"عصائب أهل الحق".. ذراع نظام إيران الإجرامية بسوريا والعراق
المليشيا تعد ذراع نظام طهران في تأجيج أعمال العنف الطائفية، وارتكاب جرائم حرب بحق شعبي البلدين.
تعد "عصائب أهل الحق" من أكبر 3 مليشيات إرهابية بالعراق مدعومة من قبل إيران وأكثرها وحشية في قتل العراقيين والسوريين.
- "حرب المدن".. مليشيات إيرانية لإنهاء المظاهرات في العراق
- من بيروت إلى بغداد.. اهتزاز الهيمنة الإيرانية
وتعد "العصائب" ذراع نظام طهران في تأجيج أعمال العنف الطائفية، وارتكاب جرائم حرب بحق شعبي البلدين، كما شاركت بقتل أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" التي تمثل ائتلاف مجلس قوى المعارضة الإيرانية بالخارج أثناء تواجدهم بالعراق.
وبحسب تقرير لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية، فإن المليشيا، التي تظهر ولاءها بشكل علني للنظام الإيراني ومرشدها علي خامنئي، في العراق وسوريا، تعمل تحت إشراف فيلق القدس الإرهابي الإيراني، الذي يقوده قاسم سليماني.
وتسعى المليشيا إلى دعم النفوذ الإيراني في العراق وقمع شعبها واغتيال المعارضين للنظام الإيراني.
تأسيس المليشيا الإرهابية
تأسست المليشيا عام 2006 على يد الإرهابي قيس الخزعلي، ويتراوح عدد أفرادها بين 7 آلاف و10 آلاف عضو حسب مركز "مشروع مكافحة التطرف".
وفي مارس/آذار 2007، تم اعتقال الخزعلي على أيدي القوات متعددة الجنسيات في العراق، لكن تم الإفراج عنه في يناير/كانون الثاني 2010، ضمن صفقة لتبادل الأسرى.
وبدأت الحركة منذ 2004 بالعمل كإحدى السرايا التابعة لجيش المهدي التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، ولكن مع بداية 2006 كانت الحركة تعمل بشكل أكثر استقلالية عن بقية سرايا الجيش، فيما بدأت بالعمل بشكل مستقل تماماً بعد إعلان تجميد جيش المهدي في 2008.
وقبل قرار التجميد انقسم جيش المهدي إلى عدة فصائل؛ منها هذا التنظيم السري الذي تبنى الإشراف عليه المدعو محمد الطباطبائي في عام 2005 وهو الذي أطلق عليهم اسم "عصائب أهل الحق".
التدريب على العمليات الإرهابية بإيران
وقبل انشقاق قيس الخزعلي عن جيش المهدي في سبتمبر/أيلول 2007 قام جلال رزمي من "فيلق القدس" بالتنسيق مع أبو جمال الفرطوسي أحد مسؤولي حركة تدعى "المجاهدين للثورة الإسلامية في العراق" بتوفير تسهيلات لنقل 40 عنصرا خاصا تحت إمرة قيس الخزعلي إلى إيران، ليتلقوا التدريب هناك، والذي استغرق 10 أيام.
وحدث ذلك تحت إشراف رزمي وعدد من ضباط حزب الله اللبناني، حيث قسم المشاركون فيها إلى ثلاث مجموعات؛ اختصت واحدة منهم بعمليات الاختطاف، والأخرى بعمليات الاغتيال السياسي، أما المجموعة الأخيرة فكانت بخصوص عمليات الاغتيال الطائفي.
خلافات وانشقاقات
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008 عندما أنشأ مقتدى الصدر جماعة جديدة لخلافة جيش المهدي سُميت "لواء اليوم الموعود"، طلب من العصائب وجماعات أخرى الانضمام لها، لكنهم رفضوا؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل كبيرة حول زعامة اللواء.
وبعد إعلان الصدر تجميد جيش المهدي عام 2008 انشق قيس الخزعلي عن التيار، وأسس مجموعة "عصائب الحق".
وخلال هذه المرحلة تلقت من إيران السلاح والتدريب والدعم اللوجستي، وحصل المقاتلون على دورات داخل الأراضي الإيرانية والعراقية بإشراف مدربين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتحمل المسؤولية أكرم الكعبي في قيادة هذه المجاميع.
في ديسمبر/كانون الأول 2010 أفيد أن قادة مليشيات سيئو السمعة مثل "أبو درع" و"أبو مصطفى الشيباني" قد عادوا من إيران إلى العراق للعمل مع العصائب وترتبط الحركة بعلاقة وثيقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأن الأخير اعتمد تزويد العصائب بالمال والسلاح والدعم الكافي.
جرائم المليشيا الإرهابية
ونفذت مليشيات "العصائب" باعتبارها الآلة العسكرية للنظام الإيراني في العراق، أعدادا كبيرة من عمليات الاغتيال ونفذت مئات من الاغتيالات، ومن خلالها تم اغتيال العديد من زعماء أهل السنة بمن فيهم شيوخ وعلماء وكوادر شابة وأكاديميين.
كما اتهمتها منظمات حقوقية بارتكاب إبادات وإعدامات عشوائية، في حق المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، من بينها عمليات تهجير في محافظة ديالى، وتفجير بيوت ومساجد.
وتعد عمليات الخطف إحدى الطرق للحصول على الإيرادات المالية لمليشيا العصائب، ولا يعود في أغلب الأحيان المخطوفين إلى ذويهم بعد دفع الفدية لهم إذ يجري قتلهم ورمي جثثهم.
وفي عام 2017، نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا ذكرت فيه أن "المليشيات تستخدم أسلحة من مخزونات الجيش العراقي، في ارتكاب جرائم حرب وهجمات انتقامية، وسوى ذلك من الاعتداءات".
وركز التقرير على 4 مليشيات رئيسية قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق ارتكابها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهي "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"سرايا السلام"، والتي تعد جزءا من مليشيات الحشد الشعبي.
وقال التقرير إن هذه المليشيات استخدمت هذه الأسلحة في تسهيل عمليات اختفاء قسري لآلاف الرجال والأولاد، واختطافهم، وفي عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء، وكذلك في عمليات تدمير وحشية للممتلكات.
وكان النظام الإيراني وباستخدام حكومات تابعه له في العراق، خاصة نوري المالكي، واستخدام مليشياته في العراق ينوي للقضاء على مجاهدي خلق، المتمركزة في العراق حتى عام 2015، وكانت مليشيات العصائب واحدة من القوات التي قتلت مجاهدي خلق.
وفي 17 أكتوبر 2019 نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً جديداً حول أنشطة نظام الملالي الإرهابية أثناء إجراء المفاوضات النووية وخلال فترة التفاوض حول خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتناول هذا التقرير جريمة الهجوم على معسكر أشرف والإعدامات والإبادة الجماعية لـ 52 عضوًا من أعضاء مجاهدي خلق في 1 سبتمبر 2013 فی العراق.
وأوضح التقرير أنه في 1 سبتمبر/أيلول شنت كتائب حزب الله وقوات عصائب أهل الحق هجومًا شرسًا لا إنسانيا على معسكر أشرف في العراق، أسفر عن مقتل 50 شخصًا من أعضاء مجاهدي خلق.
وتفيد تقارير وسائل الإعلام أن قوة القدس بمعية كتائب حزب الله وقوات العصائب خطفوا 7 من أعضاء من مجاهدي خلق وأعادوهم إلى إيران تهريبًا، ولم يُشاهد الأعضاء السبعة المفقودين، ولم يُسمع عن مصيرهم أي خبر منذ الهجوم البربري على أشرف حتى الآن.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول2015 قامت عصائب أهل الحق بالهجوم على مخيم ليبرتي مكان أعضاء مجاهدي خلق في العراق آنذاك مستخدمة 80 صاروخًا من ضمنها صواريخ الكاتيوشا 122 ملم، وكذلك الصواريخ التي صنعتها إيران من النموذج الروسي إن بي 24 وأطلقت عليها اسم "فلق".
وأسفر هذا الهجوم عن قتل 24 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
جرائم المليشيا في سوريا
اعتمد النظام الإيراني منذ بداية الأحداث في سوريا على مليشيا العصائب، بعد تزايد الاعتماد عليهم بعد الهزائم المتتالية التي مني بها حزب الله اللبناني، حيث أرسل قيس الخزعلي جزءا من قواته إلى سوريا.
وكان "مهدي الكناني" الملقب بأبوكرار في عداد القادة الكبار والقدامى لمليشيا العصائب الذي قتل في الاشتباكات في محافظة صلاح الدين، وكان مشهورا بالحاج مهدي من القادة الرئيسين الذين أججوا الحرب الطائفية، وأحد قادة فرق الموت في بغداد خلال عامي 2006-2007.
وأسست "العصائب" ذراعا سياسية باسم "الصادقون"، وهي كتلة برلمانية كانت تحت القيادة المؤقتة لكتلة "دولة القانون" التي يقودها المالكي، وقد استطاعت الفوز بمقعد واحد في عام 2014.
الدعم المالي الإيراني للمليشيا
وحسب مركز مكافحة التطرف، فإن "عصائب أهل الحق" تتلقى التدريب والسلاح والدعم المالي من إيران، وتحديدا من فيلق القدس، وحزب الله اللبناني.
وفي عام 2007، قدرت مصادر أمريكية حجم المساعدات التي تحصل عليها المليشيا بنحو 20 مليون دولار في الشهر.
وفي عام 2012 وبعد انسحاب القوات الأمريكية، بدأت إيران في منح العصائب نحو 5 ملايين دولار في الشهر، بالإضافة إلى أسلحة.
وفي مارس/آذار 2014، قدرت المساعدة الشهرية من 1.5 مليون دولار إلى مليوني دولار تلقتها الحركة العراقية من إيران.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز