إيران ودول الجوار.. طاجيكستان تكشف إرهاب طهران العابر للحدود
الدول المجاورة لإيران تكشف أجندة نظام الملالي التخريبية، والتدخل في شؤونها ومحاولة زعزعة أمنها عن طريق دعم جماعات إرهابية.
أينما وجدت الدماء وجدت بصمات طهران، حادث مرور في طاجيكستان أدى إلى مقتل 4 سياح، الأحد الماضي، ولكن سرعان ما انكشفت الحقائق والتفاصيل، حادث إرهابي بتخطيط إيراني.
تفاصيل الحادث
في منطقة دانجارا والذي تقع على بعد 150 كلم جنوب العاصمة دوشانبي، وقع هجوم أدى إلى مقتل 4 سياح من الولايات المتحدة وسويسرا وهولندا بينما أصيب اثنان آخران بجروح.
على الفور أعلنت وزارة الداخلية في طاجيكستان أن الحادث مروري، ولكن بدأت الحقيقة في الظهور، حيث أعلن وزير الداخلية رمضان حامرو رحيم زاده، بعد يوم من الحادث، أن مسلحين وراء مقتل السياح.
وأضاف رمضان أن "المشتبه بهم كانوا يحملون سكاكين وأسلحة نارية"، مضيفا أنه تم توقيف مشتبه بهم بينما قُتل اثنان آخران خلال عملية خاصة للشرطة بعد وقوع الحادث.
وأكدت الشرطة أنها أوقفت 4 من المشتبه بهم، فيما قتل 4 آخرون خلال البحث عن الجناة.
ويعتقد أن أحد القتلى، وهو طاجيكي يدعى جعفر الدين يوسوفوف ويبلغ من العمر 21 عاما، هو صاحب السيارة التي صدمت السياح.
داعش يتبنى وبصمات إيران تتضح
تبنى تنظيم داعش الإرهابي، أمس، عملية الهجوم التي أسفرت عن مقتل أربعة سائحين، زاعما أن وحدة تابعة له استهدفت السائحين الذين ينتمون إلى "دول التحالف".
وبعد يوم من إعلان التنظيم الإرهابي، كشفت الداخلية في طاجيكستان عن تفاصيل أكثر حول الحادث، مؤكدة أن قائد المجموعة التي نفذت الهجوم تدرب في إيران.
وألقت حكومة طاجيكستان باللوم على حزب محظور تواصل مع طهران من أجل التخطيط للحادث الإرهابي وتمويل المجموعة المنفذة.
بصمات إيران التي ظهرت تكشف مدي سعي نظام الملالي إلى بث الفوضى والتخريب في دول الجوار، الدعم المالي واللوجيستي الذي يغذي الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، جاء على حساب الشعب الذي يعاني من تدهور اقتصادي، بخلاف النظرة السلبية الذي يعترض إليها الإيرانيون في الدول الأخرى، بسبب دعم نظامه للإرهاب.
تاريخ الإرهاب الإيراني في طاجيكستان
التدخل الإيراني والتورط في الحادث الإرهابي داخل طاجيكستان لم يكن المرة الأولى، ففي عام 2015 أخذت العلاقات بين طهران ودوشنبه طريقها نحو التوتر، بعد أن دعت إيران محیي الدین کبيري، رئيس حزب محظور في طاجيكستان، إلى زيارة طهران.
وففي أغسطس/آب الماضي، اتهمت الحكومة الطاجيكية النظام الإيراني بإرسال "قتلة ومخربين" ساهموا باندلاع الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي واغتيال شخصيات وطنية بارزة.
كما بث تلفزيون طاجيكستان الرسمي لأول مرة فيلماً وثائقياً يظهر فيه ثلاثة من مواطنيها وهم يعترفون بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في إيران على حمل السلاح واستخدامه ضد بلادهم.
وبحسب الاعترافات التي أعلنتها الحكومة في طاجيكستان، فإن المتهمين شاركوا في اغتيال شخصيات سياسية ووطنية بارزة، إثر اندلاع الحرب الأهلية التي امتدت من سنة 1992 حتى عام 1997 .
كما ذكر المتهمون أنهم شاركوا في هجوم ضد قاعدة عسكرية في طاجيكستان.
ولم ترد حتى الآن السفارة الإيرانية على اتهامات طاجيكستان، حول دور طهران في الحرب الأهلية التي راح ضحيتها المئات.
وتتهم الدول المجاورة لإيران نظام الملالي بالتدخل في شؤونها ومحاولة زعزعة أمنها عن طريق دعم جماعات إرهابية وتنفيذ عمليات تخريبية داخل تلك البلدان منذ عام 1979.