انتخابات إيران.. "فتاوى" المتشددين تواجه شبح العزوف
ضمن خطة توظف الدين والمعتقدات من أجل السياسة، يواصل النظام الإيراني تقديم "فتاوى" بمواجهة شبح عزوف الناخبين بالانتخابات المقبلة.
"فتاوى" على مقاس أهدافه، يصيغها المتشددون في إيران بعدما أكدت استطلاعات الرأي وجود عزوف لدى غالبية الشعب عن المشاركة في اقتراع مقرر في 18 يونيو/ حزيران الجاري، ويشارك فيه سبعة مرشحين ،خمسة منهم من التيار المتشدد.
وفي أحدث تصريحات أطلقها عضو مجلس خبراء القيادة (هيئة حكم)، رجل الدين الإيراني محسن آراكي، اليوم الخميس، اعتبر فيها أن المشاركة بالانتخابات الرئاسية تعني "إعلان المساعدة للإمام المهدي".
ويعتقد الشيعة أن "الإمام المهدي" وهو الإمام الثاني عشر لديهم غائب منذ أكثر من ألف سنة، وسيظهر آخر الزمان، ويشكل حكومة عادلة في العالم.
وأضاف آراكي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "حوزة نيوز" الدينية، أن "مشاركتنا اليوم بالانتخابات تعني إعلام المساعدة للإمام المهدي، ويجب أن يمر الوقت ويحدد ما إذا كنا مخلصين أم لا".
وتابع: "يجب أن لا تمنعنا المصاعب والجوع والعقوبات وغيرها عن الإمام المهدي، ولابد أن نكون رجالاً في الساحات ونحقق الاستقرار بالبقاء والفوز".
وفي سياق آخر، وضمن سياسة دفع الإيرانيين للانتخابات عبر التلاعب بالمشاعر والعواطف والمعتقدات الدينية، رأى آراكي أن "المشاركة بالانتخابات والتصويت لمن نعتبره صالحاً هو استجابة لدعوة هل من ناصر ينصرني التي أطلقها الحسين بن علي، ثالث الأئمة لدى الشيعة والمدفون في مدينة كربلاء وسط العراق".
ويرى التيار المتشدد في إيران أن المشاركة الواسعة بالانتخابات هي بمثابة استفتاء على شرعية النظام وقادته، فيما دعت قوى وأحزاب إصلاحية وناشطون في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات معتبرين أن نتائجها محسومة سلفا.
والشهر الماضي، أعلن مجلس صيانة الدستور الإيراني السماح لسبعة مرشحين، بينهم خمسة من المتشددين، بخوض الانتخابات الرئاسية وهم ابراهيم رئيسي وسعيد جليلي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وقاضي زاده هاشمي، واثنان من المرشحين عبد الناصر همتي (سياسي معتدل)، والمرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده.