كل ذلك أمثلة على قلة خبرة نظام الملالي ونوايا أربابه السيئة وفشل محاولتهم التفريق بين الإمارات والسعودية.
قوة العلاقة بين البحرين والسعودية وتجذرها، وقوة العلاقة بين البحرين والإمارات وتجذرها، وقوة العلاقة بين السعودية والإمارات وتجذرها، تمنع كل ساعٍ إلى الإساءة إلى الدول الثلاث وتخريبها من تحقيق مبتغاه، وهذا ما حدث للنظام الإيراني قبل يومين عندما عمد إلى استغلال لقاء روتيني تم بين وفد عسكري إماراتي وآخر إيراني في طهران، وناقش أموراً ذات علاقة بتنظيم الصيد في مياه الخليج العربي وتوظيفه إعلامياً بغية الإساءة للسعودية وضرب إسفين بينها وبين الإمارات، والقول بأن أبوظبي في طريقها إلى فك الارتباط مع الرياض وتضبيط علاقاتها مع طهران!
كل ذلك أمثلة على قلة خبرة نظام الملالي ونوايا أربابه السيئة وفشل محاولتهم التفريق بين الإمارات والسعودية، فحصول خلاف بين هاتين الدولتين أو بين إحداهما والبحرين لا يحصل إلا في خيال النظام الإيراني الذي من الواضح أنه يفترض وجود خلاف.
طبعاً النظام الإيراني أراد من ذلك أيضاً القول أن أمراً ما قد حصل بين السعودية والإمارات، جعل الأخيرة تتخذ قراراً «بسحب قواتها» من اليمن، وأن اللقاء بين الفريقين الإماراتي والإيراني هو رسالة من الإمارات للسعودية بأنها لديها خيارات أخرى أولها وأهمها الحضن الفارسي! فهل من بجاحة أكبر وأكثر من هذه البجاحة؟
لم ينتبه النظام الإيراني إلى أنه بهذه التصريحات إنما يوفر مثالاً على تمرسه في الكذب والدجل، ومثالاً على سلوكه المشين وسعيه إلى تخريب العلاقات بين الدول. ولأن الإمارات تعرف ما قد يبدر من النظام الإيراني وتعرف نواياه وخبثه لذا سارعت إلى بيان أن اللقاء دوري وروتيني ولم يناقش إلا أموراً محددة تتعلق بالصيد. ولأن هذا هو حال وديدن النظام الإيراني، لذا سارع العالم كله إلى تصديق ما قالته الإمارات وتكذيب ما قاله هذا النظام، الأمر الذي وفر على السعودية الإدلاء بأي تصريح أو التعليق على ما قيل.
العلاقة بين السعودية والإمارات من القوة والتجذر؛ بحيث لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الترهات، ومثلها العلاقة بين هذين البلدين والبحرين، وأياً كان فعل النظام الإيراني وقوله ومحاولاته للتفريق بين هذه الدول، فالأكيد أن مصيره الفشل، فهذه العلاقات عصية على التخريب وعلى حيل النظام الإيراني.
المثير أن محاولة النظام الإيراني الفاشلة للقول أن العلاقات بين الدول الثلاث تتأثر سلباً، جاء في وقت أعلنت فيه البحرين والسعودية عن إنشاء مجلس التنسيق البحريني السعودي، فكان بمثابة الرد العملي على ذلك الادعاء، فهذا المجلس الذي يوجد مثيل له بين الإمارات والسعودية تأكيد على أن ما يربط هذه الدول بعضها ببعض لا يمكن أن ينفك ولا أن يتأثر بأقوال وأفعال سالبة تصدر عن النظام الإيراني، خصوصاً أن هذه الدول تعرف مقدار الحقد الذي يملأ قلب أربابه وتعرف عدوانيتهم ونواياهم.
سحب الإمارات جزءاً من قواتها من اليمن لا يعني أن خلافاً قد دب بينها وبين السعودية، أو أنها هزمت في اليمن، وعقد اجتماع بين وفد عسكري إماراتي وآخر إيراني في طهران لا يعني أن توافقاً وتماهياً قد حدث بين الإمارات وإيران، وأن هذا دليل وجود خلاف بين الإمارات والسعودية. مثل هذا الكلام لا يقوله إلا الجاهل وغير العارف بأمور السياسة.
ما سعى إليه النظام الإيراني من ذلك القول والفعل أيضاً هو نشر فكرة أنه لا يتخذ من السعودية موقفاً وأن يده ممدودة، وهو ما قاله ظريف صراحة، معتقداً أنه بهذه الطريقة يستطيع أن «يلين رأس السعودية» ويوهمها بأن الإمارات مقبلة على مصالحة مع النظام الإيراني، وأن الأفضل لها أن تتحرك كي لا تكون الخاسر الأوحد!
كل ذلك أمثلة على قلة خبرة نظام الملالي ونوايا أربابه السيئة وفشل محاولتهم التفريق بين الإمارات والسعودية، فحصول خلاف بين هاتين الدولتين أو بين إحداهما والبحرين لا يحصل إلا في خيال النظام الإيراني الذي من الواضح أنه يفترض وجود خلاف ما ويعتبره واقعاً وصحيحاً ويبني عليه تحركاته التالية.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة