بغداد تحتج على «صورة العراق القاتمة» في حديث سفير بريطانيا
استدعت الحكومة العراقية القائمة بأعمال السفارة البريطانية في بغداد للاحتجاج على تصريحات سفير بلادها.
وقالت وكالة الأنباء العراقية "واع"، اليوم الأحد، إن العراق استدعى القائمة بأعمال السفارة البريطانية روث كوفيردال على خلفية تصريحات السفير بشأن أمن العراق.
وأضافت الوكالة نقلا عن بيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية أنها استدعت القائمة بالأعمال، روث كوفيردال، "بسبب تواجد السفير خارج العراق، ولتسلمها مذكرة احتجاج إثر التصريحات التي أدلى بها سفير المملكة المتحدة لدى جمهورية العراق، ستيفن هيتشن".
وأوضحت الخارجية العراقية أن تصريحات هيتشن "مست بمضمونها الشأن الأمني والسياسي، بشكل يعكس صورة قاتمة عن العراق، حكومة ومكونات".
وقال البيان "الخارجية تعد ذلك تدخلا في الشأن الداخلي وخروجا عن المهام الدبلوماسية المناطة بالسفير".
ونقلت شبكة "روداو" العراقية، قبل يومين، تصريحات أدلى بها السفير البريطاني، واعتبر فيها أن المليشيات الخارجة عن نطاق الدولة تعد "مشكلة دولية"، وقد "تورط العراق"، مشيرا إلى أن الشركات البريطانية تواجه مشكلة السلاح المنفلت والمليشيات.
وتشن مليشيات في العراق موالية لإيران هجمات على مواقع تستضيف قوات التحالف الدولي ضد داعش.
وتستهدف الهجمات بالأساس القوات الأمريكية على الأراضي العراقية والسورية أحيانا على خلفية ما تقول تلك الفصائل إنه دعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
فقد أعلن العراق، الخميس، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، معللا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعدد قوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.
وتخشى عواصم غربية من أن تنجر المنطقة إلى الحرب الشاملة في ضوء تعهد إيراني بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها.
وتتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال، ولم تنف تل أبيب ذلك ولم تؤكده.
ويرجح المراقبون أنه في حال اندلعت الحرب في الشرق الأوسط أن تشارك الفصائل العراقية في المعارك إلى جانب ما بات يسمى بـ"محور المقاومة"، وهو ما يعني الهجوم على المصالح الغربية.