هذه الهجمات التي لا يكاد يوجد لها أي صدى في الإعلام وهي أكثر دموية تُظهر أن النزاعات بدأت تفتك بمناطق في أفريقيا.
بدأنا الأسبوع بخبر اغتيال ضابطين في الجيش النيجري في الـ18 من الشهر الجاري، بعد نَصبِ مهربين كميناً لهما. ويُعدّ أحد الضابطين قائداً لقاعدة "ديركو"، وهي إحدى أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية بالبلاد، كما تعد قاعدةً للطائرات الأمريكية المُسيّرة. وفي اليوم ذاته، اتهمت المملكة العربية السعودية إيران بتسليم أسلحة لفرع القاعدة باليمن، وهو الأمر الذي لم يحظَ بأي اهتمام، رغم أنه يستهدف استقرار السعودية واليمن والصومال.
هذه الهجمات التي لا يكاد يوجد لها أي صدى في الإعلام وهي أكثر دموية من العمليات الجهادية، تُظهر أن النزاعات الإثنية قد بدأت تفتك بمناطق معينة في أفريقيا
أما غرباً، فقد ضرب 33 بلداً موعداً للمشاركة في مناورات "فلينتلوك" ضد الإرهاب والتي احتضنتها بوركينافاسو. وقد استمر الجهاديون في زرع الرعب بالبلد، في محاولة منهم لإظهار القوة. وفي ذات اليوم، تم الكشف عن مقتل 208 أشخاص في هجماتٍ إرهابية ببوركينافاسو. أما في اليوم الموالي، فقد أعلنت الأمم المتحدة أن نشوب المعارك وعدم الاستقرار في بوركينافاسو قد أديا إلى نزوح 100 ألف شخص. وفي الجنوب الشرقي من بوركينافاسو اضطر "الدوزو" (الصيادين) للتحرك من أجل تأمين تلك المنطقة.
في الـ19 من فبراير الجاري انفجرت 3 قنابل دون أن توقع إصابات. وقد وقع الانفجار أثناء معاينة الجيش التونسي لجثة مفصولة الرأس. وفي اليوم نفسه، تداولت أنباء من الجارة الجزائر تفيد بالقبض على 5 أشخاص بتهمة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية بولايات تيسمسيلت، وهران والمسيلة.
وفي أقصى الجنوب، نيجيريا، أودى هجوم غير إرهابي الأسبوع الماضي بحياة 130 شخصاً على الأقل، وهو الهجوم الذي وقع بدوافع عرقية مع احتمال أن يكون جُل الضحايا ينتمون لطائفة الفولاني الإثنية.
هذه الهجمات التي لا يكاد يوجد لها أي صدى في الإعلام وهي أكثر دموية من العمليات الجهادية، تُظهر أن النزاعات الإثنية قد بدأت تفتك بمناطق معينة في أفريقيا. وبعد يومين من ذلك، أفادت وسائل إعلام أن 60 "مجرماً" (يُرجح أنهم ينتمون لعرقية الفولاني) قد لقوا مصرعهم في مواجهاتٍ مع القرويين ومليشيات بمحافظة "زامفرا" شمال غرب نيجيريا.
في الـ20 من فبراير الجاري، ذكرت وسائل إعلامٍ ليبية أن جهاتٍ أجنبية تُعد جوازات سفر ليبية مزورة لإرهابيين جرحى بغرض إجلائهم للعلاج بالخارج وكذلك متمردين تشاديين بهدف تسهيل عبورهم إلى ليبيا. من جهته، رجح الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العميد، أحمد المسماري أن تكون لتركيا علاقة بتلك الجوازات.
وقد بدأ الحديث عن هذه الجوازات نهاية السنة الماضية عندما دخل الجيش إلى مدينة سبها، وهو المكان الذي عثر فيه على أعداد هائلة من جوازات السفر الفارغة والمجهزة لتعبئة البيانات المزورة. وقد أفاد أحد المتمردين التشاديين أثناء الاستجواب أنه دفع 10 آلاف دينار ليبي، أي ما يعادل 6400 يورو، للحصول على هذه الوثيقة بمنطقة القطرون.
الخبر السعيد يتمثل في إعلان الجيش الفرنسي في الـ21 من فبراير الجاري عن القضاء على زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، جمال عكاشة، المعروف بـ"يحي أبو الهمام".
في اليوم ذاته، سيطرت قوات حفتر على حقل "الفيل" النفطي، وفي الجنوب الشرقي من القارة الأفريقية، أي في موزمبيق، هاجمت حركة الشباب قافلة تتبع لشركة النفط الأمريكية "اناداركو".
وفي اليوم الموالي، 22 فبراير الجاري، أعلنت بعثة حفظ السلام في مالي "مينومسا" عن مقتل 3 من جنودها بمنطقة "سيبي". إلى ذلك، وفي الـ22 من فبراير الجاري، توغل أكثر من 500 جندي تشادي في إطار محاربة تنظيم بوكوحرام.
ونختم الأسبوع من السودان، حيث أعلن الرئيس عمر حسن البشير في الـ22 من فبراير الجاري عن فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد وإقالة الحكومة، ويُشكل السودان رفقة تشاد محوراً بالغ الأهمية للاستقرار شرق الساحل الأفريقي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة