روحاني يحجز مقعدا في "مرآب النظام" الإيراني
ما الذي يفعله الرؤساء بعد انتهاء مدة ولايتهم؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين مع كل رئيس يقترب من هذه الحالة.
ومن بين هؤلاء، الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني، الذي سيخلفه في الحكم المتشدد إبراهيم رئيسي الذي فاز بالانتخابات الأخيرة التي جرت الجمعة قبل الماضية.
فروحاني يستعد لحجز مكان في "مرآب النظام" المصطلح الذي يحلو للإيرانيين إطلاقه على مجمع تشخيص مصلحة النظام، باعتباره عبئاً على البلاد من حيث هدر الأموال.
ودأب المرشد الإيراني خامنئي، على منح الرؤساء والمسؤولين الكبار الذين تنتهي فترة مسؤولياتهم، مناصب داخل مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي يعد أحد أجهزة الحكم في إيران.
وأصدر علي خامنئي قرارا في أغسطس/آب 2013، بتعيين الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام بعد انتهاء فترة رئاسته لإيران لمدة ثماني سنوات.
وقالت الناشطة السياسية الإصلاحية فائزة هاشمي، اليوم الأحد، إن "حسن روحاني سيكون حاضراً في مجمع تشخيص مصلحة النظام بعد انتهاء فترة عمله كرئيس للبلاد".
وأضافت هاشمي في حديث لصحيفة "آرمان" الإصلاحية الإيرانية، طالعته "العين الإخبارية"، أنه وفقًا للقانون، يصبح "رؤساء" الجمهورية أعضاء في هذه المؤسسة بعد انتهاء حكمهم، إلا إذا كانوا هم أنفسهم لا يريدون ذلك، كما فعل الرئيس الإيراني الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي، الذي أبلغ خامنئي برفضه التواجد في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وفي فبراير / شباط 1988 أسس الخميني، ما يسمى بـ"مجمع تشخيص مصلحة النظام"، ولديه عدة مهام من أبرزها، أن يكون حكماً في حال اندلع خلاف بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، وتصبح قراراته بشأن الطرفين نافذة بعد مصادقة المرشد عليها.
كما يقوم بتقديم النصح والمشورة للمرشد عندما تستعصي على الحل مشكلة ما تتعلق بسياسات الدولة العامة، وكذلك أن يختار في حالة موت المرشد، أو عجزه عن القيام بمهامه بقرار من مجلس الخبراء، عضواً من مجلس القيادة يتولى مهام المرشد حتى انتخاب مرشد جديد.
ولا تزال الشخصيات الإصلاحية تعتقد أن أقوى احتمال لمستقبل الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، هو الجلوس في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وقال الناشط السياسي الإيراني الإصلاحي أشرف بروجردي: "إنه بعد ترك روحاني لمنصب رئاسة الجمهورية، من المرجح أن يصبح عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ويفضل شخصيا العمل في المجال الأمني، لأنه لم يكن أبدًا جريئًا في الحركات السياسية، لكنه شارك بنشاط في اللوجستيات والأمن، أثناء الحرب مع العراق وبعدها؛ لذلك من غير المرجح أن يتورط في القضايا السياسية الحالية".
كما شدد الناشط الإيراني السياسي الإصلاحي مهدي عياتي، على أهمية القول إن حسن روحاني، مثل غيره من المسؤولين الحكوميين، سيكون بالتأكيد عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام بعد ترك السلطة.
مستدركا "لكن بسبب أدائه عبر السنين لا مكان له بين الحركة الإصلاحية والحركة الأصولية. بعبارة أخرى لا الإصلاحيون ولا الأصوليون يقبلون روحاني!".
ويترأس حالياً مجمع تشخيص مصلحة النظام رجل الدين المتشدد رئيس السلطة القضائية السابق، صادق آملي لاريجاني.
والمجمع مكون من 45 عضواً بينهم رجال دين وسياسيون وخبراء في القانون، ويتم تعيينهم بقرار من خامنئي.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز