"ضربة سوريا" تحيي نقاشا قديما عن سلطات بايدن
حركت الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة في سوريا، نقاشات مكثفة حول سلطات الحرب التي يخولها الدستور للرئيس الأمريكي.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن كبار حلفاء الرئيس جو بايدن في "كابيتول هيل" يعربون عن عدم الارتياح إزاء الضربة الجوية التي استهدفت مليشيات موالية لإيران، دون موافقة مسبقة للكونجرس.
وكان بايدن وافق على ضربات تستهدف المليشيات الموالية لإيران في شرقي سوريا، الخميس، ليتخذ أول إجراء عسكري بالغ الأهمية في رئاسته.
وعلى الفور، بدأ المشرعون الديمقراطيون الضغط على البيت الأبيض من أجل تقديم إجابات حول المبررات القانونية لشن الهجمات، الأمر الذي أثار تساؤلات أوسع بشأن سلطات الحرب التي يخولها الدستور للرئيس الأمريكي، وهو النقاش الذي كان جزءًا أيضا من معارك الرئيس السابق دونالد ترامب مع الكونجرس.
و"سلطات الحرب" و"ضرورة موافقة الكونجرس المسبقة على العمليات العسكرية" محل جدل كبير في الولايات المتحدة منذ عقود. ويمنح الدستور الرئيس، القائد العام للقوات المسلحة، سلطة توجيه الضربات العسكرية وإدارة الحرب وقيادة القوات فيها، فيما يمنح الكونجرس حق إعلان الحرب والموافقة على العمليات العسكرية التي تستمر أكثر من 60 يوما.
وقال السيناتور بيرني ساندرز في بيان: "أشعر ببالغ القلق، لأن ضربة الليلة الماضية التي نفذتها القوات الأمريكية في سوريا، تضع البلاد على مسار مواصلة الحرب بدلًا من وضع نهاية لها".
ووفق فورين بولسي، فإن مصادر في الكونجرس ترى أن رد بايدن على ضغوط كابيتول هيل حول الضربة الجوية في سوريا، سيكون إشارة مهمة على كيفية إدارته للعلاقات مع السلطة التشريعية، وما إذا كان سيرضخ لضغوط الجناح اليساري للحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وقالت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساكي إن بايدن أبلغ قادة الكونجرس بالإجراء الليلة الماضية، لافتة إلى أنه سيكون هناك موجز سري في وقت مبكر من الأسبوع المقبل بشأن أحدث المعلومات.
وفي سياق متصل، ذكر موقع "صوت أمريكا" أن الجيش الأمريكي استهدف، الخميس، منشآت تستخدمها المليشيات الموالية لإيران في شرقي سوريا، في خطوة تأتي ردا على الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية في العراق.
وكان بيان وزارة الدفاع الأمريكية ذكر أن الضربات دمرت تحديدا عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما فيها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
وبالنسبة لكتائب حزب الله، أوضح "صوت أمريكا" أنها مليشيا شيعية عراقية ينظر إليها باعتبارها "الجهاز العصبي المركزي" لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق.
ورغم تأسيس الجماعة رسميًا في أبريل/نيسان عام 2007، شارك قادتها بنشاط في أنشطة معادية للغرب وموالية لإيران منذ الثمانينيات، وتوسع نفوذهم بدءًا من عام 2003 في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.
وتصف وزارة الخارجية الأمريكية "كتائب حزب الله" باعتبارها "جماعة شيعية" ذات أيديولوجية متطرفة ومناهضة للغرب، وصنفتها "إرهابية" في يوليو/تموز عام 2009.
وتتهم الحكومة الأمريكية فيلق القدس بتزويد كتائب حزب الله بـ"دعم فتاك" لاستهداف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات الأمن العراقية.
أما كتائب سيد الشهداء، فتأسست عام 2013 في العراق بهدف الدفاع عن ضريح السيدة زينب من المسلمين السنة.
واتسع نطاق أهداف الجماعة منذ هذا الوقت ليتضمن مقاومة وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز