العراق وأمريكا والفصائل.. ماذا لو وقع «السيناريو الأسود»؟
العراق «يتحرك داخليا وخارجيا» لعدم الدخول في حرب، لكن ماذا لو أرعدت غيوم التوتر وأمطرت نزاعا لطالما رسمه «السيناريو الأسود» المخيف؟
طرح لا يستبعده خبراء وسط المخاوف الدولية من توسع الحرب في قطاع غزة إلى صراع أوسع بين إسرائيل وإيران، لا يستثني في حال حدوثه دخول الفصائل العراقية الموالية لطهران على الخط.
لكن لمنع وقوع سيناريو مماثل، يواصل العراق تحركاته داخليا وخارجيا في محاولة لمنع انفجار الوضع وحدوث ما يخشاه الجميع.
ومر نحو أسبوعين دون أن تتعرض قوات التحالف الدولي في العراق لهجوم من قبل المليشيات الشيعية المسلحة المدعومة من طهران، حيث كان آخر هجوم استهدف قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق في 6 أغسطس/آب الجاري.
"داخليا وخارجيا"
واليوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن بغداد تتحرك داخليا وخارجيا من أجل منع توسع الصراع.
وأضاف حسين في مقابلة تلفزيونية أن "المنطقة برمتها تحت الخطر، لكن الجهود الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قد تساعد في فرض هدوء نسبي إقليمياً".
ولفت إلى أن العراق جزء من تلك المنظومة التي تساعد وتسعى للتهدئة".
إلا أنه أوضح في الوقت ذاته أن تلك الجهود الدولية لم تصل حتى الآن إلى نتائج، مشيراً إلى أن "حالة التوتر ستستمر إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في غزة".
كما حذر "من أن دفع العراق إلى حالة الحرب خطر يهدد استقرار البلاد"، مشددا على أن "الحكومة والأحزاب السياسية تفهم هذه المسألة".
واشنطن والرد
في سياق متصل، كشف مصدر عسكري في رئاسة الوزراء العراقية لـ"العين الإخبارية" عن الخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإقناع الولايات المتحدة بعدم الرد على هجوم عين الأسد الذي أوقع عددا من الجرحى من القوات الأمريكية قبل أسبوعين.
وقال المصدر إن "اجتماعاً عقده (السوداني)، مساء الأحد الماضي، داخل المنطقة الخضراء (تضم مقر رئاسة الوزراء) بين ممثلين عن الفصائل الشيعية المسلحة".
وأضاف أنه "كان من المقرر أن تشن واشنطن هجوماً، فجر أمس الإثنين، على قواعد تابعة للمليشيات على الحدود السورية العراقية ومنطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد".
وتابع المصدر أن "السوداني أخذ تعهدا من الفصائل الموالية لإيران بعدم قصف عين الأسد وقوات التحالف الدولي وإلا ستقوم أمريكا باستهداف مقرات الفصائل"، مشيرا إلى أن "المساعي العراقية الدبلوماسية نجحت في منع واشنطن من الرد على قصف قاعدة عين الأسد".
وبحسب المصدر نفسه، فإن السوداني "استطاع تجديد الهدنة بين الفصائل والقوات الأمريكية".
أما في ما يتعلق بالمباحثات العسكرية الجارية مع الجانب الأمريكي حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، أوضح المصدر أنها مستمرة بين القيادات العسكرية ولم يتم إلغاؤها.
وأوضح أن "ظروف المنطقة وحالة التوتر والحرب المحتملة، جعلت الوضع يختلف عما كان عليه قبل سنة".
ماذا لو؟
في قراءته للمشهد العام وسط التوتر السائد، يعتقد المحلل السياسي العراقي سراج حسين البهادلي، أن "واشنطن لن تترك العراق بسهولة بسبب طبيعة التهديدات الموجودة من قبل تنظيم داعش الإرهابي".
ويقول البهاديلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الوضع في المنطقة أصبح استثنائيا وليس من الصواب أن تترك الولايات المتحدة العراق مع وجود بؤر لداعش"، محذرا من "التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا خطيرا اليوم في سوريا وأيضا في العراق".
وبسؤاله عن خطورة الوضع في المنطقة مع تصاعد التهديد بين طهران وحلفائها من المليشيات وإسرائيل من جهة أخرى، قال "إذا حصلت الحرب أو توسعت فأعتقد أنه من الصعوبة أن تتمكن الحكومة العراقية من الوقوف بموقف الحياد في ظل نشاط الجماعات الشيعية المسلحة".
وأوضح أن "الفصائل العراقية لا سيما كتائب حزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وحركة النجباء وغيرها ستشارك في المعركة إذا اندلعت، وستقف إلى جانب طهران، ما يعني حدوث اشتباك واسع النطاق بين القوات الأمريكية والفصائل".
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز