ما المتوقع بين إيران وبايدن؟.. مستشار أمريكي يجيب "العين الإخبارية"
قال الدكتور وليد فارس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن أي عودة لإيران للاتفاق النووي يجب أن أن تشمل كافة ممارستها بالمنطقة.
وأضاف فارس، مستشار الكونجرس الأمريكي لشؤون الإرهاب، خلال حوار مع "العين الإخبارية"، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في طهران لن تسفر عن تغيير كبير في سياسات النظام الإيراني بالشرق الأوسط.
وشدد الخبير في شؤون الشرق الأوسط على أن سلوك النظام الإيراني من شأنه أن يعرض دول المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي للخطر.
وإلى نص الحوار:
ما المتوقع دوليا فيما يخص البرنامج النووي الإيراني؟
أتوقع أن تكون هناك مراجعة في الفترة المقبلة من جانب الإدارة الأمريكية وبروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي لموضوع العودة أو إعادة تنشيط الاتفاق النووي الإيراني بسبب أمرين أساسيين: هما عدم الالتزام من جانب طهران بالاتفاق، وثانيهما: التحركات الإيرانية بالمنطقة التي لاتقنع السياسيين والمراقبين الغربيين.
طهران ليست جادة في تغيير سلوكها بالمنطقة من حيث قمع شعبها ونشر مليشيات في عدة بلدان إقليمية إلى جانب دعم مليشيات الحوثي في اليمن لقصف أراضي المملكة العربية السعودية بصواريخ باليستية، ودعم مليشيات في سوريا ولبنان، واستهداف مواقع أمريكية داخل العراق.
كل ذلك يجب مراجعته في ضوء العودة أو عدم العودة للاتفاق النووي الإيراني المبرم بين طهران وقوى عالمية عام 2015.
ويضيف:" نضيف لهذا ما أعلنته إيران والصين عن توقيع اتفاق استراتيجي لمدة 25 عاما مؤخرا الذي يتضمن بنودا مقلقة للمجتمع الدولي وواشنطن بسبب التسليح، والتعاون الاستخباراتي، وشراء النفط، ما قد يؤدي إلى استمرار حالة عدم الالتزام من جانب إيران.
هل ستؤثر انتخابات الرئاسة الإيرانية على السياسة الغربية تجاه نظام خامنئي؟
في رأيي أنه لن تؤثر الانتخابات الرئاسية المقبلة في السياسة الغربية تجاه النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامنئي لأن السلطة الحقيقية في البلاد يجري تقاسمها بين المرشد من ناحية ومليشيا الحرس الثوري من ناحية أخرى، وربما تكون هناك بعض التغيرات الطفيفة على صعيد السياسة والاقتصاد ولكن ليس على مستوى الأمن القومي والتدخلات العسكرية الخارجية.
من وجهة نظري، لن تكون هناك مفاجأة بالنسبة للدول الأوروبية والمجتمع الدولي بما ذلك أمريكا حال استمرار السياسات الإيرانية الحالية مع فوز رئيس جديد على رأس السلطة التنفيذية في إيران.
هل يمكن أن نشهد مزيدا من الضغط الأمريكي على إيران في ظل إدارة بايدن؟
إدارة بايدن التزمت بالعودة إلى الاتفاق النووي وفي نفس الوقت قالت إنها ستواصل فرض عقوبات على إيران حتى ظهور ملامح تغيير على أداء الأخيرة.
والتوقعات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية ربما تلغي بعض العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، وهذا الإلغاء قد يكون تجربة ورسالة للنظام الإيراني في العودة والالتزام ببنود الاتفاق.
وهناك علامة استفهام كبيرة لأنه من غير المعلوم ما ستقرره إدارة جو بايدن على المدى المتوسط والبعيد في ظل إعلانها العودة للاتفاق النووي الإيراني، على الرغم من تشدد موقف نظام طهران الرافض للتغيير السياسي داخليا وبالتالي ليس واردا بالوقت الراهن عودة إيران لاتفاق يقود المنطقة للسلام والاستقرار.
وهناك جناح داخل إدارة بايدن يريد العودة السريعة للاتفاق النووي بسبب الارتباطات مع مجموعات اقتصادية ومصالح كبرى أمريكية وأوروبية، بينما جناح آخر من الدبلوماسيين المخضرمين يدفع باتجاه الحفاظ على علاقات الولايات المتحدة مع الأطراف الأخرى مثل الدول العربية وإسرائيل في ظل تعنت نظام طهران.
أخيرا.. هل ستتمكن المعارضة الإيرانية من لفت أنظار العالم نحو ملفات حقوق الإنسان بإيران والانتهاكات النووي؟
بالطبع، المعارضة الإيرانية بشكل عام بما فيها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تمثله منظمة مجاهدي خلق، وأنصار الحركة الخضراء والقوميات غير الفارسية يجب أن يكون لها دور أساسي في تقرير مصير إيران.
الأكثرية الشعبية تعارض النظام داخل إيران ولذا ينبغي مشاركة المعارضة السياسية في أي نقاش دولي حول مستقبل إيران كدولة من حيث الحكومة والاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg
جزيرة ام اند امز