"حفظ السيادة".. برلمان العراق يتحرك ضد ضربات إيران وتركيا
يعتزم مجلس النواب العراقي تخصيص جلسة غدا الثلاثاء، لمناقشة "حفظ السيادة"، إزاء الضربات الإيرانية والتركية الأخيرة.
وفجر اليوم الإثنين، تعرضت عاصمة إقليم كردستان، أربيل، وقضاء كويسنجق لقصف صاروخي إيراني استهدف مقار أحزاب معارضة، ومخيماً للاجئين الإيرانيين.
وبحسب وسائل إعلامية تابعة للحرس الثوري الإيراني، "قتل 26 شخصاً من المعارضين الأكراد جراء الهجمات بالصواريخ الموجهة وبالطائرات المسيرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتضمن أجندة مجلس النواب، مناقشة الخروقات التي تطال الأراضي العراقية، إذا تداول المجلس ذلك الأمر بالتزامن مع اعتداءات سابقة كان أخطرها هجوم إيراني بـ12 صاروخا باليستيا استهدف مناطق في أربيل وأحدث أضراراً مادية بالغة في مارس/آذار الماضي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقدم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بمذكرة تدويل للاعتداءات التي تطال العراق من قبل الجانبين الإيراني والتركي، ولكنها لم تبصر النور حتى الآن.
وتأتي الهجمات الإيرانية بعد نحو أسبوع من هجمات مماثلة استهدفت مقرات أحزاب معارضة في أربيل والسليمانية تسببت بمقتل وإصابة نحو 10 أشخاص، قابلها ردود استنكار دولية ومحلية.
ويتزامن التصعيد الإيراني في شمال العراق مع حملة عسكرية جديدة أطلقها الجانب التركي عند حدود إقليم كردستان وسوريا، تأتي استكمالاً لعمليات مخلب النسر السابقة، وأسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر حزب العمال الكردستاني.
وعلى الصعيد الدولي، أدانت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، القصف الإيراني الجديد في إقليم كردستان، شمالي العراق.
فيما علقت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، على القصف الإيراني داخل الأراضي العراقية، وشددت على ضرورة أن تتوقف طهران عن تلك الممارسات.
وقالت يونامي في تغريدة على موقع "تويتر" تابعتها "العين الإخبارية"، إنه: "يجب أن تتوقف الهجمات المتكررة التي تنتهك السيادة العراقية"، مبينةً أن "مثل هذا العدوان لا يزيد التوترات على نحو طائش فحسب، بل يتسبب في وقوع مأساة أيضًا".
وأضافت: "أيًا كانت الحسابات الخارجية التي تسعى دولة مجاورة إلى تسويتها، فإن استخدام الأدوات الدبلوماسية المعمول بها هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا".
وداخلياً، أدانت حكومة إقليم كردستان، "بأشد العبارات" الهجوم الذي شنّته إيران، الليلة الماضية على إقليم كردستان، مؤكدة أن "الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق والإقليم غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار".
ودعا البيان إيران إلى "وقف هذه الحملة ضد إقليم كردستان، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة"، مؤكداً أن "الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق".
ولاحقاً، أكدت وزارة الخارجية العراقية رفض بغداد، القاطع للقصف الإيراني بالطائرات المُسيرة والصواريخ على إقليم كردستان شمالي العراق.
وقالت الوزارة في بيان حصلت "العين الإخبارية"، إن "العراق يؤكد رفضه القاطع للقصف الإيراني بالطائرات المُسيرة والصواريخ على إقليم كردستان شمالي العراق".
وأضافت: "الهجمات المُتكررة التي تنفذها القوات الإيرانيَّة والتركيَّة بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان تعدُّ خرقاً لسيادة العراق".
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني هدد قبل يومين، بشن عملية برية عسكرية لاجتياح مناطق شمال العراق في حال لم تقم بغداد بتحصين مناطقها من تواجد مقار الأحزاب الكردية المعارضة، وفق تقرير أمريكي.