«لا هزيمة أو جلاء».. رسائل إيران السرية حول الخروج الأمريكي من العراق
مع اقتراب موعد إنهاء مهمة قوات التحالف في العراق، بعثت إيران برسائل سرية إلى حلفائها في بغداد.
وزار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مساء الإثنين، العاصمة بغداد، للمشاركة في اجتماع قوى الإطار التنسيقي، في العراق.
وقال مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية"، إن قاآني حضر اجتماع الإطار، الذي عقد في مكتب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، همام حمودي، بحضور قادة الإطار، وعدد من ممثلي الفصائل الشيعية المسلحة.
- وزير خارجية العراق يحذر عبر «العين الإخبارية» من خطر «سيأكل المنطقة»
- خبيران يفككان لـ«العين الإخبارية» عقدة انسحاب التحالف من العراق
وبحسب المصدر فإن قائد فيلق القدس، طالب الفصائل بدعم حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وخطواته الدبلوماسية في إنهاء مهمة التحالف الدولي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
وتطرح عملية الانسحاب الأمريكي من العراق، تحديات كبيرة ومعقدة، تتجاوز الإطار الزمني المعلن، وتشمل أبعادًا سياسية وعسكرية واقتصادية متشابكة تعرقل عملية الانسحاب.
وأرجعها خبراء في تصريحات سابقة، إلى حالة الانقسام السياسي، وشددوا على أن الطرفين الكردي والسني يريدان بقاء تلك القوات، بخلاف القوى السياسية الشيعية.
وأوضحوا أن "هناك تضاربا بين التصريحات الرسمية العراقية والأمريكية لذلك حتى الآن لم يصدر شيء رسمي مشترك يمكن الاعتماد عليه".
رسالة دبلوماسية
في السياق، بين المصدر أيضا أن قاآني حمل رسالة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، يحث فيها القوى السياسية، والفصائل المسلحة على ضرورة الالتزام بالطرق السياسية، والدبلوماسية، لإجبار القوات الأمريكية والأجنبية على مغادرة العراق.
واعتبر خامنئي، بحسب الرسالة أن أي مساعٍ ضد حكومة السوداني، ستلحق الضرر بالعراق، والشيعة الذين يديرون رئاسة مجلس الوزراء.
وقال المصدر المطلع، إن السوداني شدد في هذا الاجتماع، على أن اتفاق حكومته مع الولايات المتحدة، الذي سيتم الإعلان عنه 27 من سبتمبر/أيلول الجاري، سينهي مهمة التحالف الدولي.
وواصل المصدر نقلا عن السوداني قوله: "سيكون هناك إعلان مشترك بين وزارتي الدفاع العراقية، والأمريكية بإنهاء مهام التحالف الدولي، في مختلف المناطق بالعراق بما فيها محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان شمال العراق نهاية عام 2026".
ملاحقة فلول داعش
وأبلغ السوداني المجتمعين أنه سيسافر الجمعة المقبل، إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيعلن من هناك مجدداً، عدم الحاجة لقوات التحالف الدولي، بعد نجاح القوات العراقية في ملاحقة فلول داعش، بحسب المصدر.
ونقل السوداني للجنرال قاآني، أن الأمريكيين طلبوا من الحكومة العراقية، أن يتم الانسحاب بخفض المستشارين العسكريين، ونقل بعض المستلزمات الخاصة، من قاعدة عين الأسد، بمحافظة الأنبار غربي العراق، التي تعد أكبر قاعدة أمريكية في البلاد.
وأبلغ السوداني المجتمعين أنه تفاجئ بالهجوم على قاعدة أمريكية قرب السفارة الأمريكية ببغداد، بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء الماضي، معتبراً ما حدث أمرا مشكوكا فيه.
وتابع: "الأمريكيون أكدوا أن الإعلان بين بغداد وواشنطن على إنهاء مهمة التحالف الدولي، يجب أن لا يشير إلى هزيمة أو جلاء، كما أطلب من الفصائل الشيعية المسلحة التهدئة وعدم دفع الأوضاع إلى الخطر".
وأنهى السوداني حديثه بالتأكيد على أنه طالب الأمريكيين ببقاء عدد من الخبراء، نظرا للحاجة إلى الفنيين المتخصصين في دبابات أبرامز وطائرات إف 16.