الرئيس الأمريكي اعتمد -حتى الآن- تكتيك الضربة مقابل الضربة، والرد الأمريكي على حجم الضرر أو الفعل الإيراني
نحن نشهد الآن مرحلة تصعيد التصعيد بين إيران والولايات المتحدة، الذي يكاد يصل إلى حالة «حافة الهاوية» في المواجهة.
الطرفان «الإيراني والأمريكي» يصلان بالتصعيد إلى الحد الأقصى، لكن بشكل محسوب بدقة، حتى لا يؤدي إلى حالة الانفلات.
الإيراني يضغط لإحراج الأمريكي بالمواجهة، والأمريكي يضغط بالعقوبات حتى لا يقوم بإهداء طهران «ذريعة الضربة العسكرية»، التي تنقذ وضعها الداخلي المأزوم اقتصادياً واجتماعياً.
كل الاحتمالات مفتوحة، لكن أخطرها ليس الحرب المخطط لها، وإنما انفلات الأوضاع بشكل لا أحد يعرف كيف ومتى يبدأ؟ وكيف ومتى ينتهي؟!في مثل هذه المواجهات، هناك 3 أشكال للصدام:
1 - الحرب الشاملة
2 - الحرب المحدودة
3 - تكتيك الضربة مقابل الضربة
الرئيس الأمريكي اعتمد -حتى الآن- تكتيك الضربة مقابل الضربة، والرد الأمريكي على حجم الضرر أو الفعل الإيراني.
وما حدث خلال أسبوع واحد من أطراف الصراع في المنطقة أكبر من قدرة العقل على تصديقه، وأسرع من قدرة المحلل المتابع على ملاحقة الأحداث.
من هنا يمكن رصد التالي:
1 - قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز بالموافقة على الاستعانة بقوات أمريكية إضافية، لزيادة تأمين الوضع الأمني في المنطقة.
2 - قرار وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة عن بحث وعمل واشنطن على التعاون مع الحلفاء، لتأمين حرية الملاحة للناقلات والتجارة في بحر الخليج ومضيق هرمز.
3 - قيام إيران باستمرار مسلسل خطف الناقلات البريطانية وآخرها خطف ناقلة بريطانية لميناء بندر عباس تحمل 23 بحاراً.
4 - إعلان وزير الخارجية البريطاني عن قيام بلاده بالإعداد لرد «قوي ومدروس» على قيام الحرس الثوري الإيراني بخطف واحتجاز ناقلات بريطانية.
5 - قيام محكمة في جبل طارق بمد قرار احتجاز ناقلة نفط كانت تخالف قوانين مقاطعة إيران لمدة شهر إضافي.
6 - قيام البحرية الأمريكية في المنطقة بإسقاط طائرة «درون» إيرانية بواسطة نظام يسمى «نظام الدفاع الجوي الخفيف»، بواسطة صاروخ موجه مضاد للطائرات.
7 - تحرش بحرية الحرس الثوري الإيراني بالمدمرة «بوكسر» الأمريكية في مياه الخليج، واقترابها بمسافة قريبة وخطرة.
8 - سفر وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك في رحلة مصطنعة وغير مخطط لها، عارضاً نفسه للتفاوض.
9 - إعلان البيت الأبيض أنه لا جدوى لأي حوار أو تفاوض مع جواد ظريف، لأنه حسب وصف البيت الأبيض «فاقد الصلاحية»، بمعنى أن واشنطن ترى أن القرار الآن في طهران ليس في يد «روحاني» أو «ظريف» أو الخارجية، لكن تم اختطافه تماماً من قبل المرشد الأعلى والحرس الثوري.
10 - إعلان مرتبك من قبل إيران عن استعدادها للتفاوض حول برنامجها الصاروخي.
11 - رفض واشنطن مقترح «ظريف» بالتفاوض مقابل قبول مبدأ التفتيش الدائم على منشآتها، بدلاً من المبدأ السابق وهو التفتيش الدوري.
12 - قيام ما يعرف بطائرة مسيرة مجهولة بقصف معسكر الشهداء التابع للواء 16 من «الحشد الشعبي العراقي» في محافظة صلاح الدين، بمنطقة يسيطر ويوجد فيها الحشد الشعبي وحزب الله العراقي.
13 - استمرار واشنطن في إدراج أسماء شخصيات إيرانية ولبنانية في قوائم الإرهاب الدولي، آخرها إدراج أسماء نائبين لبنانيين.
ما رصدناه حتى الآن هو 13 عملاً أو تصعيداً تندرج تحت بنود الفعل ورد الفعل من طرفي الصراع، كلها تدفع بالأمور إلى الاقتراب من نقطة الخطر.
ماذا يعني ذلك؟
هل هذا يعني أننا على أبواب انفلات وضع يؤدي إلى حرب محدودة أو شاملة، أم أننا أصبحنا على أعتاب وضع لا تطيقه إيران، فلا تجد نفسها إلا مضطرة لقبول التفاوض بالشروط الأمريكية؟ هذا كله يحدث في وقت يتردّد فيه استخدام النائب «رون بول» كممثل لمفاوضات غير رسمية مع إيران.
كل الاحتمالات مفتوحة، لكن أخطرها ليس الحرب المخطط لها، وإنما انفلات الأوضاع بشكل لا أحد يعرف كيف ومتى يبدأ؟ وكيف ومتى ينتهي؟!
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة