محلل إيراني: استهداف الطائرة الأمريكية سيزيد عزلة طهران
علي أفشاري يعتبر أن نظام طهران سيتراجع إلى الوراء خشية رد فعل قوي من واشنطن بعد إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة.
قال المحلل السياسي الإيراني علي أفشاري، الإثنين، إن استهداف نظام طهران الطائرة الأمريكية المسيرة ستكون له عواقب وخيمة وتداعيات سلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي.
وأكد أفشاري وهو معارض لنظام طهران ومقيم في واشنطن، أن نظام ولاية الفقيه سيتراجع إلى الوراء، خشية رد فعل قوي من واشنطن، وذلك بعد إسقاط بلاده طائرة بدون طيار أمريكية الصنع، الخميس الماضي.
واعتبر أفشاري، في سياق تحليل موجز نشرته إذاعة "فردا"، التي تتخذ من براغ مقراً لها، أن "استهداف الطائرة الأمريكية المسيرة من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني لم تكن إلا خطوة بهدف الاستعراض العسكري".
وأضاف الناشط بمجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن الخطوة نفسها ستكون لها تداعيات سلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي بالنسبة لنظام طهران، وذلك في إطار خطة واشنطن وحلفائها لفرض أقصى ضغط ممكن على النظام الإيراني.
وأكد المحلل السياسي المناهض لسياسات المرشد الإيراني علي خامنئي، أن حادث الطائرة الأمريكية المسيرة من طراز جلوبال هوك يزيد مخاوف الأوروبيين حيال البرنامج الصاروخي الباليستي والقدرات العسكرية التي تضطلع بتنفيذها إيران.
واستطرد أفشاري أن "الثلاثي الأوروبي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) الباقي رهن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، ضاق ذرعاً بنكث طهران لتعهداتها النووية؛ فيما من المحتمل أن يؤدي السلوك الإيراني العدائي إلى تقارب وجهات النظر الأوروبية - الأمريكية إزاء كبح النظام الإيراني".
وتوقع المعارض الإيراني مزيداً من التحديات الاقتصادية التي ستواجهها إيران بسبب مناورتها لاستعراض القوة عسكرياً مع الولايات المتحدة إقليمياً، بينما ستزيد من عزلتها وأزمتها الداخلية على نحو أكثر فداحة، وفق قوله.
وشدد على أن استهداف الحرس الثوري الإيراني لطائرة أمريكية كان من المفترض أن مهمتها تقتصر على مراقبة أنشطة تتعلق بحرية الملاحة البحرية في المياه الدولية، يثبت تورط إيران في استهداف الناقلات النفطية في مياه الخليج العربي.
وتطرق علي أفشاري إلى تصعيد هجمات مليشيا الحوثي الموالية لطهران في اليمن تجاه أراضي المملكة العربية السعودية ينسجم تماماً مع محاولة الاستعراض عسكرياً من جانب مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
ورجح المحلل الإيراني أنه: "رغم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما لم يتعجل في اتخاذ رد فعل شديد هذه المرة بتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية، خشية اندلاع حرب، إلا أنه لن يتعذر على أمريكا إثبات تورط إيران باستهداف الطائرة الأمريكية المسيرة".
واعترفت مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الخميس الماضي، بإسقاط دفاعاتها الجوية طائرة أمريكية مسيرة بدعوى اختراقها المجال الجوي للبلاد، قبل أن يعلن البنتاجون أنها "الطائرة" جرى استهدافها على مسافة تبعد نحو 34 كم عن السواحل الإيرانية لدى تحليقها فوق المياه الدولية مضيق هرمز.
وبلغ التوتر بين الجانب الأمريكي والإيراني ذروته بعدما أسقطت طهران طائره مسيرة أمريكية كانت تطير خارج النطاق الجوي الإيراني بالقرب من مضيق هرمز.
وحركت واشنطن طائرات عسكرية وبوارج حربية لضرب أهداف إيرانية، رداً على إسقاط الطائرة، إلا أن ترامب تراجع في اللحظة الأخيرة، مبرراً هذا بعدم إشعال الوضع في المنطقة.
وهددت أمريكا بفرض عقوبات أشد صرامة على إيران، لردعها عن ممارساتها في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA==
جزيرة ام اند امز