بالصور.. مظاهرات الغضب تكشف مخطط إيران لتجنيد البلوشيين للقتال بسوريا
احتجاجات في إيران بعد اعتقال شيخ سني بارز هناك تكشف مخطط إيران لتجنيد البلوشيين للقتال في سوريا
وقعت اشتباكات، الخميس، بين قوات الأمن الإيرانية ومئات المواطنين القاطنين في إقليم "بلوشستان" الموجود في الجانب الإيراني، وذلك بعد احتجاجات شهدها الإقليم بسبب اعتقال شيخ سني بارز في هذه المنطقة.
وشهد إقليم "بلوشستان" تجمعا لمئات من المؤيدين للشيخ مولوي فضل الرحمن كوهي، الذي أُلقي القبض عليه دون سبب، حيث طالبوا بالإفراج الفوري عنه، قبل أن يتوجهوا إلى مقر الحرس الثوري في منطقة "بشامك" لتشتبك معهم القوات هناك وتعتدي عليهم وتلقي القبض على بعضهم.
وقالت مصادر إعلامية بلوشية، إن المئات من البلوشيين تظاهروا أمام مقر للحرس الثوري الإيراني في منطقة بشامك، في مدينة راسك، ثم انطلقوا باتجاه وسط المدينة، وتجمعوا أمام مقر الحاكم العسكري لقضاء سرباز، مطالبين سلطات الاحتلال الفارسي بالإفراج الفوري عن كوهي.
وقالت وسائل إعلام إن عدداً من الشباب الغاضبين أغلقوا بعض الطرقات العامة في مدينة راسك، بعد القبض على ذويهم، وأشعلوا النار في الإطارات ما تسبب في عرقلة حركة المرور لعدة ساعات.
ونقلت تقارير إعلامية أنباء عن إطلاق 40 عالماً سنياً بلوشياً يتقدمهم رئيس جامعة دار العلوم وإمام وخطيب أهل السنة في زاهدان المحتلة من إيران، عبدالحميد زهي، تهديداً شديد اللهجة لنظام الملالي هناك، بإعلان الجهاد والنفير العام بين أبناء الشعب البلوشي ضد المحتل؛ ما لم يتراجع الملالي عن اعتقال العالم السني، مولوي فضل الرحمن كوهي، وإطلاق سراحه.
واجتمع العلماء البلوشيين الأربعين، فجر الخميس، أمام مكتب المدعي العام في مدينة "مشهد"؛ حيث تم اعتقال "كوهي" أحد أهم علماء أهل السنة في إقليم بلوشستان المحتل من إيران؛ مطالبين بإطلاقه، ومهددين بإعلان الجهاد، مساء الخميس، ما لم تتحقق مطالبهم.
تجدر الإشارة إلى أن أهالي الإقليم فوجئوا بحشد أمني يقتحم أحياء منطقتهم ويفرض طوقا أمنيا عليها، قبل أن يقتحموا منزل الشيخ مولوي فضل ويقبضوا عليه، حيث أكدت بعض المصادر أنه محتجز الآن في أحد مقرات الحرس الثوري الإيراني.
والشيخ مولوي فضل الرحمن كوهي، هو إمام وخطيب منطقة “بشامك” في مدينة راسك، وقد اعتقل بقرار من المحكمة الخاصة برجال الدين في مدينة مشهد عاصمة إقليم خراسان رضوي، بعد استدعائه من أجل التحقيق معه، وذلك على خلفية تحذير كوهي من وجود مخططات لدولة الاحتلال، تهدف إلى تجنيد الشباب البلوش وإرسالهم إلى القتال في سوريا.
وكان الشيخ مولوي فضل الرحمن كوهي، قد اعتُقل يوم الاثنين الماضي بعد استدعائه من أجل التحقيق معه؛ على خلفية إصدار "كوهي" فتوى يحرّم فيها توجه شباب السنة إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد؛ وذلك بعد معلومات تَحَدّثت عن قيام الحرس الثوري بخطوات لاستغلال الشباب السنة العاطلين عن العمل لإرسالهم إلى سوريا من أجـــل دعم قوات النظام في المعارك الجارية ضد معارضيه.
وأكـد "كوهي"، في بيان نشره موقع "بلوج" الإخباري آنذاك إن "من يتوجه من الشباب السني إلى سوريا ويقتل هناك، لا يصلى عليه ويحرم دفنه في مقابر المسلمين".
وأثار اعتقال الشيخ مولوي فضل الرحمن كوهي غضب نشطاء ومواطنين بلوش، وصفوا عملية الاعتقال بأنها سياسة طائفية لاستهداف علماء ومشايخ أهل السنة في بلوشستان، فيما طالب نشطاء بلوش على مواقع التواصل الاجتماعي منظمة التعاون الإسلامي والمجتمعين الإسلامي والدولي بالتدخل للإفراج عن الشيخ كوهي، وممارسة الضغط على السلطات الفارسية من أجل الكفّ عن ملاحقة واعتقال علماء أهل السنة.
يذكر أن آخر تقرير صادر عن هيئة حقوق الإنسان التابعة للأم المتحدة رصد التجاوزات الإيرانية التي وصفتها الهيئة بالخطيرة.
وجاء في البيان "في 2016 قمعت السلطات بشدة الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والانضمام إليها، وحرية التجمع السلمي والمعتقد الديني، فقبضت على منتقديها السلميين وسجنتهم عقب محاكمات بالغة الجور أمام "محاكم ثورية".
وحسب التقرير: "واجه المنتمون إلى الأقليات الدينية والعرقية التمييز والاضطهاد، واستخدمت السلطات عقوبة الإعدام على نطاق واسع، فنفذت مئات أحكام الإعدام كان بعضها أمام الملأ، وأُعدم ما لا يقل عن جانحين حدثين".
وتابع التقرير "استمر تفشي التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة وخاصة أثناء التحقيقات لانتزاع الاعترافات، وخضع المعتقلون الذين يحتجزون في مقرات الحرس الثوري للحبس الانفرادي المطول الذي يرقى إلى مرتبة التعذيب، وواصل القضاة قبول الاعترافات التي يتم الحصول عليها تحت وطأة التعذيب كأدلة ضد المتهمين، رغم أن قانون الإجراءات الجنائية في إيران لا يسمح بقبول مثل هذه الاعترافات".
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز