لا يمكن للنظام الإيراني أن يوازن بين استحقاق الشعب الإيراني المسحوق بالفقر والعوز والبطالة والجهل، وبين مشاريع الإرهاب والتوسع.
صنفت منظمة الصحة العالمية إقليم الأهواز العربي، أو ما يعرف في إيران بـ«خوزستان»، على أنه من أكثر مناطق العالم تلوثًا وانعدامًا لقابلية العيش الطبيعي، وذلك نتيجة التلوث الناجم عن انبعاثات المصانع في واحدة من أغنى مناطق إيران والعالم إنتاجًا للبترول والغاز، بالإضافة إلى سوء إدارة المياه.
ومؤخرًا، ضربت الإقليم عاصفة من الغبار أدت إلى إصابة ما يزيد على 1500 شخص من المدينة بحالات اختناق استدعت معالجتها في المستشفيات، وذلك وفق ما ذكره التلفزيون الإيراني الرسمي.
لا يمكن للنظام الإيراني أن يوازن بين استحقاق الشعب الإيراني المسحوق بالفقر والعوز والبطالة والجهل، وبين مشاريع الإرهاب والتوسع، وإنما عليه أن يختار، إما هذا أو ذاك!
اللافت في الأمر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني خرج بتصريح سريع يقول فيه إنه أرسل كبار المسؤولين في الحكومة إلى الإقليم للاطلاع على الأوضاع، بينما خرج المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يؤكد أنه قد خصص «100 مليون دولار» لمحاربة التلوث في الإقليم، من دون الكشف عن وسيلة فعل ذلك.
ووفق ما ذكرته وكالة بلومبيرج للأنباء يوم أمس، نقلاً عن نشطاء إيرانيين، فإن ردود الأفعال «السريعة» الصادرة عن روحاني وخامنئي هي نتيجة مباشرة وواضحة لموجة الاحتجاجات الشعبية التي عصفت بإيران مؤخرًا، وجعلت نظام الملالي في مهب الريح، حيث يحاول النظام الإيراني أن يقنع المواطنين هناك بأنه يستمع إليهم ويستجيب لمطالبهم.
لكن ما يفعله النظام الإيراني الآن، من حملة علاقات عامة في بعض المناطق، وحديثه عن تخصيص «أموال» من السراب، لا أحد يعلم أين هي وكيف ستصل، لن ينقذه من الاستحقاق المؤكد عليه تجاه الإيرانيين، وهو أن الهدر الذي حدث ويحدث في أموال ومقدرات البلاد عبر الإنفاق على مشاريع إرهاب وطائفية وتوسع، يبقى كبيرًا جدًا، ولن يتمكن النظام في حال استمراره في مشاريعه الإرهابية من الوفاء بهذه الاستحقاقات تجاه الشعب، وهو ما سوف يعرضه للمزيد من المتاعب والمشاكل الداخلية.
بمعنى آخر، لا يمكن للنظام الإيراني أن يوازن بين استحقاق الشعب الإيراني المسحوق بالفقر والعوز والبطالة والجهل، وبين مشاريع الإرهاب والتوسع، وإنما عليه أن يختار، إما هذا أو ذاك!
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة