سياسة
حسين شريعتمداري.. السجل الأسود لبوق الإرهاب الإيراني
ما لا يعرفه الكثيرون عن حسين شريعتمداري ودوره في تصدير الإرهاب وإشعال الحروب والطائفية في كل دول المنطقة
"امتداد لسجل إيران الأسود في دعم الإرهاب".. هكذا وصف السفير السعودي بالقاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان تصريحات رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الإيرانية حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد الأعلى الإيراني ودوائر صنع القرار، والتي حرض فيها مليشيات الحوثي على استهداف ناقلات النفط التابعة للتحالف، خاصة السعودية، في خليج عدن.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية تصريحات عن شريعتمداري في الـ13 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، نوّه خلالها إلى ضرورة أن يستهدف أنصار الله "مليشيات الحوثي" ناقلات النفط السعودية في خليج عدن والبحر الأحمر، واعتبر أن "هذا أقل ثمن يجب أن يدفعه السعوديون"، حسب قوله.
ورد السفير السعودي، في بيان أصدره، الاثنين، قائلا إن "تصريحات شريعتمداري تؤكد أن النظام الإيراني منهمك وبكل أجنحته في تصدير الإرهاب وإشعال الحروب والطائفية في كل دول المنطقة"، وأن "هذا النظام لا يستطيع أن يمرر يوما واحدا دون تصدير الإرهاب والتطرف والتآمر على دول المنطقة".
ولا يعد تحريض شريعتمداري جديدا، بل هو امتداد لسلسلة من تصريحاته التي لا يكف فيها عن دفع الإرهابيين لاستهداف الدول الخليجية، عبر صحيفته، التي تمتلك بدورها سجلا وافيا من دعم الإرهاب وتحريض الحوثيين بشكل علني على النيل من أمن دول الخليج.. فمن هو حسين شريعتمداري، الذي بات بمثابة "بوق" الإرهاب الإيراني في المنطقة؟
من رحم الحرس الثوي
يعد شريعتمداري، البالغ من العمر نحو 70 عاما، من المقربين إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حيث يتولى رئاسة تحرير صحيفة "كيهان"، التي يشرف عليها المرشد بشكل رئيسي، وكان من أشد المعارضين لحكم الشاه السابق الذي أزاحته الثورة الإسلامية عام 1979، حيث سجن في سن الـ18 عاما، وأصبح من أكبر الداعمين لقرارات الخميني ثم المرشد علي خامنئي الآن.
خرج شريعتمداري من رحم مؤسسة الحرس الثوري، حيث تم تعيينه في استخبارات الحرس أثناء رئاسة الرئيس الأسبق رفسنجاني، وفي ديسمبر/كانون الأول 1993، عينه خامنئي مندوبا له ومديرا لمؤسسة "كيهان" الإعلامية، واعتبره في مرسوم تعيينه "شخصية ذات قيمة رفيعة"، و"سجله حافل بالإنجازات والكفاءات الثقافية التي قلّ نظيرها". كما طلب منه التصدي لهجوم الأجانب الذين يستغلون "الحريات المتاحة في الجمهورية الإسلامية".
قتل المعارضين
يلعب شريعتمداري دورا كبيرا في التنكيل بالمعارضين السياسيين للنظام الإيراني عبر التشهير بهم في صحيفته، ودأب على توجيه سهام نقده إلى الإصلاحيين والمعارضين بوجه عام للتوجه المحافظ المتشدد وجناح خامنئي، حتى بات يُعرف بأنه "الجوهرة القنَّاص"، الخاص بعلي خامنئي في مواجهة أصحاب الرأي الآخر.
ويتمتع شريعتمداري بأساليب خاصة في إقصاء المعارضين والمنافسين، من خلال إطلاق الأكاذيب والاتهامات وتلفيق ملفات أمنية ضدهم. وعلى سبيل المثال اتهام "كيهان" للمحامية الإيرانية الشهيرة شيرين عبادي بالاشتراك في مؤامرة قتل الصحفي أكبر غانجي، بالتعاون مع استخبارات أجنبية.
وتعد "كيهان" -التي تعني بالفارسية "العالم"- من أبرز الصحف في إيران، وتربطها علاقات وثيقة بالنظام، ومع أن شريعتمداري يشدد على استقلال كيهان إلا أن رئيس تحريرها يعين من قبل المرشد الأعلى، كما أن أعضاء مجلس إدارتها يكونون عادة من المنتمين للتيار المحافظ، وربما كان هذا سبب خروج بعض الصحفيين الإصلاحيين منها.
التحريض على دول التحالف
مع اندلاع الأزمة في اليمن وبروز دور التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية بها بدأ شريعتمداري يوجه سمومه نحو دول الخليج العربي عبر التحريض على تنفيذ عمليات إرهابية بها، حتى بات يعرف بأنه "العقل المدبر لعمليات الحوثي في الخليج".
فقبل أيام.. دعا مليشيا "أنصار الله" المتمردة (ذراع طهران المسلح في اليمن) إلى إطلاق المزيد من الصواريخ على الإمارات، لخلق توازن عسكري بين اليمن من جانب والتحالف الذي تقوده السعودية من جانب آخر، بعد صاروخ الحوثيين المزعوم على دبي.
وقال في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "فارس": "رأيتم كيف أطلق الحوثيون صاروخا على دبي"، مشيرا إلى مانشيت تحريضي نشرته صحيفته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعا إلى استهداف دبي.
ولم تقف التصريحات التحريضية لشريعتمدارى المقرب من خامنئى عند هذا الحد، بل رسم للمليشيا الحوثية خطة استهداف البلدان المشاركة في التحالف العربي، وحرض على استهداف المملكة العربية السعودية.
ادعاء تبعية البحرين
في يوليو/تموز 2007 أثار أزمة كبرى حينما ادعى في افتتاحية صحيفته أن "البحرين جزء من الأراضي الإيرانية، وأنها انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة، التي تم فصلها عن إيران، إلى الوطن الأم والأصلي"، وحينما تفاقمت الأزمة حاولت إيران أن تلملم الأمور فردت بأن "هذا الكلام هو كلام صحافة لا يجب أن يؤثر على العلاقات بين البلدين".