مصر تكشف دور طارق الزمر الهارب بقطر في دعم "داعش" بسيناء
دور محوري لعبه الإرهابي طارق الزمر، الهارب في قطر، في الأعمال الإجرامية التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي بسيناء فضحته نيابة أمن الدولة.
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بمصر، الأربعاء، عن الدور المحوري الذي لعبه الإرهابي طارق الزمر، الهارب في دولة قطر، في الأعمال الإجرامية التي نفذتها عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بسيناء، في القضية التي تضم 555 إرهابيا أحيلوا إلى القضاء العسكري، بعد تنفيذهم 63 جريمة إرهابية بمحافظة شمال سيناء، وتكوينهم 43 خلية عنقودية.
وأكدت التحقيقات أن المجرم الهارب في قطر كان يتولى مسؤولية توفير الدعم المالي لتمويل الجماعة من جهات خارج مصر، بما يعين كوادر وعناصر الجماعة على تنفيذ عملياتهم العدائية وجرائمهم الإرهابية.
كما كشفت التحقيقات، أن الجماعة الإرهابية اعتمدت في بنائها الفكري على مجموعة من الأفكار التكفيرية تستهدف إسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وإقامة ما سموه "الخلافة الإسلامية"، تمهيداً لتقسيم مصر إلى "ولايات" يديرها "ولاة" من عناصر الجماعة، وهو النسق الفكري ذاته لتنظيم داعش الإرهابي.
وتضمنت التحقيقات اعترافات تفصيلية أدلى بها 88 متهماً من المقبوض عليهم، تظهر كيفية تنفيذهم وبقية المتهمين للجرائم موضوع القضية.
وقالت التحقيقات، إن الجرائم الإرهابية التي نفذها المتهمون في القضية تركزت في محافظة شمال سيناء، وإن قيادات وكوادر الجماعة كانوا على تواصل دائم ومستمر مع قيادات تنظيم داعش بالعراق وسوريا، وإن عددا من عناصر الجماعة التحقوا بمعسكرات التنظيم في سوريا لتلقي التدريبات على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات واكتساب الخبرة الميدانية في حروب العصابات وقتال الشوارع، والعودة إلى مصر لتنفيذها في أعمال عدائية ضد الدولة ومؤسساتها ومواطنيها.
خطط وجرائم
وتبين أيضاً من التحقيقات نجاح أجهزة الأمن المصري وقطاع الأمن الوطني، في توجيه ضربات استباقية مؤثرة ضد بؤر وخلايا جماعة ولاية سيناء الإرهابية، ما أدّى إلى إحباط و إفشال العديد من مخططاتهم الإرهابية الإجرامية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.
وأوضحت التحقيقات أيضا أن المتهمين قاموا برصد مجموعة من المؤسسات والشخصيات العامة، في إطار تخطيطهم لارتكاب عمليات إرهابية، من بين تلك المخططات رصد مبنى وزارة الداخلية وأكاديمية الشرطة بمنطقة القاهرة الجديدة، ورصد عدد من السفن العابرة لقناة السويس وميناء دمياط، وعدد من الكنائس في أماكن عدة على مستوى مصر.
واستدلت التحقيقات على أن تنظيم داعش الإرهابي بسيناء يقف على رأس هيكله التنظيمي ما يطلقون عليه "الوالي" ويعاونه 3 مسؤولين "عسكري وإداري ومالي"، قسمت محافظة شمال سيناء إلى 6 قطاعات.
وأكدت التحقيقات أن الخلايا الإرهابية التابعة للجماعة تم تقسيمها إلى مجموعات رئيسية، تحتوي كل واحدة منها على 4 مجموعات فرعية، تتولى رصد الأهداف المزمع استهدافها بعمليات إرهابية وتوفير المعلومات، والدعم اللوجيستي لتوفير المعدات والاحتياجات، والانتحاريين الذين يتولون تنفيذ العمليات العدائية الهجومية.
وتبين من خلال التحقيقات أن المتهم علي سالمان الدرز، القيادي البارز بتنظيم داعش الإرهابي بسيناء، تولى عملية الدعوة إلى الأفكار الإرهابية والتكفيرية للجماعة، وكان يصدر تكليفاته إلى كوادر الجماعة لاستقطاب مزيد من العناصر الجديدة، وإعطاء الأوامر إلى الخلايا العنقودية التابعة للجماعة، والبالغ عددها 43 خلية، لتنفيذ عمليات عدائية ضد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، وضد القضاة، والمواطنين المسيحيين ودور عبادتهم.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين استهدفوا تمركزاتٍ للقوات المسلحة والشرطة المصرية بشمال سيناء، وعدداً من المدرعات والآليات العسكرية، من خلال زرع عبوات ناسفة على الطرق وتفجيرها، وإطلاق النيران والقذائف الصاروخية طراز "آر بي جي" على الارتكازات والدوريات الأمنية، وقنص الأفراد والضباط.
مذابح ضد المدنيين
وتبين أن العمليات الإرهابية التي كانت تقوم بها خلايا تابعة لللتنظيم الإرهابي، طالت بصورة كبيرة المدنيين من سكان محافظة شمال سيناء، حيث جاء من أبرز تلك الوقائع قيام 6 إرهابيين من عناصر التنظيم، باختطاف المجني عليهما فتحي عايش مصطفى وزوجته ميساء عبدالله عبدالعظيم، من منزلهما، ووضعوهما في الحقيبة الخلفية لسيارة "هيونداي فيرنا" وقاموا بقتلهما وإلقاء جثتيهما أمام سنترال "المساعيد" بمدينة العريش، وذلك بزعم تعاونهما مع أجهزة الأمن، فضلًا عن ضلوع التنظيم في قتل مدنيين اثنين بمدينة العريش، استنادا إلى ذات المزاعم بتعاونهما مع قوات الأمن في مواجهة الإرهابيين بشمال سيناء.
كما تضمنت أوراق التحقيقات ارتكاب المتهمين 10 وقائع قنص، أسفرت في معظمها عن وقوع إصابات غير قاتلة في صفوف قوات القوات المسلحة والشرطة، إلى جانب 12 واقعة قتل بحق المواطنين المدنيين.
وأكدت التحقيقات أن المتهمين استهدفوا 5 عربات مدرعة و12 دورية متحركة تابعة للقوات المسلحة، و14 عربة مدرعة و4 دوريات تابعة لقوات الشرطة، من خلال عمليات هجوم مسلحة، أو من خلال زرع عبوات ناسفة على جوانب الطرق، بالإضافة إلى استهداف 5 ارتكازات أمنية للقوات المسلحة وتمركزين اثنين تابعين للشرطة.
وكشفت التحقيقات أن مجمل العمليات الإرهابية والإجرامية التي ارتكبها المتهمون تركزت في مدن ومناطق "الشيخ زويد، والطريق الدائري بالعريش، والطريق الدولي الساحلي، ورفح، وبئر الحفن، والقصيمة، والجورة". وأسفرت عن استشهاد ضابط بالقوات المسلحة و3 ضباط شرطة و29 مجندا بالقوات المسلحة و16 فردا ومجندا بالشرطة و5 مدنيين، وإصابة 6 ضباط بالقوات المسلحة و11 ضابط شرطة و37 مجندا بالقوات المسلحة و41 فردا من أفراد ومجندي الشرطة و5 مدنيين.
ووفقاً للتحقيقات أيضًا، فقد شملت العمليات الإرهابية تفجير خط الغاز الطبيعي الواصل بين بورسعيد والشيخ زويد، إلى جانب إضرام النيران بمدرسة "النيل" بالقاهرة، وهي تابعة لإحدى الطوائف المسيحية.
نساء التنظيم الإرهابي بسيناء
تضمنت قائمة المتهمين بقضية تنظيم داعش بسيناء إحدى المتهمات تدعى فاطمة أنور إمام القليولي، التي لعبت دورا إجراميا مهما في توفير الدعم اللوجيستي للتنظيم بتسهيل نقل وسفر العديد من العناصر الإجرامية الراغبين في الالتحاق بالتنظيم بشمال سيناء، حتى يتمكنوا من الانضمام إلى خلاياها العنقودية، والمشاركة في العمليات العدائية ضد القوات المسلحة والشرطة.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا وتحريات قطاع الأمن الوطني المصري، عن عدد من المقار التنظيمية التي كانت تستخدم كمعسكرات تدريب، أو مقار للإيواء، أو كمخازن للأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها عناصر تنظيم داعش الإرهابي بسيناء، كما تضمنت المقار التنظيمية التابعة للتنظيم، والمعسكر التدريبي بمنطقة جهاد أبو طبل بشمال سيناء الذي تولى مسؤوليته المتهم محمد رمضان عيد الترباني، والمعسكر التدريبي بمنطقة جبلية بالجبل الغربي بمنفلوط في محافظة أسيوط الذي كان يمثل نقطة للانطلاق لتنفيذ العمليات الإرهابية، ووحدة سكنية بقرية دشلوط بمدينة ديروط في أسيوط التي كانت تستخدم مقرا للإيواء وإخفاء الأسلحة والمتفجرات.
وفقًا للتحقيقات، فقد اشتملت المقار التنظيمية التابعة للجماعة على إحدى المزارع الكائنة في طريق "التحدي" في المنطقة الحدودية بين محافظتي المنوفية والبحيرة بنطاق مركز شرطة النوبارية، والمملوكة للمتهم إسماعيل سليمان الشاعر، وكانت تستخدم مقرا لإيواء عناصر الجماعة،ومزرعة أخرى بالكيلو "18" بالطريق المؤدي من مدينة الطور إلى منطقة أبو رديس بجنوب سيناء، ووحدتين سكنيتين بمنطقة أرض اللواء بالجيزة.
إرهابيو "داعش سيناء" بالأسماء
تبين من التحقيقات أن أحد المتهمين في القضية، ويدعى هاني عبدالصمد عبدالستار، كان يتولى مسؤولية تهريب المتهمين من عناصر التنظيم الملاحقين أمنيا، إلى السودان، كما أن المتهم عبدالرحمن محمد مهدي شقلوف، كان يقوم على توفير الملابس والمهمات العسكرية لصالح عناصر الجماعة.
وأكدت التحقيقات أيضًا أن المتهم عبدالرحمن عصام الدين محمد، كان يتولى نقل تكليفات المتهم علي سالمان الدرز، ونشر طرق وتقنيات صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة التي تستخدم في العمليات الإرهابية، إلى باقي عناصر التنظيم الإرهابي، فيما تولى المتهم عبدالرحمن مصطفى أحمد صادق الكاشف، الإشراف على عملية علاج وإسعاف المصابين من عناصر التنظيم بحكم طبيعة عمله كطبيب.
وأشارت التحقيقات إلى تولي 5 متهمين، بينهم 3 أشقاء، عملية تهريب المتفجرات والمواد الكيماوية التي تدخل في صناعتها، والأسلحة بمختلف أنواعها، إلى داخل البلاد عبر أحد الأنفاق السرية التابعة لهم خصيصا بالحدود الشرقية للبلاد. كما أن المتهمين إسماعيل محمد جمعة وحماد سالمان غنيم، كونا شبكتين لتوفير الدعم اللوجيستي للتنظيم، حيث كانا يقومان بتوفير المواد المتفجرة وقطع غيار الدراجات النارية وأجهزة الاتصالات التي تستخدمها عناصر التنظيم، وفي المقابل تهريب مواد غذائية إلى قطاع غزة.
وأظهرت التحقيقات أن المتهم المتوفى شريف لطفي خليل عبد العزيز - الذي قتل في تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة أثناء مداهمتها مقرا للتنظيم الإرهابي بسيناء بأرض اللواء في العجوزة - استغل وحدة سكنية مستأجرة، وكذلك مسكن الزوجية، في إيواء عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز