"سبت المظاهرات".. الاحتجاجات تجتاح 6 دول حول العالم
رغم أن عددا من هذه المظاهرات بدأ الجمعة، فإن قمع قوات الأمن تسبب في اتساع رقعتها على الأرض واستمرارها بشكل أكثر عنفا السبت
ضربت المظاهرات والاحتجاجات، اليوم السبت، نحو 6 دول حول العالم بسبب القمع والأزمات الاقتصادية التي تعانيها، فضلا عن الجمود السياسي، وهو ما بدا واضحا في: إيران والعراق وفرنسا ولبنان والتشيك وبوليفيا.
ورغم أن عددا من هذه المظاهرات بدأ أمس الجمعة، فإن قمع قوات الأمن تسبب في اتساع رقعتها على الأرض واستمرارها بشكل أكثر عنفا اليوم، وهو ما حدث في إيران والعراق.
- احتجاجات "السترات الصفراء".. تخريب وعنف واشتباكات في باريس
- مظاهرات إيران.. قتلى وجرحى وحرق مقرات باليوم الثاني
إيران.. أسعار الوقود تحرق الشارع
ففي إيران، واصل المتظاهرون احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي التي فجرها رفع السلطات أسعار الوقود، واتسعت هذه الموجة لتشمل جميع أنحاء البلاد والعاصمة طهران.
ومنذ صباح اليوم السبت خرج إيرانيون بسياراتهم وأوقفوها في منتصف الطرق السريعة للتعبير عن غضبهم من هذه القرارات التي لا تناسب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة جراء العقوبات الأمريكية.
ونشرت المعارضة الإيرانية مقاطع فيديو لمحتجين يغلقون الطرق السريعة في مدن عدة من بينها طهران، حيث قطعوا شارع "همت" الرئيسي.
ونقلت مقاطع مصورة خروج آلاف المحتجين في شوارع العاصمة طهران، وجاء هتاف "يسقط الديكتاتور" ليزلزل أرجاء طهران، ردا على إجراءات رفع أسعار الوقود إلى نحو 300%.
وسعت قوات الأمن الإيرانية، حسب شهود عيان، لإخماد المظاهرات المشتعلة باستخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة لكنها فشلت، واندفع الشباب الإيراني إلى الشوارع، حيث ردد المتظاهرون هتافات منددة بالقرار ومناهضة للنظام.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصا واحدا قتل خلال مظاهرة بمدينة سيرجان شرقي إيران، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، كما ترددت أنباء عن مقتل متظاهر في الأحواز، فيما تم تأكيد مقتل آخر جنوبي العاصمة طهران.
وأشارت مواقع إيرانية معارضة إلى أن المتظاهرين أضرموا النار في محطة بنزين في مدينة شيراز جنوب إيران، كما حاصر آخرون مبنى محافظة يزد، والأمن الإيراني أطلق الرصاص الحي عليهم.
وأضرم محتجون أيضا النار في "المصرف الوطني" بمدينة بهبهان جنوب غربي البلاد، وذلك في تصاعد وتيرة الاحتجاجات التي تضرب البلاد لليوم الثاني على التوالي.
وكانت الاحتجاجات الشعبية اندلعت في مدن إيرانية عدة، مساء الجمعة، أبرزها العاصمة طهران ومشهد وشيراز، بسبب رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، لكن مواجهة المظاهرات بالعنف أسفر عن استمرارها لليوم السبت.
من جانبه، أشادت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، السبت، بانتفاضة الشعب الإيراني في وجه الديكتاتورية الحاكمة في طهران، داعية المجتمع الدولي لإدانة قمع نظام المرشد علي خامنئي للمظاهرات وتشكيل وفد لتقصي الحقائق.
ودعت الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة قمع مظاهرات الشعب، وتعيين وفد لتقصي الحقائق فيما يخص وضع الشهداء والجرحى والمعتقلين في هذه الانتفاضة.
العراق.. اعتصامات وتحرك حقوقي برلماني
وفي العراق، اشتعل الشارع مرة أخرى لكن في البصرة، حيث قرر متظاهرون، مساء السبت، الاعتصام أمام مبنى المديرية العامة للتربية في محافظة البصرة جنوبي العراق.
وأضاف مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "المتظاهرين نصبوا خيمة الاعتصام أمام المدخل الرئيس للمديرية".
يأتي ذلك بينما أقدم متظاهرون آخرون في وقت سابق على إغلاق حقل مجنون النفطي بالمحافظة ذاتها بعد أن احتشدوا أمام البوابة الرئيسية.
كما شهدت البصرة أيضا، السبت، قيام محتجين بإغلاق الطريق المؤدية إلى ميناء أم قصر في المحافظة الغنية بالنفط.
وفي العاصمة بغداد، أفاد مصدر أمني بأن القوات الأمنية وضعت كتلا خرسانية على جسر الأحرار وسط بغداد.
وقال المصدر لـ"السومرية نيوز": "إن جسر الأحرار وسط العاصمة بغداد خرج عن الخدمة بعد إغلاقه من قبل القوات الأمنية".
وعاد المتظاهرون، اليوم السبت، للاعتصام عند أحد الجسور الحيوية في وسط العاصمة العراقية، بعدما تراجعت قوات الأمن التي كانت منعت تقدمهم إليه قبل أسبوعين.
من ناحية أخرى، طالبت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، السبت، الأجهزة الأمنية بضرورة حماية المتظاهرين والنشطاء بعد عمليات خطف واغتيال الناشطين والمدونين.
ودعت اللجنة، في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية الأجهزة الأمنية، إلى كشف ملابسات اغتيال الناشط عدنان رستم، وضرورة المحافظة على حياة المدنيين وفق القوانين الدولية.
وطالبت اللجنة منسقي المظاهرات بالحفاظ على المحال التجارية وممتلكات المواطنين في ساحات التظاهر.
على الصعيد السياسي، واستجابة لأحد مطالب المتظاهرين العراقيين، قرر محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي إحالة مشروع قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى اللجنة القانونية.
لبنان.. جدل حول "بوسطة الثورة"
وفي لبنان، انطلقت صباح اليوم السبت من العبدة - عكار، ما يسمى بـ"بوسطة الثورة" التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي من عكار إلى كل الوطن، في إطار جولة من الشمال إلى الجنوب، انطلقت أمس الجمعة.
وتهدف هذه الخطوة، بحسب النشطاء إلى كسر الحواجز الطائفية والمناطقية، وتأكيد الوحدة الوطنية التي كرّستها الثورة اللبنانية منذ شهر بالتحديد.
ويرتبط اسم "بوسطة عين الرمانة" بانطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل/نيسان 1975، حيث شكلت شرارة اندلاع الحرب اللبنانية بعد إطلاق النار على الحافلة في منطقة عين الرمانة في ضاحية بيروت الجنوبية، ليستمر القتال بين أبناء الوطن الواحد 17 عاما.
وخرجت اتهامات واضحة من قوى سياسية لبنانية، تفيد بأن هذه البوسطة (الحافلة) ممولة من السفارة الأمريكية في بيروت، وهو ما رفضته سفارة واشنطن، وأكدت دعمها الشعب اللبناني في احتجاجاته السلمية وتعبيره عن الوحدة الوطنية.
وأشارت في تغريدة عبر حسابها على تويتر إلى أنه "لا صحة للشائعات التي تدور حول تمويلنا لـ"بوسطة الثورة" (حافلة الثورة).
من ناحية أخرى، قال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان، السبت، إن الاتحاد سيجتمع يوم الأحد أو الإثنين لاتخاذ قرار بشأن إنهاء إضراب بعد تسلمه خطة لتأمين البنوك عن طريق تكثيف وجود الشرطة.
ويأتي هذا التحرك، بالتزامن مع اتخاذ وزارة الداخلية في لبنان إلى اتخاذ إجراءات لحماية الموظفين الذين أعلنوا الثلاثاء الماضي إضرابا مفتوحا، في خطوة الهدف منها عودة عمل المصارف اللبنانية المغلقة منذ أسبوع.
ومتوقع أن يمهّد هذا القرار للإعلان عن إعادة فتح المصارف أمام اللبنانيين مجددا يوم الإثنين المقبل.
وبدأ الاتحاد إضرابا يوم الثلاثاء الماضي، بسبب مخاوف تتعلق بالأمان، حيث تعم احتجاجات ضد النخبة السياسية أنحاء البلاد ويطالب المودعون بأموالهم بعدما فرضت البنوك قيودا جديدة.
فرنسا.. "السترات الصفراء" تعود للواجهة
وفي فرنسا، عادت "السترات الصفراء" مجددا إلى الشوارع، اليوم السبت، في محاولة لاستعادة زخم الحراك الاجتماعي الذي بدأ قبل عام، بسبب تراجع القدرات الشرائية للفرنسيين.
وشهدت الاحتجاجات أعمال تخريب وإحراقا لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وفي جنوب العاصمة الفرنسية باريس، تحولت ساحة إيطاليا إلى ميدان مواجهات متقطعة، وأغرقت تحت الغاز المسيل للدموع، فيما تدخلت الشرطة الفرنسية أكثر من مرة لتفريق مجموعات صغيرة من المحتجين، منهم من ارتدى أقنعة واختلط بعشرات المتظاهرين من "السترات الصفراء" الذين كانوا يحتجون في المكان.
وفي شمال غربي باريس، فرقت قوات الأمن عشرات المتظاهرين الذين انتشروا على الطريق الدائري الذي يحيط بالعاصمة قرب محطة مترو باريس، مرددين هتاف "نحن هنا رغم رفض ماكرون" و"عيد سعيد".
ونفذت قوات الأمن الفرنسية انتشارا كثيفا في نقاط التظاهر الأساسية، مثل الشانزيليزيه والشوارع المحيطة بمقرات الوزارات، وأغلقت معظم محطات المترو ومحطات شبكة القطار السريعة في العاصمة "حتى إشعار آخر".
وتوقعت السلطات الفرنسية أن يكون تحرك السبت "واسعا" في أنحاء البلاد كافة، بعدما أعلن أكثر من 270 مسيرة ومظاهرة، فيما أشارت تقارير إلى ارتفاع عدد المعتقلين إلى 105 أشخاص خلال احتجاجات السترات الصفراء اليوم في فرنسا.
وأطلقت العديد من دعوات الاحتجاج خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن ينزل "آلاف عدة" إلى شوارع العاصمة الفرنسية بعد عام على بدء الحراك الذي اندلع احتجاجا على ضريبة على المحروقات، قبل أن يتسع لحراك اجتماعي واسع هزّ ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 خرج نحو 300 ألف شخص، بحسب السلطات الفرنسية، إلى الشوارع في فرنسا، مرتدين سترات صفراء استجابة لنداء على فيسبوك، في تحرك خارج عن أي إطار سياسي أو نقابي احتل مئات المستديرات التي ترمز إلى ضواحي المدن الفرنسية، حيث يعاني الناس من تراجع قدرتهم الشرائية.
احتجاجات التشيك
واحتشد نحو ربع مليون مواطن تشيكي في العاصمة براج، السبت، ضد رئيس الوزراء والرئيس بسبب مخاوف من تقويضهما الديمقراطية في البلد المنقسم بشدة، وذلك عشية الذكرى السنوية الثلاثين للثورة المخملية.
وملأ محتجون من أنحاء البلاد، التي يقطنها نحو 10.7 مليون نسمة، متنزه ليتنا في العاصمة براج وهم يلوحون بعلمي التشيك والاتحاد الأوروبي. وشهد المتنزه أكبر مظاهرات في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989 حين انهار الحكم الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا سلميا بعد أسابيع من سقوط جدار برلين.
وردد كثير من المشاركين عبارة "نحن هنا" في تكرار الهتاف نفسه الذي تردد في احتجاجات 1989 التي جاءت بفاتسلاف هافل للسلطة.
ويطالب منظمو الاحتجاجات رئيس الوزراء أندريه بابيش بقطع صلاته بشركة أجروفرت قائلين إنها تمثل تضاربا للمصالح أو أن يتنحى بنهاية العام الجاري.
ويقول بابيش، وهو ملياردير ورجل أعمال، إنه حل المشكلات المتعلقة بها بنقل أصوله في الشركة التي أسسها إلى صناديق ائتمانية.
وقال متحدثون خلال المظاهرات، منهم معارضون سابقون شاركوا في الثورة المخملية، إن بابيش والرئيس ميلوس زيمان لا يصلحان لتولي السلطة. وقدرت الشرطة عدد الحشد بنحو مئتي ألف شخص بينما قال المنظمون إن عدد المشاركين بلغ 250 ألفا.
اعتصامات في إسبانيا
على صعيد متصل احتشد عشرات المحتجين في محطة القطار الرئيسية بمدينة برشلونة الإسبانية، السبت، في أحدث موجة احتجاج بالمدينة بعد أكثر من شهر من إصدار محكمة إسبانية أحكام سجن مشددة على 9 من قادة الانفصاليين في إقليم كتالونيا.
وتدفق المحتجون على محطة سانتس الرئيسية وشارك بعضهم في اعتصام، بينما دخل عدد قليل منهم في مناوشات مع الشرطة.
وجاء الاحتجاج استجابة من المتظاهرين لدعوة من جماعة مؤيدة للانفصال تعرف اختصارا باسم (سي.دي.آر).
ودعت تلك الجماعة المحتجين للاحتشاد في تسع محطات للسكك الحديدية في أنحاء برشلونة بهدف تحقيق ما وصفوه على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه "إغلاق كامل".
وقالت الشرطة إن الاحتجاجات اقتصرت على محطة واحدة وإن المحتجين طردوا منها بعد نحو ساعة لينضموا لحشد أكبر تجمع خارج المحطة ولوح بعضهم بعلم الانفصاليين.
وقالت السلطات إنها لم تعتقل أي شخص وإن خدمات النقل لم تتعطل.
وتشهد برشلونة احتجاجات منذ أسابيع، تحولت في بعض الأحيان للعنف، منذ إصدار المحكمة العليا الإسبانية أحكاما بالسجن على تسعة من قادة الانفصاليين تصل إلى 13 عاما، لدورهم في محاولة فاشلة لاستقلال كتالونيا عن إسبانيا عام 2017.
وقامت الشرطة الإسبانية الأربعاء الماضي بإبعاد المحتجين الذين تسببوا في احتجاز نحو 500 سيارة بإغلاقهم طريقا سريعا لنحو 15 ساعة.
وقبل ذلك بيوم، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أغلقوا الطريق السريع الممتد بين فرنسا وإسبانيا لمدة تزيد على 24 ساعة.
وسلطت الأضواء مجددا على مساعي استقلال الإقليم الواقع في شمال شرق البلاد بعد أن أسفرت انتخابات برلمانية الأحد الماضي عن نتيجة غير حاسمة تمنح الأحزاب الانفصالية فرصة للعب دور رئيسي في كسر الجمود السياسي في مدريد.
aXA6IDMuMTIuMTUzLjE1MiA= جزيرة ام اند امز