مصدر عراقي لـ«العين الإخبارية»: لا اتفاق بشأن موعد انسحاب «التحالف»
قال مصدر رفيع المستوى في رئاسة الوزراء العراقية إنه لم يجر حتى اللحظة التوافق بشأن موعد انسحاب قوات التحالف الدولي من بلاده.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصادر لم تسمها التوصل لخطة بشأن تمديد انسحاب قوات التحالف تتضمن خروج مئات من عناصرها بحلول سبتمبر/أيلول من عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي.
وقال مسؤول أمريكي كبير لـ"رويترز"، اليوم الجمعة "توصلنا إلى اتفاق وحاليا الأمر يتعلق فقط بموعد الإعلان عنه".
لكن المصدر الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، من كبار المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال إن "قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الجنرال كيفن ليهي قدم الأسبوع الماضي خلال اجتماعه مع السوداني مقترحاً بتعديل جدولة الانسحاب ليكون بنهاية عام 2026".
وأضاف المصدر أن "السوداني أبلغ الجنرال كيفن ليهي أنه سيعرض هذا الطلب على المفاوضين العراقيين والقيادات السياسية"، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء لم يعلن موافقته على هذا الطلب الذي قدمته قيادة التحالف الدولي".
ووفق المصدر فإن "الفصائل المسلحة لا تزال تصر على الاتفاق الأولي وهو الانسحاب الكامل بنهاية عام 2025"، مستبعداً صعوبة إقناع قيادات تلك الفصائل بالطلب الذي تقدمت به قوات التحالف الدولي بتغيير الجدول.
وكشف المصدر أن "السوداني سيعرض هذا المقترح الأمريكي على القيادات السياسية في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة (الحاكم في العراق) للبت في الموضوع".
والتحالف الحاكم أو ما يسمى بـ"ائتلاف إدارة الدولة" يضم أحزابا سياسية كردية وسنية وشيعية باستثناء التيار الصدري الذي انسحب من العملية السياسية.
وكانت هيئة تنسيقية المقاومة العراقية التي تضم الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من طهران قد بعثت برسالة الأسبوع الماضي إلى السوداني وطالبته بالضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها وإخلاء بعض القواعد العسكرية لا سيما قاعدة التوحيد الثالثة قرب مطار بغداد الدولي أو الوجود العسكري في السفارة الأمريكية ببغداد.
وبحسب الرسالة التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" فقد حذر قادة الفصائل حكومة السوداني من "الخداع" الأمريكي، بحسب تعبيرهم، مشددين على أن التنسيقية لا تزال ملتزمة بالهدنة المؤقتة لكنها سوف تستأنف الضربات العسكرية في حال وجدت تلاعبا من واشنطن لعرقلة الانسحاب أو المماطلة في ذلك.
وهناك انقسام سياسي وشعبي في العراق حيال المطالبة بانسحاب قوات التحالف الدولي، حيث تعارض القوى السياسية الكردية والسنية، إضافة إلى القوى المدنية الشيعية الانسحاب، فيما تصر جماعات وأحزاب مدعومة من طهران على الانسحاب.
وأسهم وجود التحالف الدولي بقيادة أمريكا على سحق تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق عام 2014 بعد انسحاب الجيش العراقي.
كما يسهم هذا التحالف حتى الآن بتزويد القوات العراقية بمعلومات استخباراتية وأمنية، فضلاً عن دعم لوجستي في ملاحقة فلول التنظيم والأماكن التي ينشط فيها.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2017 أعلنت الحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وقوات التحالف النصر على داعش.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق، دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.
ومنتصف أغسطس/آب الماضي أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي، معللا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وأفادت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، بأن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على "تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)".
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
وتعرضت تلك القوات لأكثر من 200 هجوم، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان العراق والولايات المتحدة قد أطلقا هذه المحادثات في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، في إطار "لجنة عسكرية عليا" مشتركة، لكنها عُلقت في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، عقب هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن على الحدود مع سوريا، واتهمت واشنطن جماعات متطرفة مدعومة من إيران بالمسؤولية عن الهجوم، وهو الأمر الذي نفته طهران.