إبراهيم رئيسي.. رجل إعدامات المعارضين رئيسا محتملا للسلطة القضائية بإيران
إبراهيم رئيسي رجل الدين المتشدد المعروف بسجله الأسود حقوقيا بات أقرب المرشحين لتولي منصب رئيس السلطة القضائية في إيران.
"إبراهيم رئيسي سيكون ربان السلطة القضائية خلفا لصادق آملي لاريجاني"، بهذه الجملة تحدث علنا الناطق باسم اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني مؤخرا.
تصريحات حسن نوروزي الناطق باسم اللجنة البرلمانية الإيرانية تؤكد أن سادن العتبة الرضوية المقدسة لدى الشيعة في مشهد (شمال) بات على وشك الجلوس على مقعد القضاء في البلاد.
ودارت توقعات وتكهنات واسعة في الصحف ووسائل الإعلام المحلية حول تنصيب رئيسي خلال الآونة الأخيرة، بينما لم يعد يتبقى سوى الإعلان عن الأمر رسميا فقط.
ويدير فعليا رجل الدين الإيراني المتشدد ملف القضاء، وفقا لتصريحات نوروزي، حيث ألمح إلى إبداء رئيسي رأيه في تمديد قانون محلي لتنظيم عمل مجالس حل الخلافات في عموم البلاد.
من هو إبراهيم رئيسي؟
يعد رئيسي القاضي السابق في "لجان الموت" التي أعدمت 30 ألف معارض عام 1988، أحد أبرز المسؤولين الإيرانيين المدرجين على لوائح العقوبات الأوروبية منذ سنوات لتورطه في انتهاكات حقوقية واسعة.
و انخرط رئيسي سابقا في السلطة القضائية الإيرانية بعد سنوات قليلة من الثورة الخمينية التي أطاحت بحكم شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي عام 1979، ليتولى بعد عام واحد منصب المدعي العام بعمر العشرين في مدينة همدان (غرب).
واستمر في منصب "مدعي عام" همدان 5 سنوات إلى أن تولى منصب مساعد المدعي العام الإيراني، ثم حاز عضوية إحدى محاكم الموت التي تشكلت بناء على فتوى من المرشد الإيراني السابق الخميني، والتي لم تستغرق جلسات المحاكمة بها دقائق معدودة، قبل أن تقضي بأحكام إعدام جماعية ضد عشرات الآلاف من السجناء السياسيين نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
وظل رجل الدين الإيراني المتشدد يتدرج في مناصب القضاء إلى أن تولى مقعد مدعي عام طهران بين سنوات 1989 حتى 1994، ثم عين مدعيا عاما لإيران بين عامي 2015 حتى 2017، حيث لعب دورا محوريا في عمليات قمع وتصفية معارضين من أطياف سياسية مختلفة.
- حقوقيون يحذرون من تعيين عضو "لجان الموت" رئيسا لقضاء إيران
- مؤتمر للمعارضة الإيرانية يعد قائمة بالمتورطين في مجزرة 1988
ومن المنتظر أن تشهد إيران حملة قمع واسعة حال تأكيد تعيين رئيسي في منصب رئيس السلطة القضائية، لا سيما في ظل تحذيرات داخلية من اندلاع احتجاجات شعبية جديدة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
خليفة محتمل لخامنئي
يعد إبراهيم رئيسي أحد الخلفاء المحتملين لتولي منصب الولي الفقيه بعد وفاة خامنئي، حيث سبق له الترشح في الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2013 ممثلا للتيار المتشدد، إلى جانب قربه الوثيق من جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
يشار إلى أن رئيسي (58 عاما) المولود لأسرة قوامها من رجال الدين في مشهد، يعتبر رأس حربة في قضية فرض إقامات جبرية على معارضين إصلاحيين بارزين هما مهدي كروبي ومير حسين موسوي اللذان قادا انتفاضة شعبية عارمة عٌرفت باسم "الحركة الخضراء" عام 2009، بسبب تزوير الانتخابات الرئاسية حينها لصالح الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد قريب الصلة وقتئذ من المرشد علي خامنئي.
ونقلت حينها وسائل إعلام إيرانية عن رئيسي قوله "إن قرار فرض الإقامة الجبرية على موسوي وكروبي في منزلهما، يعد من علامات تسامح نظام طهران تجاه معارضيه، الأمر الذي أثار حالة سخط عارمة من نشطاء ومعارضين حينها".
وتولى رئيسي قيادة هيئة قضائية مختصة بالتحقيق في 9 اتهامات موجهة له من قبل المعارض الإصلاحي مهدي كروبي، حيث أشار الأخير إلى امتلاك رئيسي وثائق تثبت تعذيب المعتقلين جسديا في السجون الإيرانية إثر أحداث 2009، لكن مدعي عام إيران الأسبق حاول التنصل من تورطه في تلك الوقائع المروعة.
وتلاحق رئيسي اتهامات حقوقية دولية حتى الآن، منذ أن كان نائبا للمدعي العام بالعاصمة طهران إبان إعدام السجناء السياسيين عام 1988، حيث كشف ملف صوتي نشره رجل الدين أحمد منتظري في صيف عام 2016، عن أن والده حسين علي منتظري نائب المرشد الإيراني السابق الخميني انتقد بشكل حاد إعدام السجناء السياسيين، خلال اجتماع مع قضاة إيرانيين بارزين سابقا هم حسين علي نيري،ومرتضى إشراقي، وممثل وزارة الاستخبارات في سجن إيفين سيء الصيت مصطفى بور محمدي، وأخيرا إبراهيم رئيسي.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg
جزيرة ام اند امز