سفير حوثي في طهران.. إيران تجاهر بعداء الشرعية الدولية
إيران تفتت اليمن وتعترف بالتبادل الدبلوماسي مع أتباعها وتقبل سفيرا من مليشيا الحوثي الانقلابية غير المعترف بها دوليا
توجت إيران دعمها الخفي والمستمر لمليشيا الحوثي الانقلابية منذ 5 سنوات، السبت، بإعلان التبادل الدبلوماسي مع أتباعها في اليمن، والقبول بسفير لحكومتهم غير المعترف بها دوليا، لتجاهر بعداء الشرعية الدولية.
وأعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية تعيين إبراهيم الديلمي سفيرا لها لدى إيران، في خطوة تكشف عن تبني كامل من قبل نظام طهران لأتباعهم الحوثيين، كأول دولة تعترف بهم منذ الانقلاب على الشرعية في سبتمبر 2014.
وجاء إعلان التمثيل الدبلوماسي، بعد يومين من لقاء وفد حوثي المرشد الإيراني علي خامئني في طهران، وحضره ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام رفقة القيادي "الديلمي" الذي تم تعيينه سفيرا.
وكان الديلمي، وهو محامٍ مقرب من الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، مديرا عاما لقناة "المسيرة" الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان، وتحظى بدعم مباشر من إيران وحزب الله.
وسبق له أن زار طهران في مناسبات مختلفة ممثلا لمليشيا الحوثي الانقلابية، والتقى مرشد إيران العام الماضي في طهران، حسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية".
واعتبر مراقبون الخطوة الإيرانية وقبولها بتعيين سفيرا لمليشيا الحوثي الانقلابية وحكومتهم غير المعترف بها بأنها ابتزاز جديد من طهران للمجتمع الدولي.
وقال الناشط السياسي اليمني، سعيد المعمري، إن قيام طهران بالتبادل الدبلوماسي مع الحوثيين "خطوة كانت متوقعة عقب دعم لا مسبوق عسكريا وماليا وإعلاميا منذ بداية الانقلاب".
وأضاف المعمري في حديث لـ"العين الإخبارية": "مليشيا الحوثي بدأت هذا العام بخدمة المشروع الإيراني وأتقنت دور التابع، وهو ما جعل نظام طهران يرضون عنهم، ويجاهرون بالعلاقة الدبلوماسية معهم".
وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية المتكررة على المرافق المدنية السعودية والمنشآت النفطية، جعل طهران تكشف ورقتها باليمن رسميا، وتعلن للمجتمع الدولي أن لديها عصابة بمقدورها زعزعة استقرار دول الجوار، وتهديد ممرات الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
تنديد حكومي
قوبلت خطوة طهران بإعلان التمثيل الدبلوماسي مع الحوثيين، بتنديد من الحكومة اليمنية الشرعية التي توعدت على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني برفع مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة.
وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر: "إن التبادل الدبلوماسي بين نظام طهران وأداته في اليمن ليس مفاجئا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقي الدعم من تحت الطاولة إلى العلن، ويؤكد صحة هذه العلاقة وطبيعتها وأهدافها".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن هذه الخطوة تتجاوز القوانين والأعراف الدولية وتخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية، لافتا إلى أن توقيت إعلانها يضع أكثر من علامة استفهام.
وأكدت الحكومة اليمنية حقها في اتخاذ الإجراءات اللازمة ورفع مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة إزاء هذا التطور الذي يمثل انتهاكا سافرا للقوانين والأعراف الدولية.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي بموقف حازم حيال استمرار التدخلات الإيرانية في اليمن وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار.
وخلال الفترة الماضية، أكدت الحكومة اليمنية العثور على عدد من الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية الصنع في أيدي مليشيا الحوثي الانقلابية، وضبط عدد من شحنات الأسلحة في عرض البحر قبل وصولها من طهران إلى المليشيا الانقلابية.