الاغتيالات و"الغرفة السوداء".. أذرع إخوان تونس بمقصلة القضاء

تحقيقات جديدة بملف اغتيال القيادي القومي التونسي محمد البراهمي تجر أذرع الإخوان إلى مقصلة العدالة وتقتحم "غرفتهم السوداء" بالداخلية.

المحامي التونسي رضا الرداوي، وهو رئيس هيئة الدفاع في قضية اغتيال البراهمي، قال إن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس أذنت بفتح تحقيق ضد المدعي العام المعزول القاضي البشير العكرمي.

والعكرمي يوصف على نطاق واسع بأنه "رجل النهضة وأداتها لتطويع الجهاز القضائي لخدمة مصالحها".

وشغل العكرمي منصب قاضي تحقيق مكلف في جريمة اغتيال السياسيين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، قبل أن يتولى منذ 2016 منصب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية (المدعي العام).

وشكلت إقالة القاضي بشير العكرمي من منصبه وفق المرسوم الرئاسي، بداية رفع الغطاء الذي حال دون فتح ملف تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر، والتستر على جرائم إرهابية وتعطيل التحقيق في آلاف الملفات المتعلقة بالإرهاب.

وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، عقب مداولات جرت، اليوم الثلاثاء، أمام الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب في قضية البراهمي، قال الرداوي إن "النيابة العامة أذنت بفتح بحث ضد العكرمي من أجل تهم تعلقت بالتدليس ومسك واستعمال مدلّس بخصوص محاضر كانت تحت يده بحكم وظيفته، تتعلق بقضية البراهمي".

وأضاف الرداوي أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية فتح أبحاثه (التحقيق) بخصوص شكوى رفعتها هيئة الدفاع عن الشهيدين بحق وزير الداخلية الأسبق هشام الفوراتي وعدة كوادر أمنية من أجل تهم تتعلق بحجز وإتلاف وثائق وتدليس.

وأكد الرداوي أنه من المنتظر أن يتم سماع هشام الفوراتي كمتهم على خلفية إخفاء وثائق ومعطيات، ونفيه عندما كان وزيرا للداخلية وجود ما يسمى بـ"الغرفة السوداء" وفق ما ورد في الشكوى.

والفوراتي الذي شغل منصب وزير الداخلية من 2018 إلى 2020، يشغل حاليا منصب سفير.

الاغتيالات و"الغرفة السوداء" 

وفي 2018، كشفت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عمّا تمّ العثور عليه في ما سمي بـ"الغرفة السوداء" بوزارة الداخلية.

وبناء على ما تمّ العثور عليه، أصدر قاضي التحقيق المتعهد بملف اغتيال بلعيد والبراهمي حينها تهمة القتل العمد لمصطفى خضر قي قضية البراهمي، إضافة إلى 22 تهمة أخرى.

وحينها، كشفت هيئة الدفاع أن قاضي التحقيق عثر على وثائق متعلقة بالتنظيم السرّي لحركة النهضة ومتعلقة بالاغتيالات، ومن بينها وثائق تخص محمد العوادي المسؤول عن الجناح العسكري لتنظيم "أنصار الشريعة" والمتهم في اغتيال محمد البراهمي، وتضمنت الوثائق توصية بضرورة تسخير مرافقة أمنية لمحمد العوادي حتى يغادر تونس.

كما عثر قاضي التحقيق على وثيقتين تضم قائمتين لمنحرفين مع أرقام هواتفهم من بينهم عامر البلعزي المتهم في قضيّة اغتيال البراهمي وبلعيد، باعتباره ألقى المسدسين المستخدمين بالعمليتين في البحر، وقد أقرّ مصطفى خضر بعلاقته بعامر البلعزي.

وكانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أكدت سابقا أن حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية، وأن مصطفى خضر (مسجون حاليا) المشرف على هذا الجهاز كان يمتلك وثائق تتعلق بملف اغتيال بلعيد والبراهمي.

وكانت الهيئة أكدت العثور في ديسمبر/ كانون أول 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي يسكنه خضر آنذاك.

وأشارت إلى أن جزءا من تلك الوثائق موجود في "غرفة سوداء" بوزارة الداخلية، داعية إلى فتح هذه الغرفة وتمكينها من الاطلاع على ما أودع فيها.