انتفاضة إلكترونية ضد رئيس وزراء فلسطين.. رفض واستنكار
رفض واسع من مغردين إماراتيين وعرب من توجيه اشتية تغريدته للشعب الإماراتي دون القيادة، بشأن معاهدة السلام مع إسرائيل
"الله ثم الوطن ثم القيادة.. الكل يردد في الإمارات بأن قيادتها وشعبها تقف موقفا واحدا والشعب الإماراتي ملتفا حول قيادته.. قيادة الإمارات عند كل إماراتي وإماراتية خط أحمر مثل علم الإمارات".
مضمون رسالة موحدة وجهها الإماراتيون، كل بأسلوبه، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ردا على تغريدة باللغة الإنجليزية لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وجه فيها رسالة للشعب الإماراتي، حول معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية.
المغردون أعربوا عن رفضهم الواسع من توجيه اشتية تغريدته للشعب دون القيادة، معربين عن رفضهم القاطع لمحاولة المسؤول الفلسطيني، الإيعاز وإيهام البعض أن هناك فرقا بين شعب الإمارات وقيادته تجاه أي موقف أو قرار أو توجه أو سياسة.
ولم يوجه المغردون الفلسطينيون والإماراتيون دروسا لرئيس وزراء فلسطين في أهمية الولاء للقيادة والانتماء للوطن فقط، بل علموه أيضا أهمية الاعتزاز بهويته ولغته العربية.
وانضم مغردون من السعودية وعدة دول عربية مع بقية المغردين، متهكمين من قيام اشتية بالتغريد باللغة الإنجليزية، ولا سيما أن من يغرد هو رئيس وزراء دولة عربية، والرسالة موجهة لمغردين عرب، سواء في الإمارات أو فلسطين.
وغرد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد إشتية، عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلا بالإنجليزية: إن "شعب الإمارات أهلنا وعلم الإمارات علم عربي، ورفضنا للتطبيع (في إشارة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل) لا يؤثر على احترامنا للشعب الإماراتي".
“The Emirati people are our people. The UAE flag is an Arab flag. Our rejection of normalization does not affect our respect towards our people in the #UAE. #Palestine”.
"الله ثم الوطن ثم القيادة"
أثارت التغريدة تفاعلا واسعا ولا سيما من المغردين الإماراتيين، الذين آثرروا التعليق على تغريدة اشتية مباشرة، لتصل رسالتهم له.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سهيل البستكي، مدرب ومحاضر إماراتي: "الله، ثم الوطن، ثم رئيس الدولة".
وأردف: "فرق تسد... اتركها يا دكتور والمحترم يُحترم.. بالمختصر المفيد الإمارات رسالة سلام".
في السياق نفسه، رد الدكتور علي النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، على تغريدة اشتية معلقا على مضمونها واللغة التي استخدمها.
وقال الدكتور علي النعيمي معلقا على اللغة: "كان بإمكانك تكتب بالعربي كما كتبت تغريدتك السابقة".
وأردف معلقا على توجيه اشتية حديثه للشعب الإماراتي: "للعلم نحن في الإمارات قيادة و شعبا موقفنا واحد والشعب الإماراتي ملتف حول قيادته، وقيادة الإمارات عند كل إماراتي وإماراتية خط أحمر مثل علم الإمارات".
بدوره، قال الكاتب الإماراتي سالم الجحوشي: "شعب الإمارات يثق بقيادته الحكيمة فبفضلها بعد الله سبحانه وتعالى نعيش بأمن وأمان وسعادة، ولثقتنا بإخلاصهم لأمتهم العربية والإسلامية فنحن نبارك مساعيهم لتحقيق السلام في المنطقة".
وأردف: "وبناءً عليه يجب أن تعلم بأن هذه العلاقة والثقة لن تزعزعها لا مغريات ولا رولكس ولا شنط مليئة بدولارات (في إشارة إلى متاجرة البعض بالقضية الفلسطينية وبيع مواقفهم بالأموال)".
بدوره، قال المغرد الإماراتي عبدالله بن صبرآن: "شعب الإمارات خلف قيادته في السراء والضراء.. غيرك كان أشطر يا دكتور (في إشارة إلى فشل أي محاولة للتفريق بين الشعب والقيادة)".
البيت متوحد
في السياق نفسه، قال المغرد محمد المنصوري: "نحن كشعب إماراتي مع حكومتنا قلبا وقالبا، وما يمس حكومتنا يمسنا، بيتنا متوحد".
بدوره غرد المهندس محمد الرميثي، معربا عن استيائه من استخدام اشتية للغة الإنجليزية، قائلا: "أولاً: عليك أن تعتز بلغتك العربية بل اللغة العربية تستعر منك ومن أمثالك".
وتابع، في تغريدة حملت لهجة غاضبة: "ثانيا: نحن في الإمارات نحب حكومتنا وقيادتنا الرشيدة ونثق ثقتة عمياء بقيادتنا الرشيدة.. ولا أعتقد في يوم من الأيام يمكن لأمثالك أن يصلوا لهذا المستوى من الثقه بقيادتهم."
في السياق نفسه، قال المغرد عمر البريكي: "نحن في الإمارات مؤمنون بحكمة قيادتنا وتوجهاتها.. وسواء عجبك أم لم يعجبك فالمفترض أن تدعموا هذا القرار الشجاع لخدمة شعب فلسطين بدلا من خدمة مصالحكم الشخصية".
تضامن عربي.. وسخرية واسعة
تضامن مغردون عرب مع مواقف المغردين الإماراتيين، وسخر الكثيرون من توجيه رئيس الوزراء الفلسطيني تغريدته باللغة الإنجليزية.
منى العسيري، مدربة سعودية، غردت ساخرة عبر ترجمة تغريدة اشتية: "إن الشعب الإماراتي هو شعبنا. العلم الإماراتي علم عربي. إن رفضنا للتطبيع لا يؤثر على احترامنا لشعبنا في الإمارات (ترجمة).".
بدروه، غرد السعودي أبو عبدالعزيز الوجيه، ساخرا من تغريدة اشتية بالإنجليزية، قائلا: "إذا كنت تتحدث لشعبك فتحدث له بلغته العربية أما إذا كنت تتحدث للغرب طلباً للتعاطف فهذا شأن آخر!!!."
في السياق نفسه، قال المغرد محمد: "بما أنها شأن عربي ياليت تكتبها باللغة العربية، ولا الخطاب موجه لغيرنا ".
أما المغرد صالح فتهكم قائلا: "مستحي تكتبها بالعربي".
المدون الإماراتي سيف الدرعي، وجه لاشتية رسالة في السياق ذاته، قائلا: "أكتب عربي وافتخر بلغتك أولاً".
والخميس، اتفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن "وقف إسرائيل خطة ضم أراض فلسطينية"، بناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات.
بجانب إيقاف خطة الضم الأراضي الفلسطينية تضمنت معاهدة السلام مواصلة الإمارات وإسرائيل جهودهما للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، والسماح لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.
ويعد التوصل إلى هذه المعاهدة -التي منعت إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة- بات الدليل واضحا على حكمة الدبلوماسية للإمارات.
وقوبل الإعلان عن معاهدة السلام بترحيب عربي دولي واسع، وهنأت دول عربية بينها مصر والأردن والبحرين وسلطنة عمان وموريتانيا، دولة الإمارات بالتوصل لهذا الاتفاق التاريخي.
كما أشادت بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وإيطاليا واليونان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والعديد من الساسة والقادة والمسؤولين حول العالم بالاتفاق، واصفين إياه بأنه خطوة تاريخية تعزز من تحقيق فرص السلام في الشرق الأوسط.