بيع "الوهم".. إيران تستغل الشعب بفقاعة أسهم
اقتصاد إيران ينكمش بقوة متأثرا بإعادة فرض العقوبات الأمريكية بسبب برنامج طهران النووي، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة منذ أواخر 2017
"قد تستطيع الحكومة جمع السيولة، لكن الناس سيزدادون فقرا عندما تنفجر الفقاعة عاجلا أم آجلا"، تصريح أدلى به مسؤول كبير في البنك المركزي الإيراني لـ"رويترز"، كاشفا من خلاله تفاصيل "لعبة روحاني" لبيع الوهم للشعب من خلال طرح أسهم مناجم وبنوك وشركات مملوكة للدولة في البورصة، في محاولة لاستغلال فقاعة الأسهم لإنقاذ اقتصاد طهران المنكمش.
ويشهد الاقتصاد الإيراني تدهورا، ترجع معظم أسبابه إلى إعادة فرض العقوبات الأمريكية بسبب برنامج طهران النووي، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة منذ أواخر 2017.
وخرج آلاف الإيرانيين، معظمهم من الشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة، إلى الشوارع في نوفمبر تشرين الثاني للاحتجاج على زيادة في سعر الوقود أثارت أكبر أزمة تشهدها إيران منذ 1979.
وقال مسؤول حكومي رفيع، طلب عدم نشر اسمه، "المؤسسة الرسمية على وعي تام بجميع تلك المصاعب الاقتصادية، وأحد بواعث القلق لدينا هو تجدد المظاهرات مثل العام الماضي".
لكن بعض المسؤولين يخشون من أن تأخذ الحماسة المستثمرين.
وقال موظف بأحد البنوك في طهران "الناس يسحبون مدخراتهم من البنوك لشراء الأسهم، أسعار الفائدة اليومية نزلت من 15% إلى 8% في الأسابيع الأخيرة"، بحسب رويترز.
وفي سياق متصل قال أحمد نادري، مدير معهد الأبحاث والدراسات الاجتماعية في جامعة طهران، والذي فاز بعضوية البرلمان العام الماضي لكنه لم يؤدي اليمين بعد، إنه يخشى من انفجار فقاعة.
وأضاف على تويتر في السادس من مايو/آيار "أخشى من العواقب الاجتماعية والأمنية في المستقبل القريب: أعمال شغب أكبر من (2017\2018) وأكبر قطعا من السبعينيات".
ونفى متحدث باسم بورصة طهران أن تكون هناك فقاعة في سوق الأسهم، وأحجمت وزارة الاقتصاد الإيرانية عن التعليق.
بنوك أنهكتها الديون
وكانت حكومة روحاني طرحت أسهم شركات كبرى تابعة لها وعددا من البنوك في بورصة طهران خلال الآونة الأخيرة.
ولفت مراقبون إلى أن أغلب البنوك التي طرحتها الحكومة في البورصة المحلية مفلسة بسبب زيادة حجم مديونياتها تبعا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
واعتبرت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها أن روحاني وحكومته يبذلون قصارى جهدهم لتقديم المزيد من الأسهم وتشجيع الناس على الاستثمار في البورصة طمعا في الحصول على المزيد من أموالهم.
وحذرت الصحيفة الناطقة بالفارسية، في تقرير لها، من أن حكومة طهران تمارس لعبة خطيرة بشأن طرح مزيد من أسهم شركاتها وأراضيها في البورصة وهي غير مدركة تمامًا لتحذيرات الخبراء الاقتصاديين.
وأوضح تقرير "كيهان لندن" أن الدعاية الحكومة الخيالية عن سوق الأسهم تسببت في دخول الكثير من الأشخاص، خاصة ذوي الدخول المنخفضة، إلى البورصة، وذلك عن طريق بيع أصولهم الهامة والصغيرة مثل السيارات والمشغولات الذهبية دون امتلاك المهارات والخبرة وحتى الإلمام بسوق الأوراق المالية المعقدة أملا في جني أرباح.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية ليست لديها القدرة على إعطاء أسهمها للأشخاص الذين يبيعون حياتهم من أجل شراء الأسهم على أمل الربح، وذلك في ظل الأوضاع الراهنة من حيث شح الموارد المالية.
وتهدف دعاية سوق الأوراق المالية وبيع أسهم الشركات الحكومية والخاصة الخاسرة إلى اجتذاب السيولة من أيدي الناس وإيجاد مجموعة أخرى من الخاسرين على غرار من فقدوا ودائعهم بسبب إفلاس مؤسسات تأمينية إيرانية في السنوات الماضية.