خبراء يطالبون بحلف أفريقي عربي لطرد إيران من القارة السمراء
بعد فضيحة طهران الدبلوماسية في كينيا
الكاتب حسن إسحق يقول إن إيران تمتلك عملاء ينشطون في تهريب الذهب واليورانيوم لخدمة أنشطتها النووية الخبيثة
جدد خبراء ومحللون سياسيون تحذيراتهم من خطورة أنشطة إيران الإجرامية في القارة السمراء وفي مناطق شرق ووسط أفريقيا بعد انحسار نفوذها في مناطق متعددة في العالم.
كما أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن طهران تسعى لخلق نفوذ جيواستراتيجي والتوسع في عمق القارة الأفريقية وخلق بؤر للإرهاب لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية أبرزها الحصول على اليوارنيوم والذهب بأسعار رخيصة لمواصلة مشروعها النووي، والحصول على عقودات لتصدير النفط والغاز الإيرانيين في بعض الدول الأفريقية للتحايل ولفك الحصار الاقتصادي المفروض عليها.
- أسبوع مُقلِق بسبب الإرهاب في شمال وسط وغرب أفريقيا
- خبير عسكري مصري: تجفيف منابع الإرهاب تحد يواجه الشرق الأوسط وأفريقيا
وفيما قال مراقبون إن طهران تسعى لنشر أذرعها الأمنية والاستخباراتية ونشر الإرهاب بمنطقة القرن الأفريقي، ألمح آخرون إلى أن إيران تطمح للتلاعب بالمكونات الطائفية الأفريقية وضرب العلاقات الدبلوماسية الراسخة بين دول المنطقة وتهديد الاستثمارات العربية والغربية في شرق أفريقيا.
إرهاب إيراني في أفريقيا
الكاتب والمختص بشؤون القرن الأفريقي حسن إسحق اعتبر أن حادثة تورط السفير الإيراني في نيروبي بتهريب إرهابيين تابعين لمليشيا الحرس الثوري من السجون الكينية كشفت بجلاء حقيقة المخططات الإرهابية لإيران في كينيا وفي منطقة شرق أفريقيا وأطماع إيران وطموحاتها لخلخلة أمن المنطقة بنشر الإرهابيين التابعين لها في المنطقة وإقامة استثمارات لعملاء تابعين لها لخلخلة المنطقة أمنيا وخلق نفوذ أمني واستخباراتي.
وقال إن تصدي الجهات الأمنية الكينية للمخططات الإيرانية عكس حجم الإرهاب الذي تمارسه إيران في شرق أفريقيا عبر عملائها النشطين في المنطقة.
وأضاف أنه يتوقع أن تتخذ الدول الأفريقية الأخرى الخطوات الكينية نفسها لكشف وفضح المؤامرات الإيرانية ضد أمنها.
وشدد على أن احتواء وتطويق مخططات إيران في شرق أفريقيا يجب أن يتم وفق خطة أمنية واستخباراتية متكاملة لتتبع الأنشطة الثقافية والدينية والاقتصادية التي يتخفى خلفها عملاء إيران بالمنطقة والتي تتخذها طهران كغطاء يخفي أجندتها الإرهابية التي تسعى لتنفيذها.
وأضاف الكاتب أن إيران تمتلك عدة أذرع إرهابية مثل حركة الشباب الإرهابية الصومالية التي تتخفى خلفها إيران لزعزعة أمن المنطقة وبعض العملاء الذين ينشطون في تهريب الذهب واليورانيوم وبعض الوكلاء إلى شركات الطاقة الإيرانية، مؤكدا أن قطع العلاقات الاقتصادية للدول الأفريقية مع طهران هو الطريق لتطويق ومحاصرة أنشطة إيران المشبوهة.
حلف أفريقي عربي
بدوره، قال الدكتور الزمزمي البشير عبدالمحمود أستاذ الدراسات الأفريقية بالجامعات السودانية، لـ"العين الإخبارية "، إن إيران تستغل مرونة وسهولة الإجراءات الاستثمارية والاقتصادية في كينيا لنشر عملائها ولاختراق المنطقة عقائديا وأمنيا تحت غطاء اقتصادي.
وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لكينيا وأهميتها الدبلوماسية والدولية وتواجد معظم المؤسسات الاقتصادية والدبلوماسية العالمية ووجود معظم سفارات الدول الغربية فيها وازدياد عدد السواح الأجانب جعلها منطقة جذب للمطامع والمخططات الإيرانية الإرهابية.
وأشار إلى أن إيران سعت أول الأمر لخلق علاقات اقتصادية مع دول متعددة في شرق أفريقيا، مضيفا أنه سرعان ما انكشفت المخططات العقائدية الإيرانية ومخططات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في تلك الدول تحت غطاء "التقية" لخلق مؤسسات ثقافية وعقائدية، تمهيدا لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف غربية.
وذكر أنه يجب على الدول الأفريقية أن تقطع صلاتها التجارية والاقتصادية مع إيران لاحتواء النفوذ المتنامي لطهران في كل من غانا والكونغو ونيجيريا وكينيا والصومال التي توجد فيها استثمارات إيرانية كبيرة، مؤكدا أن التحركات الكينية لكشف إرهاب طهران في المنطقة تمثل صفعة قوية لإيران وفضح لمؤامراتها على دول المنطقة.
وشدد الزمزمي على أهمية قيام حلف أفريقي عربي لصد ولجم إيران وطردها من أفريقيا لكبح مخططاتها في توسيع ونشر الإرهاب في القارة الأفريقية.
وألقت حادثة اعتقال السلطات الأمنية في كينيا للسفير الإيراني هادي فرج وند وتورطه في تهريب عنصرين يتبعان مليشيا فيلق القدس التابعه لمليشيا الحرس الثوري الإيراني ويقضيان عقوبة السجن في كينيا بتهم تتعلق بتنفيذ هجمات إرهابية؛ الضوء مجددا حول والمخططات الإرهابية الشريرة لطهران في منطقة شرق أفريقيا والقارة بشكل عام.
وكانت السلطات الكينية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري القبض على السفير الإيراني هادي فارجواند في نيروبي والتحقيق معه بتهمة دفع رشاوى مالية لمسؤولين كينيين لتهريب الإرهابيين منصور موسوي وأحمد أبوالفاتحي.
وأكدت الشرطة الكينية أن السفير الإيراني كان يبحث عن طريقة للوصول إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة؛ لمساعدته في إطلاق سراح الإرهابيين وتهريبهما إلى خارج البلاد .
وقالت مصادر إعلامية كينية إن السلطات تأكدت من انتماء الرجلين إلى فيلق القدس، كما كشفت وسائل الإعلام الكينية أن الرجلين قاما في عام 2012 بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية على سياح أجانب والتخطيط لتفجير أهداف بريطانية وأمريكية في العاصمة نيروبي وفي ميناء مومباسا.
وحكمت السلطات القضائية على أحمد أبوالفتحي ومنصور موسوي بالسجن المؤبد في يونيو/حزيران 2013، قبل أن يخفض إلى 15 عاما ووجدت بحوزتهما 15 كيلوجراما من مادة شديدة الانفجار قاما بإدخالها إلى كينيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ألقت الشرطة الكينية القبض على مواطنين كينيين يدعيان ياسين جمعة وأبوبكر صديق، بتهمة التجسس لصالح فيلق القدس، واعترفا بتلقيهما تدريبات في إيران لتنفيذ عمليات إرهابية غربي كينيا بالتعاون مع مسلحين تابعين لحركة الشباب الصومالية الإرهابية وتجنيد عدة أشخاص بعضهم أطفال.
كما أعلنت السلطات الأمنية الكينية أن إيران تمكنت من تهريب ما لا يقل عن 87 كيلوجراما من مواد شديدة الانفجار.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي حذر الإنتربول من محاولة اختراق من قبل المسؤولين الإيرانيين للموظفين الحكوميين ونظام العدالة الجنائية لإطلاق سراح الاثنين..