في تقديري أن اعتداء بقيق وخريص من قبل ملالي الفرس يُعد مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
في تقديري أن اعتداء بقيق وخريص من قبل ملالي الفرس يُعد مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأرجح أنهم اضطروا إلى هكذا تهور بعد أن ضاق عليهم الحصار، وصاروا يجدون أن تحريك القضية في أي اتجاه، وبأي شكل، أفضل من السكوت والإذعان للحصار، وإلا فإن أي (حسبة) سريعة لجدوى هذه العملية الطائشة ستصل بك إلى أن ردود أفعالها ستكون قطعًا وخيمة. الأوروبيون، وبالذات الفرنسيون، كانوا قبيل الضربة على وشك أن يقنعوا الإيرانيين بالجلوس على طاولة الحوار مع الأمريكيين، لقاء أن يدفعوا لهم 15 مليار دولار، وهم مع الروس وألمانيا والصين وإلى حد ما بريطانيا متشبثون باتفاقية أوباما النووية، فجاءت هذه القضية (العنترية) لتخلط أوراق الفرنسيين، وتضطرهم لاتخاذ موقف مناوئ للإيرانيين، لتدفع الفرنسيين إلى صف التنديد بالعملية، إضافة إلى أنها أثبتت أن صناعة الصواريخ الباليستية وكذلك المجنحة، ليست خطرا على دول الجوار فحسب، وإنما على العالم بأسره، لذلك لا مفر من تضمين حظر صناعتها أي اتفاق قادم مع إيران.
الآن يمكن القول إن إبقاء صناعة الصواريخ ضمن إمكانات إيران العسكرية تفريط بأمن العالم أجمع، ولا سيما أن إيران الملالي دولة توسعية عدوانية، تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها، وتنتهز الفرص لاحتلالها أو التحكم في قراراتها
ومن زاوية أخرى، فالمملكة تعاملت مع القضية باحترافية، فأولاً قامت بسرعة غير مسبوقة بتطويق الحادث فنيًا باقتدار، وإعادة الإمدادات النفطية إلى السوق في مدة قياسية، بالشكل الذي جعلها أهلاً للمسؤولية ومحل ثقة من قبل العالم، ولم تحاول (استثمار) الحادث بالشكل الذي يؤزم السوق. النقطة الثانية عرضت في مؤتمر صحفي أجزاء من الصواريخ وطائرات الدرون، التي تؤكد بشكل قطعي أن مصدرها إيران. وثالثًا: طلبت من جميع الدول في الشرق والغرب إرسال خبراء متخصصين لتقصي الحقائق والإدلاء بدلائهم، وذلك لإقامة البينة على الإيرانيين من جهات يفترض أنها مستقلة، وبعضها على صلات دبلوماسية مع إيران.
وفي تقديري أن تعامل المملكة مع تبعات الحادث كان غاية في الذكاء والحصافة، فالأوروبيون وكذلك روسيا والصين سيكتشفون بأنفسهم أن نظام الملالي في إيران نظام لا يمكن الثقة به ولا بردود أفعاله، فالنفط وإمداداته سلعة تهم العالم أجمع، وليس المملكة فحسب، وابتزاز العالم من خلال إمدادات النفط، يعد (صفاقة) لا يمكن تبريرها. الأمر الذي يثبت أن الرئيس ترامب كان محقًا عندما انسحب من هذا الاتفاق الذي لم يكبح جماح الملالي في إيذاء ليس الخصوم فحسب، ولكن كل العالم، دون تفكير أو تقدير. الآن يمكن القول إن إبقاء صناعة الصواريخ ضمن إمكانات إيران العسكرية تفريط بأمن العالم أجمع؛ ولا سيما أن إيران الملالي دولة توسعية عدوانية، تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها، وتنتهز الفرص لاحتلالها أو التحكم في قراراتها، مستغلة البعد الطائفي الذي جعلت منه (مطية) لتحقيق توسعها لبناء إمبراطورية كسروية فارسية يتربع على عرشها الولي الفقيه.
إلى اللقاء
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة