى التصوير دون نوم كافٍ.
بعيدا عن الفن.. ما المهنة التي تمنيت أن تمتهنها لو لم تكن ممثلا؟
باحث في التاريخ، خاصة أنها مهنة شائقة تطلب أن يكون صاحبها شخصا على قدر كبير من الثقافة والمعرفة، والتاريخ مليء بالعديد من الأحداث التي تدفع الكثير للبحث فيها والغوص في أسرارها.
-هل تقيم نفسك من فترة لأخرى؟
بالفعل أقوم بذلك، فأنا أهتم بمعرفة كل ما ينقصني من خلال عائلتي وأصدقائي المقربين وبعض زملاء العمل، لأتعلم من أخطائي وأعمل على تجاوزها.
وما العمل الجديد في سباق دراما رمضان 2019؟
هناك أكثر من عمل تم عرضه عليّ بالفعل، وأبحث بينها عن الأفضل، وقمت مؤخرا بتدشين هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعنوان ”من تأليفي“، لكل من يتمتع بموهبة التأليف ولديه قصة جديدة لأختار منها قصة المسلسل الجديد.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز