خبيران يفككان لـ«العين الإخبارية» عقدة انسحاب التحالف من العراق
تحديات كبيرة ومعقدة، تطرحها عملية انسحاب القوات الأمريكية من العراق، تتجاوز الإطار الزمني المعلن وتشمل أبعادًا سياسية وعسكرية واقتصادية متشابكة تعرقل عملية الانسحاب.
ويعزو خبيران في الشأن السياسي العراقي تحدثت إليهما «العين الإخبارية» أسباب «صعوبة انسحاب قوات التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة من العراق وفق الجدول الزمني الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة قبل أيام، إلى «حالة الانقسام السياسي».
- هل تعقد «قضية التجسس» متاهة التحالفات في العراق؟
- انسحاب التحالف.. مسؤول عراقي يوضح لـ«العين الإخبارية» الملامح والتوقيت
الخلافات والانقسام
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور والإعلامي والمحلل السياسي العراقي قصي شفيق لـ"العين الإخبارية" عند سؤاله عن وجود جدول زمني للانسحاب: "لا جدوى من ذلك وإنما ما يصدر فقط تصريحات إعلامية فارغة على مستوى الخطاب العراقي".
واعتبر أن "من يملك قرار الانسحاب هو البرلمان العراقي"، لافتاً إلى أن "الأغلبية في البرلمان إذا صوتت على إجلاء قوات التحالف الدولي فعلى الحكومة تطبيقه على الفور بقرار بالأغلبية وهذا صعب".
وعن صعوبة ذلك، يعتقد شفيق أن "هناك انقساما سياسيا، فالطرفان الكردي والسني يريدان بقاء تلك القوات، بخلاف القوى السياسية الشيعية".
وأكد «صعوبة تمرير قانون بالأغلبية من قبل البرلمان يؤدي إلى إجلاء قوات التحالف الدولي من العراق».
وتابع: «الطرفان الكردي والسني يريان أن بقاء تلك القوات ضرورة لوجودهما السياسي أولاً، وثانياً لضرورات أمنية ومبررات أخرى».
وبحسب المحلل السياسي، فإن «الحكومة لا يمكنها التصريح أو التلويح عن جدول انسحاب قوات التحالف الدولي لوجود علاقات دولية واستراتيجية، كون الولايات المتحدة لا تزال الراعي الرسمي لهذه الحكومة"، وفق قوله.
وعند سؤاله عن إمكانية وقوع خلاف بين الإطار التنسيقي الحاكم ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن الانسحاب، يرى الدكتور قصي شفيق أن "تصريحات الإطار غير منضبطة وغير حقيقية".
وأضاف: "الإطار في العلن يتحدث عن إجلاء القوات وفي الخفاء أغلبهم يجلسون مع السفيرة الأمريكية (آلينا رومانوسكي) ويتحدثون عن التعاون المشتركة مع واشنطن".
من بيده القرار؟
وتابع: "في رأيي القرار بيد البرلمان لكنه يجتمع للتصويت ولن يكون هناك خلاف بين الإطار التنسيقي والحكومة بسبب عدم وجود قضية تتعلق بإجلاء القوات الأمريكية، لأنه قد يكون حلما أكبر من القوى السياسية أن تلوح علناً بوثائق رسمية أو بقرار برلماني عن انسحاب القوات الأمريكية وإجلائها من العراق".
علاقات السوداني والإطار
بدوره، يرى الدكتور علاء مصطفى الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة بغداد في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "موضوع الانسحاب ضبابي وغير واضح الملامح".
وأضاف أن "هناك تضاربا بين التصريحات الرسمية العراقية والأمريكية لذلك حتى الآن لم يصدر شيء رسمي مشترك يمكن الاعتماد عليه".
وتابع: "أنا عن نفسي أستبعد الانسحاب بما تشتهيه الأنفس بما وقع عليه الإطار التنسيقي والفصائل والذي أنتج بما يعرف بالهدنة مع الجانب الأمريكي والموضوع شائك جداً".
واستطرد: "أنا أستبعد توقيعه خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ وليس من مصلحتنا إبرام مثل هذا الاتفاق مع حكومة لم يتبق لها إلا أيام قليلة».
واستدرك: "أنا هنا لا أقول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن المنسحب من السلطة؛ بل من الممكن والمرجح أن تتحول الإدارة من الديمقراطيين إلى الجمهوريين وبالتالي هذا الموضوع متروك إلى المستقبل".
الانسحاب «مستبعد»
واستبعد أستاذ الإعلام بجامعة بغداد التوقيع على اتفاقية تتعلق بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من العراق.
وقال: "أستبعد التوقيع في هذه المرحلة وصراحة ما أتخوف منه تلك التصريحات التي تتحدث عن وجود اتفاقية ثنائية بين بغداد واشنطن فهذه الاتفاقية ماذا سيكتب فيها، فالاتفاقية الأمنية الأخيرة مقلقة مثل الاتفاقية العراقية مع تركيا".
وعند سؤاله فيما إذا كان هذا الموضوع سيوسع من رقعة الخلافات بين الإطار والسوداني، أجاب مصطفى: "لا أعتقد أن السوداني سوف يدخل في خلافات وإشكالات مع الإطار التنسيقي».
وأكمل: "أنا أجد أنه خلال الفترة المقبلة ستعود العلاقة بين الإطار والسوداني كما كانت في أول أيام تشكيل حكومته أي أنه بالقضايا الاستراتيجية يعود (السوداني) إلى الإطار ويسمع من الإطار ولا يرتجل وتكون هناك معادلة في الحكم ذات المعادلة التي أفرزت الحكومة".
والجمعة الماضي، ذكرت رويترز أن الولايات المتحدة وافقت على سحب مئات القوات التي تقودها الولايات المتحدة من العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2025، وفقًا لتقرير حديث لرويترز.
وقالت مصادر للوكالة إن "الولايات المتحدة والعراق توصلا إلى اتفاق واسع النطاق بشأن خطط سحب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من الدولة الشرق أوسطية بعد أكثر من 6 أشهر من المحادثات بين البلدين.
ملامح الاتفاق
وبموجب الاتفاق، الذي لا يزال يتطلب تأكيدًا نهائيًا من كلا البلدين، ستغادر مئات القوات العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2025، بما في ذلك جميع قوات التحالف في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار الغربية وعدد كبير في العاصمة بغداد، وفقًا لمصادر رويترز.
ومن المتوقع أن تظل بعض القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى في أربيل، في منطقة كردستان العراق، حتى حوالي نهاية عام 2026 بينما تواصل العمليات ضد تنظيم داعش.
وكان فرهاد علاء الدين، مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي، صامتًا بشأن تفاصيل الاتفاق المزعوم، لكنه قال: "نحن الآن على وشك تحويل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد، مع التركيز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز