زيارة و4 خطوات إسرائيلية منتظرة لمواجهة إيران في أفريقيا
تخشى إسرائيل من هرولة سياسية إيرانية تجاه أفريقيا في الفترة المقبلة، وسط رصد مساعي طهران لتعزيز علاقاتها مع دول القارة.
وفي حين بدأت الحكومة الإسرائيلية حراكا تجاه أفريقيا، فإن مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا دعا إلى 4 خطوات عملية إضافية لمحاصرة الجهود الإيرانية في القارة السمراء.
وأمس الأحد، وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى كينيا، في زيارة رسمية تهدف إلى "تعزيز العلاقة مع أفريقيا على خلفية المحاولة الإيرانية لتوسيع نشاطها في القارة".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه "قام وزير الخارجية إيلي كوهين بزيارة دبلوماسية سريعة إلى نيروبي التقى خلالها وزير الخارجية الكيني وقادة أفارقة آخرين".
وأضافت أن "كينيا حليف رئيسي لإسرائيل في شرق أفريقيا يساعد في توسيع دائرة السلام والتطبيع وترسيخ موقف إسرائيل كمراقب في منظمة الاتحاد الأفريقي".
كوهين كان واضحا في الإفصاح عن الهدف من الزيارة، وقال "الزيارة الدبلوماسية إلى نيروبي لها أهمية إقليمية واستراتيجية على خلفية محاولات إيران توسيع نفوذها في القارة".
وأضاف أن "موقع كينيا الإقليمي يجعلها شريكاً رئيسياً لإسرائيل في منطقة شرق أفريقيا، كما تسمح عضوية كينيا في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتأثير في الرقابة الدولية على الانتهاكات الإيرانية في البرنامج النووي".
بالإضافة إلى ذلك تريد إسرائيل من كينيا المساهمة في توسيع رقعة علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية.
كوهين قال كذلك "أشكر الرئيس الكيني وليام روتو ووزير الخارجية الكيني على جهودهما لتعزيز موقف إسرائيل في القارة وفتح الأبواب لدولة إسرائيل في دول القارة التي لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية حتى الآن".
إلى ذلك، يتابع المراقبون الإسرائيليون بقلق الحراك الإيراني في أفريقيا، لا سيما مع بدء الرئيس الإيراني رئيسي جولته الأفريقية، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى القارة السمراء منذ أكثر من عقد.
وقال مئير بن شبات، رئيس هيئة الأمن القومي السابق ورئيس معهد "ميسغاف" لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، في تصريح أرسله مكتبه لـ"العين الإخبارية"، "تهرول إيران نحو وجهتها الدبلوماسية القادمة وهي أفريقيا".
وتابع أن زيارة رئيسي ولقاءه بمسؤولي كينيا وأوغندا وزيمبابوي تهدف لتعميق التعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية والقارة الأفريقية التي تعتبر "قارة الفرص".
تسلل في أفريقيا
المسؤول الإسرائيلي السابق قال أيضا إنه "إضافة لأبعاد الزيارة الاقتصادية من الواضح أن الزيارة تسعى إلى مواصلة الزخم الدبلوماسي الذي تمارسه إيران في الآونة الأخيرة من أجل تعزيز مكانتها وتأثيرها على القارة الأفريقية، وتوسيع نطاق معسكر الدول المعارضة للولايات المتحدة، وإيران هي شريكة رئيسية في بلورته".
وأضاف بن شبات: "قبل أسبوع فقط اجتمع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع نظيره السوداني علي الصادق علي، في لقاء عقد بعد قطيعة استمرت 7 سنوات، وقد ورد في التقارير التي صدرت من إيران أن الطرفين ناقشا السبل لاستئناف العلاقات بين البلدين".
ولفت بن شبات إلى أن "خطوة ملموسة أخرى قامت بها إيران في أفريقيا قبل أسبوعين، هذه المرة إزاء مصر".
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق "وفقا لتقارير إيرانية وافق البلدان على استئناف خط الطيران المباشر بينهما، الذي أوقف قبل أكثر من 40 عاما.. هذه الخطوة تعكس أكثر من ضرورة اقتصادية بالنسبة للبلدين، بل تعكس أيضا رغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما التي تميزت بعدائية وبتوتر كبيرين".
وأضاف "لا يمكن التكهن إلى أين ستتطور هذه العلاقات، ولكن وفقا لتقارير صحفية فقد صادقت مصر على تخفيف الإجراءات المتعلقة بإصدار تأشيرات دخول سياح من عدة دول، من بينها إيران".
وحذر بن شبات من أنه "حتى بدون هذه التطورات إيران تتمتع بعلاقات دافئة مع دول مهمة في أفريقيا مثل جنوب أفريقيا والجزائر"، مضيفا "الجزائر هي إحدى الدول القليلة في العالم العربي التي تتعاون مع إيران".
وقال: "الغاية العملية من الجهود الإيرانية في أفريقيا هي تحييد تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضت على طهران وفتح فرص جديدة أمامها من شأنها تحسين وضعها الاقتصادي".
وأضاف: "ولكن هذه الجهود تسعى أيضا إلى تحقيق هدف استراتيجي أوسع، وهو التأثير على تصميم النظام العالمي الجديد وخلق منظومة دولية متعددة الأطراف التي ستضعف مكانة الولايات المتحدة والغرب".
4 خطوات
بن شبات قال أيضا "يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ليست مهتمة بهذه التطورات، إنها منشغلة في شؤون داخلية وفي سباقها مع الصين وفي الحرب الدائرة في أوكرانيا".
ومضى قائلا "سياسة بايدن في الشرق الأوسط سمحت لإيران بتعزيز قوتها وبدفع الدول العربية الصديقة لواشنطن إلى أحضان الصين وروسيا".
لذلك اقترح بن شبات المسؤول الأمني السابق 4 خطوات من أجل تقييد التحرك الإيراني في القارة السمراء، وهي:
- تعزيز تمسك إسرائيل بالدول الأفريقية، خاصة الدول التي حددتها إيران هدفا لها.
- إكمال اتفاقات التطبيع مع السودان رغم وضعه الحالي.
- مناقشة أبعاد تقارب القاهرة وطهران على مستويات سياسية مناسبة مع القاهرة.
- الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
بن شبات قال تعليقا على هذه الخطوات إنها "ستسهم في تعزيز العلاقات الإسرائيلية الأفريقية وإضعاف الجهود التي تبذلها جهات إسلاموية لتشويه سمعة هذه العلاقات".
وأضاف: "وفوق كل شيء آخر يجب ممارسة سياسة خارجية نشطة مبنية على فرضية، إذا لم تتواجد إسرائيل هناك فسيتم ملء هذا الفراغ من قبل جهات أخرى لا تبشر بالخير".
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز