الإمارات وروسيا.. شراكة اقتصادية متينة وتطلعات إلى المزيد
تحتل الإمارات قائمة الدول العربية من حيث الاستثمارات المشتركة مع روسيا.
ترتبط الإمارات العربية المتحدة بشراكة اقتصادية قوية مع الجانب الروسي، حيث تحتل الإمارات قائمة الدول العربية من حيث الاستثمارات المشتركة مع روسيا.
ووفقا لبيانات عام 2017 بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 2.45 مليار دولار سنويا، من إجمالي 15 مليار دولار تمثل التبادل التجاري بين الدول العربية وروسيا.
ويقوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة إلى روسيا ، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المخطط خلال اللقاء التوقيع على مذكرة تعاون استراتيجي.
وأوضحت وكالة سبوتنيك الروسية، أنه من المقرر خلال الاجتماع، مناقشة قضايا التعاون بين روسيا والإمارات في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، بالإضافة إلى قضايا الساعة في جدول الأعمال الدولي والإقليمي، كما سيوقع بوتين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مذكرة تعاون حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
أهم قطاعات الاستثمار
يحتل الاستثمار في الصناعات التحويلية كالبتروكيماويات والألمنيوم صدارة المجالات المشتركة بين البلدين، إلى جانب الصناعات التكنولوجية المتقدمة، ومجالات الابتكار والبحوث العلمية والطاقة المتجددة، والاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية.
وفي العام الماضي بحث وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد المنصوري، آفاق التعاون الاقتصادي والصناعي المستقبلي مع روسيا في إطار العلاقات الثنائية مع الإمارات، وسبل الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات في تعزيز الصادرات الروسية إلى المنطقة، خاصة الصادرات الزراعية والمحاصيل الغذائية، في ظل تطور البنية التحتية والخدمات اللوجستية من نقل وشحن وتخزين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
شراكة نفطية بين "مبادلة" و "غازبروم"
في شهر مايو/ أيار من العام الحالي، أعلنت «مبادلة للبترول» الإماراتية والصندوق الروسي للاستثمار المباشر التابع للحكومة الروسية عن تأسيس مشروع مشترك مع شركة "غازبروم"، وذلك بهدف تطوير عدد من حقول النفط في منطقتي "تومسكط و"أومسك" في سيبيريا.
وبموجب الشراكة ستستحوذ مبادلة للبترول التابعة لشركة مبادلة للاستثمار المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، والصندوق الروسي للاستثمار المباشر على حصة إجمالية قدرها 49% بشركة «غازبروم نفط - فوستوك»، وهي الجهة المشغّلة للحقول، بحيث تستحوذ "مبادلة للبترول" على 44%، فيما سيستحوذ الصندوق الروسي للاستثمار المباشر على الحصة المتبقية وهي 5 %.
ويصل حجم الاحتياطي النفطي المؤكّد والمحتمل في الحقول إلى 40 مليون طن (300 مليون برميل نفط). وكان إنتاج النفط قد بلغ 1.6 مليون طن في عام 2017 (33 ألف برميل يومياً)، ويتم بيع النفط المنتج في هذين الحقلين داخل السوق الروسية وفي الأسواق العالمية، حيث يتم تصديره بشكل أساسي عبر خط أنابيب نفط سيبيريا الشرقية - المحيط الهادي.
حضور إماراتي مميز في قمة كازان الاقتصادية الدولية
ومؤخرا شارك وفد من دولة الإمارات في أعمال الدورة العاشرة من قمة كازان الاقتصادية الدولية 2018 بروسيا، والتي انطلقت فعالياتها في 12 مايو/ أيار الماضي.
ونظمت وزارة الاقتصاد مشاركة وفد الدولة في قمة كازان والمكون من عدد من الجهات الحكومية والخاصة من دولة الإمارات في القمة، من أبرزها مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، ومجلس توزان الاقتصادي، والمنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسلطة المنطقة الحرة بمطار دبي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسهول أرابيا للاستثمار، وشركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية، وبنك دبي الإسلامي، وغرفة الفجيرة إلى جانب عدد من المسؤولين ورجال الأعمال.
وناقشت الدورة العاشرة من فعاليات القمة، قضايا صناعة الحلال والتمويل الإسلامي والصيرفة الإسلامية، إلى جانب محاور متنوعة مثل الاستثمار والتجارة وتكنولوجيا المعلومات وريادة الأعمال والشركات الناشئة وتكنولوجيا البلوك تشين والمسؤولية المجتمعية للشركات والتنمية المستدامة.
وشارك وفد دولة الإمارات بعدد من فعاليات القمة وجلساتها، من أبرزها معرض «حلال إكسبو روسيا» الذي يركز على المنتجات الغذائية الحلال والعالية الجودة، ومعرض «إنفست إكسبو» حول الاستثمار في البنى التحتية والمناطق الصناعية والمشاريع المبتكرة.
كما حضر الوفد منتدى كازان الرابع لرواد الأعمال الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي، واطلعوا خلاله على أهم المشاريع المبتدئة والاتجاهات التي يشهدها قطاع ريادة الأعمال.
حجم الاستثمارات المشتركة
ووفقا لآخر إحصاءات الاستثمارات المشتركة بين الجانبين، بلغت قيمة الاستثمارات المشتركة 18 مليار دولار بين الإمارات وروسيا، في عام 2015 ، بينما بلغ حجم التبادل التجاري 3 مليارات دولار في العام نفسه.
واستقبلت الإمارات 750 ألف سائح روسي في 2015، فيما أكدت بيانات حديثة أن عدد الزوار الروس للإمارات تجاوز مليون سائح بانتهاء عام 2017.
وتعمل في السوق الإماراتية 3 آلاف شركة روسية، مع توقعات بزيادتها في ظل تطور البنية التحتية للإمارات وتوافر الخدمات اللوجيستية والشحن ونقل البضائع والتطور التكنولوجي في دولة الإمارات.