احتجاجات إيران تطوي صفحة سليماني.. ضغوط داخلية وخارجية
دعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوبتها للإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة.
وقال أكثر من عشرة خبراء مستقلين في الأمم المتحدة في بيان "نحضّ السلطات الإيرانية على وقف استخدام عقوبة الإعدام أداة لسحق الاحتجاجات".
وتابع البيان "نشدد على مطالبتنا الإفراج فورا عن جميع المتظاهرين الذين حُرموا من حريتهم بشكل تعسفي".
وجاءت هذه الدعوة على خلفية قيام أغلب أعضاء البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه التيار المتشدد، بحث السلطات القضائية، على إعدام من وصفوهم بـ"المشاغبين"، في إشارة إلى المتظاهرين الذين يحتجون باستمرار منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي سياق متصل، صعد زعيم السنة في إيران وإمام صلاة الجمعة في زاهدان مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي خطابه ضد النظام والحكومة في إيران، متسائلاً "أين الحرية والعدالة؟ ولماذا تقتلون الناس بدم بارد؟".
وطالب مولوي عبدالحميد، في خطبة صلاة الجمعة في زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، قادة الحكومة الإيرانية بعدم ربط المحتجين بأعداء خارجيين.
وقال: "الحكومة هي المسؤولة عن خدمة هؤلاء الناس. وإذا احتج الناس انظر إلى نقاط ضعفك، ولا تلم العدو، ولا تقل إن العدو هو من استفز وهو من يحرك الاحتجاجات".
وتابع "دعونا نرى نقاط ضعفنا في تطبيق العدالة وتقديم الخدمات".
وأضاف "الناس الذين يصرخون اليوم ليسوا بسبب الأجانب أو جهات خارجية، بل لأنهم محاصرون ولا يتمتعون بالحرية والعدالة".
ويواصل كبار المسؤولين في النظام الإيراني، ربط الاحتجاجات الحالية بالأعداء الأجانب والقوى الغربية من بينها الولايات المتحدة.
وقبل أيام، وصف مولوي عبد الحميد تصريحات مسؤولي النظام الإيراني حول "الهجوم المسلح لأهل خاش على الحاكم" بأنها "أكاذيب محضة".
وبحسب الأنباء، قُتل 16 شخصًا في هجوم قام به عناصر أمن إيرانيين على المتظاهرين في مدينة خاش يوم الجمعة الماضي.
وانتقد مولوي عبد الحميد في خطبته اليوم الجمعة، تراجع الحرية، مشيداً بالنساء والأكاديميين وطلاب الجامعات في مواصلة الاحتجاج بالبلاد.
وقال: "يقولون لو لم تكن هناك حرية لما استطعت قول هذه الأشياء، لا، ولكن لو كانت هناك حرية لكانت هناك حرية للأحزاب والتنظيمات.. كم عدد الصحفيين في السجن الآن؟".
وأضاف "أغلق قاض اثنتي عشرة صحيفة بين عشية وضحاها بحكم واحد. أين يتم تقييد القلم بهذا الشكل في العالم؟".
وفي رد عرض الحكومة تقديم أموال لأسر القتلى من المحتجين، ذكر عبد الحميد "قالوا (أي الأسر) إننا لا نريد المال، يجب الحفاظ على شرفنا".
سحق صورة سليماني
إلى ذلك، أظهرت صور نشرها نشطاء مدنيون، ترديد متظاهرين في زاهدان، اليوم، شعارات مناهضة للحكومة مثل "الموت لخامنئي" و "لعنة الخميني" في الشوارع.
كما تشير تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي إلى احتجاجات في مدن مختلفة من سيستان وبلوشستان، بما في ذلك تفتان وتشابهار وسارافان وراسك وإيرانشهر وخاش بعد انتهاء صلاة الجمعة.
وفي إيرانشهر، تم إطلاق النار على المتظاهرين، فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع في مدن أخرى، فيما هتف المحتجون بشعارات هي "الموت لخامنئي"، و"الموت للحرس الثوري".
وفي مدينة زاهدان أنزل محتجون لافتة وعليها صورة لقائد فيلق القدس السابق الراحل قاسم سليماني وقاموا بسحقها بأرجلهم.
وتقام الاحتجاجات كل يوم جمعة في محافظة سيستان وبلوشستان، وقد صاحبها في بعض الحالات قمع مميت من قبل عناصر الأمن.
وأمس، دعت منظمة العفو الدولية الحقوقية، إلى استجابة عالمية فورية لمنع استمرار قتل المتظاهرين في هذه المحافظة الإيرانية.
وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، إنه منذ الاحتجاجات التي عمّت إيران، قُتل ما مجموعه 118 شخصًا في سيستان وبلوشستان وحدها.