الإسرائيلية العائدة من سوريا.. "مغامرة" تكشف قصة غزة
وراء كل قصة تفاصيل تبوح بأسرارها، وهو ما حصل مع الإسرائيلية التي عبرت الحدود إلى سوريا قبل إعادتها بوساطة روسية.
والخميس الماضي، أعلنت إسرائيل وسوريا، إتمام عملية تبادل أسرى بوساطة روسية، استعادت بموجبها الأولى، اثنين من رعاياها، بينهما امرأة عبرت الحدود في منطقة القنيطرة بطريق الخطأ، مقابل ثلاثة آخرين لدمشق.
تحكي الإسرائيلية التي لم يتم الكشف عن اسمها، للمحققين في جهاز الأمن العام (الشاباك): "كنت أبحث عن المغامرة، ولم أكن أنوي مقابلة أي شخص محدد، كانت سوريا بالنسبة لي وجهة أخرى للسفر".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "تايمز أوف إسرائيل" فإن الشابة البالغة من العمر 25 عاما "لم تعبر عن أسفها إزاء ما قامت به".
وأضاف الموقع: "تحول عبور المرأة إلى حادث دولي كبير، وتضمنت عودتها أكثر من أسبوع من المفاوضات الدبلوماسية وجاءت بتكلفة باهظة".
وكانت المواطنة الإسرائيلية أُخضعت للتحقيق من قبل جهاز "الشاباك" فور إعادتها، الجمعة، في طائرة من العاصمة الروسية موسكو.
ولم يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معها، مكتفيا بالاتصال الهاتفي مع والدتها.
وفور الانتهاء من استجواب "الشاباك" لها، مساء الأحد، جرى نقلها إلى حجز الشرطة حيث من المتوقع وضعها قيد الإقامة الجبرية.
وقال الموقع الإخباري: "أكدت التقارير أن المحققين استجوبوها بلطف ويُعتقد أنها مضطربة".
ولفت إلى أن المحققين "قرروا أنها لم تتعاون مع أي كيانات معادية في سوريا، وهم يدرسون ما إذا كان سيتم اتهامها بأي جرائم".
هل كانت المغامرة الأولى؟
وتتحدث المواطنة الإسرائيلية اللغة العربية بطلاقة، فيما تظهر صفحاتها في شبكات التواصل الاجتماعي أنها تسافر كثيرًا داخل بلادها، بما في ذلك العديد من المناطق العربية، والضفة الغربية.
وكتبت في إحدى تدويناتها: "لا أعترف بحدودكم، سواء كانت خضراء أو زرقاء أو أرجوانية، ولن يوقفني حتى خط أحمر".
والخط الأخضر هو الإشارة إلى حدود الأراضي التي احتلتها إسرائيل إثر حرب 1967، فيما الأزرق هو خط حدود الهدنة بين إسرائيل ولبنان.
أما خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، فيعرف بالأرجواني.
ووفق "تايمز أوف إسرائيل"، حاولت الفتاة دخول قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة حماس "مرتين"، واحدة عن طريق البر وأخرى على متن طوافة بدائية الصنع.
فيما حاولت مرة واحدة العبور إلى الأردن، وفي المرات الثلاث تم القبض عليها من قبل الجيش أو الشرطة.
وفي 2 فبراير/شباط الجاري، عبرت الفتاة الإسرائيلية الحدود إلى داخل سوريا عند سفوح جبل الشيخ، وهي نقطة يوجد فيها حد أدنى من السياج وكاميرات المراقبة.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أنه لم يتضح على الفور "كيف عرفت أن هذا المكان هو مناسب لعبور الحدود".
وكشف أنه " بعد عبورها الحدود إلى سوريا، دخلت قرية حضر الدرزية حيث تم القبض عليها للاشتباه في كونها جاسوسة وتم تسليمها إلى المخابرات السورية".
لكن القناة الإخبارية الإسرائيلية (13) قالت: "سرعان ما أدركت السلطات السورية أنها لم تكن جاسوسة، وأنها ببساطة مدنية تعاني من مشاكل شخصية".
وأضافت: " أبلغت دمشق روسيا بالأمر، والتي بدورها مررت المعلومات إلى إسرائيل، مما دفع لمفاوضات من أجل استعادتها".
ولا تزال إسرائيل وسوريا في حالة حرب، على الرغم من إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح عبر اتفاق هدنة.
وظلت الحدود بين البلدين هادئة لفترة طويلة نسبيا حتى بداية الثورة في سوريا عام 2011.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز