مرشح "تركي" لرئاسة إيران.. "شرف المحاولة" لـ"تكملة العدد"
كان سيمر سريعا ترشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده للرئاسة الإيرانية، مكتفيا بـ"شرف المشاركة"، غير أن أصوله التركية لفتت له الانتباه.
ومع أن السياسي الوحيد بين المرشحين الذي ينتمي للأقلية التركية في إيران، وصل في شغل المناصب إلى نائب الرئيس للشؤون الرياضية في عهد محمد خاتمي (2001-2005)، إلا أنه ليس من الصفوف الأولى في تيار الإصلاحيين، بل مرّ بعزلة للحياة العامة دامت سنوات، أخرجته من المشهد حتى عاد قبل حوالي عامين.
وجاء اختيار علي زادة ضمن المرشحين السبعة الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور، -برأي مراقبين- "كتكملة عدد"، ليكون التيار الإصلاحي ممثلا في انتخابات، أريد لصقوره ورجال صفه الأول مثل علي لاريجاني ومحمود أحمدي نجاد أن يغيبوا عنها قسرا، بأمر المرشد الأعلى علي خامنئي.
علي زادة (64 عاما) خاض في السابق تجربة فاشلة للترشح لانتخابات الرئاسة عام 2005، لكنه خرج منها خالي الوفاض، حيث نال أقل من 5% من أصوات الناخبين.
ولا يخفي "المرشح التركي" أصوله غير الإيرانية، بل دافع عن لغة الأجداد في أول مناظرة بين المرشحين يوم السبت الماضي، و"تدخل للتصحيح".
فخلال المناظرة اعترض محسن مهر علي زاده على كلام منافسه الأوفر حظا في الفوز المتشدد إبراهيم رئيسي، حين تحدث الأخير عن "الناطقين بالأذرية في المحافظات التي يقيم فيها الأتراك".
هنا طالب "المرشح التركي" خصمه أن يكون أكثر دقة عند استخدام كلمة "أذري"؛ قائلا "أريد تصحيح كلمات رئيسي، قال إنهم يتحدثون الأذرية، ليس لدينا مواطنون يتحدثون الأذرية، لدينا مواطنون يتحدثون التركية في أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل وهمدان وزنجان وخراسان رضوي وأصفهان وشيراز وخوزستان وأماكن أخرى".
وكان لافتا التقاط وكالة "الأناضول" الرسمية، لحنين علي زادة لتراث القومية التركية، فخصصت تقريرا لجزئية النقاش في المناظرة حول اللغة والأقليات بإيران.
وزعم تقرير "الأناضول" في لمحة لا تخلو من مساندة عن بًعد، أن عدد أبناء المكون التركي في إيران يقدرون بأكثر من 35 مليون نسمة، من إجمالي سكان البلاد البالغ قرابة 80 مليون نسمة.
يذكر أن الأتراك أكبر قومية غير فارسية في إيران، مثل العرب والفرس والأكراد والبلوش والتركمان، وينتشرون في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من البلاد.
وتشير أحدث الإحصائيات غير الرسمية إلى أن عدد أفراد القومية التركية يتراوح بين 20 و25 مليون نسمة، أغلبيتهم في العاصمة طهران، التي يعتقد البعض أن نصف سكانها من جذور تركية.