تحقيقات "الغرفة السوداء" بتونس.. سجن مسؤولين سابقين
أصدر القضاء التونسي، الجمعة، مذكرتي إيداع بالسجن بحق مسؤولين سابقين، على خلفية التحقيقات المعروفة بـ"الغرفة السوداء في وزارة الداخلية".
وقالت مصادر قضائية لـ"العين الإخبارية" إن المذكرتين اللتين أصدرهما القضاء التونسي كانا بحق محمد الخريجي مدير وحدة مكافحة الإرهاب بالقرجاني (وسط العاصمة تونس) سابقا، وبوبكر العبيدي مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية (المخابرات التونسية)، على ذمة التحقيقات المتعلقة بما يعرف بـ"الغرفة السوداء بوزارة الداخلية" المتهم فيها كوادر لحركة النهضة الإخوانية.
والقضية تشمل أيضا أكثر من 10 متهمين بينهم وزير الداخلية الأسبق هشام الفوراتي، الذي شغل المنصب خلال الفترة من 2018 إلى 2020، وكوادر أمنية أخرى.
و“الغرفة السوداء” احتوت على وثائق تم نقلها من مقر مدرسة تعليم السياقة لصاحبها مصطفى خضر إلى وزارة الداخلية دون محضر حجز ودون علم فرقة الشرطة العدلية ولا قاضي التحقيق المتعهد بالقضية.
ولم يتم الاعتراف الرسمي بوجود هذه الغرفة، إلا بعد تنقل قاضي التحقيق في قضية محمد البراهمي إلى وزارة الداخلية، وحجزه للصناديق الكرتونية والأكياس التي تتضمن كما هائلا من الوثائق، ونقلها لاحقاً إلى مقر القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
الغرفة السوداء
وبناء على ما تمّ العثور عليه، أصدر قاضي التحقيق المتعهد بملف اغتيال بلعيد والبراهمي حينها تهمة القتل العمد لمصطفى خضر في قضية البراهمي، إضافة إلى 22 تهمة أخرى.
وحينها، كشفت هيئة الدفاع عن أن قاضي التحقيق عثر على وثائق متعلقة بالتنظيم السرّي لحركة النهضة ومتعلقة بالاغتيالات، ومن بينها وثائق تخص محمد العوادي المسؤول عن الجناح العسكري لتنظيم "أنصار الشريعة" والمتهم في اغتيال محمد البراهمي، وتضمنت الوثائق توصية بضرورة تسخير مرافقة أمنية لمحمد العوادي حتى يغادر تونس.
كما عثر قاضي التحقيق على وثيقتين تضم قائمتين لمنحرفين مع أرقام هواتفهم من بينهم عامر البلعزي المتهم في قضيّة اغتيال البراهمي وبلعيد، باعتباره ألقى المسدسين المستخدمين بالعمليتين في البحر، وقد أقرّ مصطفى خضر بعلاقته بعامر البلعزي.
وكانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أكدت سابقا أن حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية، وأن مصطفى خضر (مسجون حاليا) المشرف على هذا الجهاز كان يمتلك وثائق تتعلق بملف اغتيال بلعيد والبراهمي.
وكانت الهيئة أكدت العثور في ديسمبر/ كانون الأول 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي يسكنه خضر آنذاك.
وأشارت إلى أن جزءا من تلك الوثائق موجود في "غرفة سوداء" بوزارة الداخلية، داعية إلى فتح هذه الغرفة وتمكينها من الاطلاع على ما أودع فيها.