سياسة
إيران ترضخ أمام أذربيجان.. لقاءات واتفاقيات مرتقبة
تراجعت إيران في موقف يمكن وصفه بـ"الرضوخ"، أمام جارتها أذربيجان، بعد عقد لقاءات وزارية تمهيدا لتوقيع اتفاقيات اقتصادية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وتوتر علاقات البلدين على أثر محاولة طهران "سكب الزيت على النار" في الأشهر الماضية مع جارتها باكو وصلت إلى حد التهديد بالمواجهة العسكرية، بذرائع واهية حاكتها الأولى عن وجود أنشطة إسرائيلية في أذربيجان تستهدف إيران.
علامات الرضوخ الإيراني تمثلت، الأحد، حين استقبل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في هران، نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني"شاهين مصطفى أف"، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية الإيرانية.
وقال عبد اللهيان إن "تحرير الأراضي الأذربيجانية من القوات الأرمينية مهّد الطريق لبدء فصل جديد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، زاعماً أن "الشركات الإيرانية مستعدة لإعمار المناطق الأذربيجانية المحررة".
واندلعت حرب بين أرمينيا وأذربيجان في خريف 2020، من أجل السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ، وأسفرت عن مقتل أكثر من 6500 شخص في هذا الجيب الذي خاض البلدان حربا دامية للسيطرة عليه في تسعينيات القرن الماضي.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وقع البلدان اتفاقية بوساطة روسية لإنهاء القتال والعمل نحو حل شامل.
وتشترك محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية في 200 كليو متر مع أذربيجان و 35 كليو مع أرمينيا، في حين أنها المحافظة الوحيدة في الشمال التي تقع على حدود إيران مع أرمينيا.
وتوجد في إيران أقلية أذرية كبيرة، يعيش معظمها في الأجزاء الشمالية من البلاد، والتي تشكل ما يقرب من ربع سكان إيران، وقد ناصرت هذه القومية جمهورية أذربيجان في حربها ضد أرمينيا التي ترتبط بعلاقات تجارية واقتصادية مع إيران.
من جانبه، قال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفى إف: "تم التوصل إلى اتفاقات جيدة مع أذربيجان بمجال الغاز"، مبيناً "سيتم إبرام بروتوكولات تعاون جديدة مع باكو على المدى القريب".
وقال نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، إن "ثمة تعاوناً ناجحاً مع إيران بكافة المجالات ولاسيما الطاقة"، مشيراً إلى أن "طهران وباكو توصلتا لتوافقات حول مشاريع ومن المرجح إبرام اتفاقيات تعاون جديدة بين الجانبين قريباً".
وكانت إيران قد اتخذت أسلوب التصعيد السياسي والعسكري مع جارتها أذربيجان، فيما هدد بعض مسؤوليها العسكريين والسياسيين بالدعوة إلى احتلال أذربيجان باعتبارها جزء من إيران.
وهاجمت حكومة أذربيجان، الإثنين، حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، داعية إياها إلى " الكف عن كيل التهم وتصعيد حملة التضليل والافتراء ضد باكو".
وكشف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنه أبلغ نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، بوجود انتهاكات تقوم بها بلاده على الأراضي الأذربيجانية، مبيناً أنه "في عهد الحكومة الإيرانية السابقة برئاسة حسن روحاني كانت علاقاتنا مع طهران طيبة وجيدة للغاية لكنه منذ وصول الحكومة الجديد تصاعدت التوتر".
وفند علييف مزاعم طهران عن وجود إسرائيل في إقليم قرة باغ، وقال:"يمكن لأي شخص أن يذهب للمناطق المحررة ويتحقق من عدم وجود حياة هناك، لقد أصاب الدمار كل شيء، ونحن نطالب بأن يتم احترامنا كما نحترم الآخرين".
وعن سبب التوتر مع إيران، قال هو يرجع إلى "علاقاتنا مع الدول الأخرى، لأن سياستنا منفتحة وشفافة ومستقرة وكما قلت من قبل، فهي مستقلة".
وتابع علييف ، حديثه قائلا: "لا يجوز لأي دولة أخرى أن تؤثر على قرارات أذربيجان، هذه القرارات يتخذها المسؤولون في باكو على أساس المصالح الوطنية لبلدهم، وإذا حاول شخص ما أن يتهم أذربيجان بإقامة علاقات مع دولة أخرى لأسباب غير واقعية، فإن جهوده ستفشل لأنه يسلك طريق خاطئ".