ورقة مساومة.. إيران تعتقل ألمانية لأسباب مجهولة
كشفت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية أن السلطات الإيرانية اعتقلت مواطنة ألمانية قبل عدة أيام خلال رحلة سفر إلى البلاد.
وذكر موقع "إيران واير" يبث من بريطانيا، الأحد، نقلا عن مريم كلارن، نجلة ناهيد تقوي، الألمانية من أصل إيراني أن الأخيرة اعتقلت في إيران يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأضافت كلارن في تصريحات لإيران واير، أن والدتها البالغة من العمر 66 عاما لا تزال مختفية منذ اعتقالها من منزلها بالعاصمة الإيرانية طهران قبل 9 أيام.
وقالت نجلة تقوي، التي تعمل مهندسة معمارية وتحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، إنها لا تعرف حتى ما إذا كانت والدتها على قيد الحياة أم ميتة، وتكاد تصاب بالجنون لغموض مصيرها.
وأشارت إلى أن السلطات الإيرانية أبلغوا أعمامها فقط أن ناهيد تقوي محتجزة في الحبس الانفرادي داخل سجن إيفين الواقع شمال طهران، والمصنف حقوقيا كأحد أسوأ السجون سمعة بإيران.
يذكر أن السيدة تقوي تعيش في مدينة كولونيا بألمانيا، منذ عام 1983 برفقة عائلتها بعد أن هاجرت إيران للعمل، لكنها عاودت السفر إلى مسقط رأسها منذ 15 عاما بعد تقاعدها.
واعتادت المهندسة الألمانية - الإيرانية ناهيد تقوى، الذهاب إلى إيران كل عام لقضاء عدة أشهر ولم يكن لديها أي مشاكل قبل اعتقالها، وفق ابنتها.
لكن على مدار الأيام التسعة الماضية، التزم المسؤولون الحكوميون الإيرانيون والألمان الصمت حيال اعتقال ناهيد تقوي، حسب إيران واير.
ولفتت ابنة ناهيد تقوي المقيمة في ألمانيا، إلى أنها طلبت خلال هذه الأيام المساعدة من الحكومة الألمانية لإطلاق سراح والدتها المعتقلة في إيران.
سافرت السيدة تقوي إلى طهران في سبتمبر/ أيلول 2019، وكان من المفترض أن تعود لألمانيا في مارس/ آذار 2020، لكن تفشي فيروس كورونا المستجد اضطرها لتأجيل رحلتها.
ولم يخبر مكتب المدعي العام داخل سجن إيفين الإيراني عائلة ناهيد تقوي سبب اعتقال الأخيرة في منتصف الشهر الجاري، من منزلها بطهران والتي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم.
ولدى سؤالها عما إذا كانت لوالدتها أنشطة سياسية، قالت ماري كلارين: "على حد علمي، لم تكن والدتي ناشطة سياسيا على الإطلاق لكنها كانت مهتمة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان دائما".
وتساءلت كلارن في قلق بشأن وضع والدتها، بقولها: "ماذا يمكن لامرأة تبلغ من العمر 66 عاما أن تفعل؟" هذا الوضع لا يطاق بالنسبة لي".
في السنوات الأخيرة، اعتقلت الحكومة الإيرانية مواطنين مزدوجي الجنسية وأجانب من الولايات المتحدة وبريطانيا والنمسا وفرنسا وأستراليا ولبنان والسويد باتهامات أمنية مثل التجسس.
وتستخدم إيران تهمة التجسس كذريعة قمع لمعارضي نظام طهران، أو مزدوجي الجنسية الذين يكونون في أغلب الأحيان أمريكيين من أصول إيرانية.
وتشير تقارير سابقة إلى أن إيران تمارس مضايقات بحق مزدوجي الجنسية لاستغلالهم كأوراق مساومة في علاقتها مع الغرب، فيما يرجح أن طهران تحتجز 50 شخصا مزدوج الجنسية على الأقل.