بالصور.. ناجون من زلزال إيران يفترشون الأطلال
النوم على الركام وأطلال المنازل أصبح السمة المشتركة للعديد من العائلات التي تهدمت منازلها؛ بسبب زلزال إيران.
تعاني مئات العائلات في المدن والقرى الواقعة في غرب إيران من ظروف معيشية سيئة، حيث تنام عائلات بأكملها على ركام وأطلال منازلهم التي تهدمت بفعل الزلزال الذي ضرب غرب إيران بقوة 7.3 درجة على مقياس رختر، في مواجهة عوامل جوية قاسية مع دخول فصل الشتاء إضافة إلى تجاهل تام من المسؤولين الإيرانيين.
الأمطار الثلجية ضربت بلدة "ساربول إي زهاب" الإيرانية، ودرجات الحرارة سجلت أكثر النسب انخفاضا خلال العام، لكن العائلات المتأثرة من الزلزال الذي قتل أكثر من 530 شخصا، الأحد، في حاجة ماسة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة طبقا لمراسل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وبالرغم من أن نظام الملالي أعلن عن ضرورة سرعة توزيع المساعدات العاجلة للمتأثرين من الزلزال، إلا أن "المشاكل اللوجستية" والسرقات و"مشاكل أخرى" تسببت في إعاقة وصول المساعدات للمتضررين الذين تتدهور أوضاعهم بشكل مستمر لليوم الثالث على التوالي.
شهاهلا رازعي، ناجية من الزلزال، تقول إن مقتنياتهم لاتزال تحت الأنقاض؛ مثل البطانيات والملابس الشتوية والأموال، إلا أنه لا أحد يجرؤ على محاولة البحث عنها خوفا من انهيار الأنقاض ومن تبعات الزلزال، حيث استطاعت العائلة أخذ بعض الكتب المدرسية ومقتنيات أخرى لكن مع الهزات التابعة للزلزال أصبح الأمر خطرا للغاية.
الحالة الأمنية في المناطقة التي ضربها الزلزال تأثرت أيضا، فمع وصول أوائل المساعدات إلى تلك المدن، زادت حالات السطو والسرقات على تلك المساعدات في غياب للشرطة المحلية في تلك البلدات، مما جعل الحصول على المساعدات اللازمة في تلك المناطق أقرب للمستحيل.
وأفادت وكالة "أسوشيتيد برس" بأنه تم توزيع أكثر من 12 ألف خيمة في المنطقة التي ضربها الزلزال، إلا أن عدد المنازل المتضررة تعدى 30 ألف منزل، 15 ألفا منها مدمر بشكل كامل، مما دفع العديد منهم لبناء أكواخ من الحصير أو الصفيح لمحاربة الطقس البارد في المنطقة.
وتقول باراتسو رازعي، إحدى الناجيات وأم لطفلين، إن بعض المتطوعين من البلدات المجاورة أتوا ببعض الطعام والبطانيات لمساعدة البلدات المتضررة، وأضافت أنه لا يوجد عدد كاف من الخيام، إضافة إلى اضطرارهم لإشعال النار خارج الخيام وإبقائها موقدة لكيلا يتجمد الناجون من البرد خلال الليل.
توفيق ميرازي، أب لستة أطفال وأحد الناجين، طالب الحكومة بعمل ملاجئ للناجين بشكل عاجل "حتى ولو في حاويات شحن" وذلك على خلفية قدم ابنته التي كسرت خلال الزلزال، وأضاف متسائلا: "انظروا إلى قدم هذه الطفلة، إنها مكسورة، أين يمكننا أخذها؟".
لكن التلفزيون الرسمي الإيراني نشر عدة مقاطع فيديو عن توزيع "التمور" على الناجين، والتي تظهر أن نظام الملالي لا يستطيع تحديد أولويات الناجين، والتي تتركز في الخيام لمحاربة البرد القارص أثناء الليل.
وقام رأس نظام الملالي، آية الله خامنئي، بالدعوة لاستمرار شحنات الإغاثة للمناطق المتضررة قبل دخول "موسم صقيع قارص" على حد وصفه، وصرح وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فالزي، خلال جلسة مفتوحة للبرلمان، اليوم الأربعاء، بأن أكثر من 36 ألف خيمة تم إرسالها للمناطق المؤثرة.
إلا أن سكان تلك المناطق يؤكدون أن حكومة الملالي لا تقوم بأي شيء لمساعدتهم، حيث انتشار السرقات وانعدام الأمن في المناطق التي ضربها الزلزال تمنع وصول المعونات القليلة التي توفرها الحكومة لهم.
وبينما تستمر الحكومة الإيرانية في ادعاء إرسال المساعدات، يستمر الناجون من الزلزال في النوم على الركام البارد في أحد أكثر المواسم برودة في تاريخ إيران.