مأساة مزدوجي الجنسية بإيران.. محاكمة كندي بالتجسس
إيران تستخدم تهمة التجسس كذريعة قمع لمعارضي نظام طهران، أو مزدوجي الجنسية وهم في أغلب الأحيان من الأمريكيين
كشفت وسائل إعلام محلية في إيران أن رضا إسلامي، أستاذ جامعي كندي - إيراني، قد خضع لجلسة محاكمة لاتهامه بالتجسس لصالح الحكومة الأمريكية.
وذكرت وكالة أنباء إيلنا (شبه الرسمية)، الأربعاء، أن القاضي أبو القاسم صلواتي (مدرج على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب انتهاكات حقوقية) ترأس أولى جلسات محاكمة إسلامي، أمس الثلاثاء.
وقال رسول كوهبايه زادة، محامي رضا إسلامي، خلال مقابلة مع إيلنا، إن "موكله دافع عن نفسه بعد إبلاغه بالاتهامات الموجهة له في المحكمة"، مشيرا إلى أن التحقيقات في قضية إسلامي ستستغرق عدة جلسات.
ومع ذلك، فإن أدلة الاتهامات الموجهة إلى الأستاذ الجامعي ذي الجنسية المزدوجة بشأن التعاون مع حكومة الولايات المتحدة، التي تراها إيران معادية لها، لا تزال غير واضحة أو محددة.
ورضا إسلامي، كندي من أصول إيرانية، وهو خريج كلية الحقوق جامعة ماكجيل في كندا، وعضو هيئة التدريس بجامعة بهشتي في العاصمة الإيرانية طهران.
وكان إسلامي يدرس في فرعي حقوق الإنسان والقانون البيئي بجامعة بهشتي قبل اعتقاله 11 مايو/ أيار 2020، بواسطة عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية وإيداعه زنزانة في الجناح رقم (209) بسجن إيفين سيئ السمعة حقوقيا.
ونقل موقع "حقوق الإنسان في إيران"، مقره أمريكا، عن مصدر مقرب من إسلامي، قوله إنه في نفس يوم اعتقال الأخير فتشت عناصر الاستخبارات مكتبه بكلية الحقوق جامعة بهشتي.
وصودرت المتعلقات الشخصية لإسلامي مثل حقيبة يد، وكمبيوتر محمول، والعديد من الكتب والهاتف المحمول، وتم تقييد يديه في الحرم الجامعي ونقله إلى المنزل الذي تمت مداهمته أيضا، وفق المصدر.
وبعد أيام قليلة، وتحديدا في 19 مايو/ أيار الماضي، أكد المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحفي، اعتقال رضا إسلامي، لكنه نفى اعتقاله داخل حرم الجامعة.
وزعم إسماعيلي حينها، أن "الاعتقال لم يتم في الجامعة ووجود ضباط الاستخبارات يرجع لحقيقة أنه بعد القبض عليه اعترف الشخص المذكور أثناء استجوابه بأن جزءا من وثائقه الجنائية محفوظة على حاسوبه المحمول بمكتبه".
جاءت تصريحات المتحدث باسم القضاء الإيراني بعد احتجاجات واسعة من قبل الطلاب وأساتذة الجامعات عبر الشبكات الاجتماعية اعتراضا على اعتقال أستاذ بالحرم الجامعي.
وفي أوائل أغسطس/ آب الماضي، وجهت إلى الأكاديمي الكندي رضا إسلامي اتهامات بالتعاون مع حكومة الولايات المتحدة من قبل الفرع الأول بمكتب المدعي العام بسجن إيفين الواقع بشمالي طهران.
في الوقت نفسه، أفاد موقع هرانا الإخباري الذي يرصد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أن رضا إسلامي قد اعتقل بسبب حضوره دورة تدريبية في جمهورية التشيك.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن مسؤولي الأمن في البلاد ادعوا أن المنظمة غير الحكومية التي أجرت الدورة التدريبية كانت على اتصال بالحكومة الأمريكية، على حد قولها.
وكذب رضا إسلامي لاحقا في تسجيل صوتي أذاعه موقع "هرانا"، اطلاعه على هذا الأمر وحتى إذا كان صحيحا فهو كان يجهله تماما وليس له صلة بأي مؤسسة حكومية.
وتجرى محاكمته الأولى داخل إيران في حين أن سبب اعتقاله (رضا إسلامي) وكواليس قضيته لا يزالان غير معروفين للرأي العام في البلاد.
ولدى رضا إسلامي أكثر من 50 مقالة محلية ودولية حول حقوق الإنسان، ونشر سبعة عشر كتابا في نفس المجال بين أعوام 2001 إلى 2019.
ويعد الكندي رضا إسلامي واحدا من عشرات الإيرانيين ومزدوجي الجنسية المتهمين إما بالتجسس أو التعاون مع حكومات معادية، حسب تعريف أجهزة الأمن الإيرانية.
وازداد عدد المقبوض عليهم بهذه الاتهامات، خلال السنوات الأخيرة، وأبرزهم الفرنسية - الإيرانية فريبا عادل خواه، والبريطانيتان نازنين زاغري، وأرس أميري، والأمريكيان مراد طاهباز، وسيامك وباقر نمازي.
وتتم محاكمة أغلب هؤلاء الأشخاص أمام القاضي أبو القاسم صلواتي، وهو أحد القضاة المعروف بإصدار أحكام طويلة وله سجل ضعيف في الدفاع عن حقوق المتهم وحقوق الإنسان.
ومع ذلك، تتكتم وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية على أسماء عدد كبير من المتهمين، وغالبا ما يكونون من مزدوجي الجنسية وسجنوا بسبب هذه الاتهامات.
وتستخدم إيران تهمة التجسس كذريعة قمع لمعارضي نظام طهران، أو مزدوجي الجنسية الذين يكونون في أغلب الأحيان أمريكيين من أصول إيرانية.
وتشير تقارير سابقة إلى أن إيران تمارس مضايقات بحق مزدوجي الجنسية لتستغلهم كأوراق مساومة في علاقتها مع الغرب، فيما يرجح أن طهران تحتجز 50 شخصا مزدوج الجنسية على الأقل.