"حارس خامنئي" يقود الثكنة العسكرية الأخطر في إيران
يعتقد أن وجود حسين نجات في منصب قائد قاعدة "ثأر الله" مرة أخرى سيؤدي إلى تغليط مستوى القمع للمتظاهرين الإيرانيين
سلط تقرير إخباري الضوء على هوية القائد الجديد لقاعدة "ثأر الله" التي تستخدمها مليشيا الحرس الثوري الإيراني بشكل رئيسي لقمع الاحتجاجات الشعبية في العاصمة طهران وضواحيها، فضلا عن أقاليم أخرى.
ووافق قائد مليشيا الحرس الثوري حسين سلامي، أمس الأحد، على تعيين حسين نجات قائدا جديدا لقاعدة "ثأر الله"، وذلك للمرة الثانية في تاريخه.
وتعد القاعدة المذكورة أهم ثكنة عسكرية يتولي من خلالها الحرس الثوري الإيراني مهام الدفاع عن المراكز والمؤسسات الحساسة وأركان النظام، حسب تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية في نسختها الفارسية.
ووافق المرشد الإيراني علي خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي منذ عام 1995، على أن تكون المهمة الأولى للقاعدة هي إرساء الأمن في العاصمة طهران في حالة حدوث أزمة. في إشارة إلى الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية.
وتضم القاعدة وحدات تابعة لها في أوقات الأزمات تشمل فيلق "محمد رسول الله"، وفيلق "الإمام حسن المجتبى" في محافظة ألبرز.
وتتألف عناصر قاعدة "ثأر الله" من صفوف مليشيا الحرس الثوري، وكتائب عسكرية أخرى هي "عاشوراء، والزهراء، والإمام علي".
كما تخضع وزارة الاستخبارات والشرطة وجميع الوزارات الحكومية في إيران لسيطرة عمليات القاعدة التي يديرها قائد الحرس الثوري في حالة الطوارئ داخليا.
ويلتحق بهذه القوات عند الضرورة متطوعين من الذكور والإناث يتم حشدهم من المساجد، والمكاتب الحكومية، والجامعات، والمدارس.
وتعتبر وحدتي "27، وجيش سيد الشهداء" هما الأكثر أهمية في هيكل القاعدة المسيطر عليها من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
ويقال أنه خلال احتجاجات يونيو/ حزيران عام 2009 ضد نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، لعبت قاعدة "ثأر الله" دورا رئيسيا في قمع المحتجين.
ويبرز اسم محمد حسين زيبايي نجاد (65 عاما) الملقب بـ "حسين نجات" ضمن أخطر جنرالات مليشيا الحرس الثوري لكونه رافق القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني (قتل في غارة أمريكية بالعراق، مطلع العام الجاري)، والذي عرف برأس حربة التدخلات العسكرية الإيرانية خارج الحدود.
وكان نجات من الشخصيات المؤثرة في مجموعة عرفت باسم "منصورون"، إحدى المجموعات السبع الرئيسية لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية المسلحة التي توقفت أنشطتها بسبب خلافات داخلية، قبل أن يقرر الانخراط في صفوف مليشيا الحرس الثوري الإيراني عام 1981.
ولمع اسم "حسين نجات" في الحرس الثوري خلال السنوات الثماني من الحرب العراقية - الإيرانية التي دامت بين أعوام 1980 إلى 1988.
وعمل "نجات" في منصب مساعد الشؤون البرلمانية لوزير الدفاع الإيراني في الفترة بين عامي 1989 حتى 1990، قبل أن يعين بمنصب مساعد المنسق بالحرس الثوري بين أعوام 1993 إلى 1996.
وتولي منصب نائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري لمدة عامين، قبل أن يترأس قاعدة "ثأر الله" حتى عام 2010، وكذلك قيادة جهاز حراسة المرشد الإيراني علي خامنئي.
وشغل حسين نجات منصب نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الفترة من 2011 إلى 2013، قبل أن يكون نائبًا ثقافيًا واجتماعيًا لقائد الحرس الثوري من 2014 إلى 2016.
وترأس الجنرال الإيراني جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري حتى عام 2019، قبل أن يعود مرة أخرى إلى قيادة قاعدة "ثأر الله" في طهران.
ويبدو أن تصعيد حسين نجات إلى الصف الأول يأتي وسط تغييرات في صفوف الحرس الثوري ربما إيذانا بتمهيد الطريق لخليفة المرشد الإيراني علي خامنئي، فضلا عن تخوفات من تكرار اندلاع احتجاجات شعبية عارمة على غرار نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكان حسين نجات قد زعم في تصريحات له أثارت جدلا بالتزامن مع احتجاجات شعبية ضد غلاء أسعار البنزين، أواخر العام الماضي، أن "قوى غربية تستهدف إيران اعتمادا على الطبقات الدنيا من المجتمع وأولئك الذين هم نتاج التهميش والأمية عبر الفضاء السيبراني".
ويعتقد أن وجوده (حسين نجات) بهذا المنصب مرة أخرى سيؤدي إلى تغليط مستوى القمع للمتظاهرين، بالإضافة إلى تشديد القيود في مجال وسائل التواصل الاجتماعي داخل إيران.
يشار إلى أن قاعدة "ثأر الله" أجهضت 3 احتجاجات شعبية كبيرة بداية من عام 2009 بعد أن رفضت "الحركة الخضراء" نتائج فوز الرئيس الأسبق الأصولي محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، ثم احتجاجات الغضب ضد الفساد، ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأخيرا ما أطلق عليها احتجاجات البنزين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.