غموض يكتنف مقتل كاهن في إيران بعد عودته من أمريكا
السلطات الإيرانية تعثر على جثمان رجل دين زرادشتي واثنين آخرين برفقته قتلوا على أيدي مجهولين في مدينة ماهان التابعة لمحافظة كرمان
عثرت السلطات الإيرانية على جثمان رجل دين زرادشتي واثنين آخرين برفقته، قتلوا على أيدي مجهولين في مدينة ماهان التابعة لمحافظة كرمان الواقعة جنوب شرق البلاد.
وذكر موقع أمرداد، المهتم بتغطية أخبار الزرادشتيين في إيران، أن الجثمان يعود إلى رجل الدين آرش كسروي، العائد حديثا من الولايات المتحدة حيث كان يقيم منذ سنوات بها.
ولم يقدم موقع "أمرداد" مزيدا من التفاصيل حول هوية رفيقي كسروي، لكن موقع برساد، منصة إعلامية تنشر أخبارا حول معتنقي الزرادشتية، كتب أن القتيلين الآخرين كانا مسلمين.
وأفاد الموقع بأن إسفنديار اختياري، ممثل الزرادشتيين في البرلمان الإيراني، طالب في مقابلة مع مسؤولين محليين بمحافظة كرمان بمتابعة شاملة للحادث والتعامل مع الجناة.
وعاد كسروي، الذي عمل سابقا مع موقع أمرداد، من إقامته بأمريكا لمسقط رأسه في إيران، العام الماضي، بغية حضور جنازة والده ومتابعة الإجراءات القانونية للميراث.
لكن في الآونة الأخيرة، اختفى رجل الدين الزرادشتي آرش كسروي واثنين من أصدقائه، وبعد تفتيش المنزل لم يتم العثور على أي أثر له.
وبعد ثلاثة أيام من اختفاء كسروي وصديقيه تقريبا في 21 يوليو/تموز الجاري، تم العثور على جثثهم هامدة في مدينة ماهان بمحافظة كرمان.
وأكدت الشرطة الإيرانية وقوع جريمة قتل رجل الدين الزرادشتي وصديقيه، لكن لا تزال هوية القاتل أو دوافع الحادث مجهولة، حسب موقع أمرداد.
ويبلغ كسروي من العمر 53 عاما وقد هاجر إلى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة مع عائلته قبل عشر سنوات.
الجدير بالذكر أن الكاهن الزرادشتي آرش كسروي المولود في كرمان عام 1967 لديه طفلان من زوجته جيتا نيكزاد وكان یقیم احتفالات دينية خلال إقامته في كاليفورنيا، حسب وسائل إعلام إيرانية معارضة.
وتعاون كسروي مع صحيفة "أمرداد" التي تصدر في إيران منذ عام 1999، خلال السنوات الأولى لها؛ فيما أعلنت استخبارات شرطة كرمان أنها تسعى للحصول على نتائج سريعة بشأن جريمة مقتله.
يذكر أن الديانة الزرادشتية كانت المذهب الرسمي لإيران لفترة طويلة من الزمن، لكن حاليا يعاني أتباع هذه الطائفة التمييز على مستويات مختلفة.
وانخفض عدد معتنقيها في إيران إلى أدنى من 30 ألف شخص، بعد قرون من القمع على أيدي السلطات الأمنية وهجرة الكثير من الزرادشتيين للخارج.
وخلافا لنص المادة الـ12 من الدستور الإيراني التي تمنع التمييز على أساس ديني، تتعامل سلطات طهران مع الزرادشتيين كمواطنين من الدرجة الثانية، إذ لا يجوز لهم تولي مناصب حكومية رفيعة، أو العمل بالشرطة وممارسة التدريس، فضلا عن القيود المفروضة عليهم في ممارستهم شعائرهم الدينية.