إيران والقضية الفلسطينية.. تاريخ من المتاجرة والشعارات
خبراء يقول لـ"العين الإخبارية" إن لطهران لها تاريخ طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية بالأقوال لا الأفعال
قال خبراء ومحللون سياسيون إن إيران أضرت كثيرا بالقضية الفلسطينية، وساهمت في وضع العراقيل أمام التسوية الأممية للقضية المركزية للعالم العربي.
وأكدوا، في أحاديث منفصلة لـ" العين الإخبارية" أن طهران ساهمت في انقسام الصف الفلسطيني - الفلسطيني، وإطلاق الشعارات الرنانة، وإثارة المشاعر الشعبوية دون أن يكون لهذا أي أثر ملموس وحقيقي لرفع معاناة الفلسطينيين.
واستدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، اليوم الأحد، القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي إلى ديوان عام الوزارة.
وسلم السفير خليفة شاهين خليفة المرر مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي للشؤون السياسية، مذكرة احتجاج شديدة اللهجة للقائم بالأعمال الإيراني على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن القرارات السيادية لدولة الإمارات وهي التهديدات التي تكررت من وزارة الخارجية الإيرانية ومليشيا الحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين آخرين.
واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية هذا الخطاب غير مقبول وتحريضيا ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
المتاجرة بالقضية الفلسطينية
وأكد الخبراء أن لطهران تاريخ طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية بالأقوال لا الأفعال من أجل خدمة مصالحها وتحقيق أجندتها التوسعية وأطماعها في المنطقة العربية.
وقال الدكتور أحمد قنديل، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي، إن لإيران تاريخ طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية بالأقوال فقط، دون أن تخسر شيئا، بينما يتم سفك دماء الشعب الفلسطيني على يد إسرائيل، وإلتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وأكد "قنديل" لـ"العين الإخبارية" أن طهران تثير فقط المشاعر الشعبوية حول القضية الفلسطينية بشعارات رنانة دون أن يكون لها أي تأثير أو دور حقيقي.
ونبه قنديل إلى أنه "منذ ثورة إيران عام 1979 لم نشهد قيام طهران بأي دور ملموس وإيجابي لصالح القضية الفلسطينية غير التظاهر بالأقوال لا الأفعال".
كما يرى الخبير بمركز الأهرام أن إيران أضرت كثيرا بالقضية الفلسطينية ولم تساعدها على مدار التاريخ، وأضاف قائلا:" طهران تتمادى بخططها المزعزعة لاستقرار المنطقة، واستئناف برنامجها النووي، وهو ما أعطي دوافع لإسرائيل بأن هناك وحش إيراني في المنطقة، وأنها تعيش في محيط من الأعداء".
الانقسام الفلسطيني
وأردف قنديل: "لو كانت إيران تقف حقا مع الفلسطينيين لكان موقفهم أشد صلابة وتماسكا، لكنها تاجرت بالقضية، بعد أن ساهمت في تعميق الانقسام الفلسطيني– الفلسطيني، وإضعاف الاصطفاف العربي".
وأوضح لأن:" موقف طهران العدائى تجاه دول الخليج وتدخلها المستمر فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كان عاملا مساعدا ومبررا قويا لتدخل إسرائيلي أوسع، وتحقيق الأخيرة العديد من المكاسب، أبرزها إضعاف القوة العربية والفلسطينية".
وبيّن أن دعم إيران لميليشيا حزب الله في لبنان يرتبط في المقام الأول بالمصالح الإيرانية، لا المصالح الفلسطينية أو اللبنانية، وهو ما أضعف لبنان وفلسطين في مواجهة إسرائيل.
ونوه إلى أن تصريحات إيران العدائية ضد دولة الإمارات تسعى من خلالها لتحقيق بطولات زائفة، دون أن يكون لها أي مردود على الشعب الفلسطيني.
خطوة جريئة وشجاعة
ووصف الخبير المصري، معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل بـ"التاريخية وخطوة جريئة وشجاعة" من دولة الإمارات، من أجل تحريك المياه الراكدة لعملية السلام.
وأضاف:" معاهدة السلام بادرة يجب أن يتبعها خطوات عملية وحقيقية من إسرائيل".
عقبات أمام التسوية الأممية
وبدوره، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لـ"العين الإخبارية" إن طهران تزعم دائما أنها تدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني، لكنها في واقع الأمر تضع العقبات أمام التسوية الأممية للقضية الفلسطينية.
وتابع:" طهران تتدخل بشكل سافر، فى الشأن الفلسطيني، وتعمل على تعميق الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، فضلا عن دعمها القوى للفصائل ذات التوجه المتطرف مثل حركة حماس.
وأكد هريدي أنه :" منذ ثورة إيران، لم تخدم طهران القضية الفلسطينية، بل أضرتها كثيرا بإطلاقها التهديدات الجوفاء ضد إسرائيل، وهي تعلم أنها لن تطلق طلقة واحدة علي إسرائيل".
ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها دورا بارزا في في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وتكللت تلك السياسة الواقعية والدبلوماسية العقلانية بإعلان إسرائيل، الخميس الماضي، وقف خطة ضم أراض فلسطينية.
وقف الضم جاء نتيجة جهود دبلوماسية حققت اتفاقا تاريخيا بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل، اتفاق يغلب لغة الحوار والتفاوض، دعما للحق الفلسطيني وإعلاء لمصالحه العليا بعيدا عن سياسة الظواهر الصوتية للمتاجرين بالقضية، الذين لم يقدموا أي شيء يذكر للقضية الفلسطينية على مدى عقود.