3 رسائل خلف قصف أربيل.. إيران في الصورة
تحمل مزاعم التلفزيون الإيراني عن استهداف "قواعد إسرائيلية سرية" في مدينة أربيل عدة رسائل واضحة للداخل العراقي والمحيط الإقليمي.
وصباح الأحد، زعم مراسل التلفزيون الإيراني في العراق، أن الهجمات الصاروخية على أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق استهدفت "قواعد إسرائيلية سرية".
ودوت عدة انفجارات متتالية قرب محيط مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وذكر شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، أن "انفجارات وقعت في ساعة مبكرة من ليل الأحد، سمع دويها قرب محيط المطار بمحافظة أربيل".
وأكد الشهود أن تلك الانفجارات "هجمات صاروخية لطبيعة شدتها ومكان الاستهداف حيث تقع القنصلية الأمريكية".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن محافظ أربيل أوميد خوشناو، قوله إن "عدة صواريخ سقطت على أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق".
وقال الدكتور سامان برزنجي وزير الصحة بإقليم كردستان العراق، إن "انفجارات مدينة أربيل لم تسفر عن أي ضحايا أو إصابات".
وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للجيش العراقي فتح تحقيقً في القصف الذي استهدف مدينة أربيل.
فيما قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، إن "الهجوم تم باستخدام 12 صاروخا باليستيا أُطلقت من خارج البلاد".
ردود فعل داخلية
أكد مسؤول أمريكي لـ"رويترز"، دون أن يكشف عن هويته، أنه "لا قتلى بين الجنود الأمريكيين في أعقاب الهجوم في أربيل بالعراق".
ومن جانبه، قال رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، في بيان، على تويتر: "أربيل تحت مرمى نيران الخسران والخذلان.. وكأن الكرد ليسوا عراقيين".
وفي سياق متصل، قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، إن "أربيل لا تنحني للجبناء وعلى الأهالي اتباع توجيهات الأجهزة الأمنية".
وبدوره علق رئيس الوزراء العراقي على الاعتداء مؤكدا أن "استهدف مدينة أربيل وترويع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "سنتصدى لأي مساس بأمن مدننا ومواطنينا".
رسائل ضمنية
لعل حديث مراسل التلفزيون الإيراني يعكس رغبة طهران إرسال 3 رسائل إلى عدة أطراف في آن واحد، متجاهلة الوضع الدولي المتوتر على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
الرسالة الأولى موجهة إلى الداخل العراقي، وخاصة إلى مقتدى الصدر؛ زعيم أكبر كتلة برلمانية، والذي رفض خلال الأشهر الماضية، دمج قوى الإطار التنسيقي؛ الجناح السياسي للمليشيات المدعومة إيرانيا، في تحالف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، رغم الضغوط التي مورست عليه من طهران.
واستطاع الصدر عقب الفوز الكبير الذي حققه في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضية تحريك القوتين السنيتين الأكبر (تقدم وعزم)، باتجاه قافلته السياسية وضم الحزب الديمقراطي الكردستاني القادم من جبال الإقليم الذي يحمل نفس الاسم، وربما مشاركة هذا الأخير في التحالف سبب استهداف طهران لأربيل على وجه التحديد.
أما رسالة إيران للمحيط الإقليمي، فرد الأولى على الضربة التي وجهتها إسرائيل لمليشياتها في سوريا، مؤخرا، لكن رد طهران حدث في أربيل.
وقبل أيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي قرب دمشق، متوعدا إسرائيل بدفع "ثمن جريمتها".
أما الرسالة الثالثة فموجهة إلى المجتمع الدولي، إذ تعمد إيران من حين لآخر إلى خلق أوراق مساومة في مفاوضاتها مع القوى الكبرى الدائرة في فيينا لوضع نهاية لبرنامجها النووي، لكن الورقة هذه المرة هي أمن مدينة أربيل التي تضم القنصلية الأمريكية وقاعدة عسكرية أمريكية أيضا.
ومنذ أشهر، تخوض القوى الكبرى بما فيها واشنطن وموسكو، مفاوضات مع إيران، في العاصمة النمساوية فيينا، للتوصل إلى اتفاق يقيد برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
لكن تقارير صحفية وإعلان رسمي لدول غربية، يفيد بتعثر واضح في المفاوضات النووية مع إيران، خلال الأيام الماضية، وسط ضبابية حول الأسباب.