محاولة اغتيال الحريري.. غدر إيران تؤكده تقارير الغرب
هل ستحاول إيران إسكات الحريري مستعملة سلاح حزب الله؟
أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن استقالته كانت رسالة احتجاج على التدخل إيران ووكيلها حزب الله في كل من لبنان والبحرين واليمن، مؤكدا على أن ذلك التدخل الإقليمي خطر على لبنان، وذلك في لقاء خاص مع قناة المستقبل اللبنانية أمس الأحد، إلا أن اختياره لبث استقالته ومقابلته من السعودية يحمل في طياته إعلانا لخطر داهم يطارد الحريري في الداخل اللبناني.. إيران.
فقد سعد الحريري والده، رفيق الحريري، بسبب حزب الله، وذلك من خلال عملية اغتيال تمت في عام 2005 باستخدام أكثر من 1800 كيلوجرام من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، وترى مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية أن احتمالية حدوث ذلك لسعد الحريري كبيرة للغاية، حيث كانت مواقفه ضد حزب الله واضحة ومعلنة.
وتولى حزب الله العديد من العمليات المماثلة إما كرد إيراني على مواقف معلنة، أبرزها تفجير مجمع جنود مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1982 كرد لطهران على البيت الأبيض في قضية مختطفي السفارة الأمريكية بطهران، أو كفرض "إتاوة" سياسة واجتماعية يقوم بها الحزب للاستفادة من حالة التخبط في الشارع اللبناني بسبب عرقلته لمساعي التسوية.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن خطاب حزب الله بشأن الحريري حمل الكثير من التناقضات، إلا أنه بعد ظهور الحريري على شاشات التلفزيون العالمية مؤكدا أنه حر في التنقل وأنه سيعود إلى لبنان قريبا، عزز الشكوك حول كون الحريري مستهدفا من حزب الله، إضافة الى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله الإرهابي، كرر مرارا طلب إعادة الحريري إلى لبنان، مما يعني أن وكيل إيران اللبناني يسعى إلى تصفية الحريري كما قام بتصفية والده في 2005.
ورصدت الصحيفة الأمريكية التوتر في وجه الحريري؛ مثل محاولاته لكبح دموعه في بعض اللقطات وكثر شربه للماء في إشارة إلى توتر كبير يعاني منه الحريري، ونوهت الصحيفة إلى أن تلك الحركات دائما ما كانت تأتي عند ذكر حزب الله أو الكلام عنه – مما يصب في فرضية التهديد بالاغتيال التي تحدثت عنها الصحيفة.
صحيفة "ذا إندبندنت البريطانية" قامت بعمل تقرير مفصل حول النزاع التاريخي بين سعد الحريري وحزب الله داخل لبنان، حيث كان وقوف الحريري ضد عرقلة حزب الله لانتخابات الرئاسة اللبنانية على مدى سنوات سببا في الصدام بينهما، ورصدت الصحيفة البريطانية أيضا إعلان المملكة العربية السعودية أنها ستعامل الحكومة اللبنانية "كحكومة حرب" على خلفية تدخل حزب الله دفع الحريري للاستقالة احتجاجا على الأضرار السياسية والاقتصادية التي تكبدها لبنان بسبب ممارسات حزب الله.
المثير للاهتمام أيضا في الإعلام الغربي هو ترقب رد حزب الله، ممثلا في حسن نصر الله، لمقابلة الحريري التلفزيونية، والتي عرت الكثير من الأكاذيب التي روجها نصر الله حول وضع الحريري في السعودية.
نيويورك تايمز قالت إن تصرف نصر الله في خطاباته بشأن الحريري يحمل في طياته تهديدا لكل من يقف في طريقه، أو بالأصح طريق نظام الملالي الذي يشرف على نصر الله، لكن الصحيفة ترى أن الخطاب القادم لنصر الله سيحمل "توجها فكريا مضادا للحريري، وربما إباحة دمه علنا بعدما لجأ إلى عدوه اللدود السعودية" مما قد تكون إشارة واضحة على استهداف الحريري.
جدير بالذكر أن سعد الحريري أعلن استقالته، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، من الرياض، مرجعا أسبابها إلى تدخلات إيران عبر ذراعها في لبنان "حزب الله" في شؤون بلاده، كاشفا عن توافر معلومات بتدبير محاولة لاغتياله.
وأشار الحريري، في خطاب الاستقالة، إلى تشابه الأجواء التي يعيشها لبنان مع تلك الأجواء التي شهدتها فترة اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز