الهدف الرئيسي من التدخل الإيراني في الصراع الدائر باليمن ودعم الحوثيين هو استنساخ نموذج آخر من "حزب الله" الإرهابي
جاء الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الانقلابيون الحوثيون تجاه المملكة العربية السعودية في الرابع من نوفمبر الجاري، ليؤكد أن إيران ماضية في تنفيذ سياستها العدوانية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، غير عابئة بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عليها إمداد الحوثيين بهذه النوعية من الأسلحة، وتأكد هذا الأمر بعد وقوع جريمة استهداف أنبوب نقل النفط قرب العاصمة المنامة بعد ذلك بأيام قلائل، حيث وُجِّهت الاتهامات رسمياً إلى طهران بالتورط في التخطيط والتحريض على هذه الجريمة.
بات خطر إيران التوسعي غير قابل للشك والنقاش، ومن ثم فإن الصمت الدولي حيال ممارساتها يغري نظامها بمزيد من التمدد وكسب الوقت من أجل تنفيذ مؤامراته ومخططاته.
تكشف خبرة السنوات القليلة الماضية، أن حزب الله، تحول لأهم ذراع عسكرية لإيران في الخارج، وتوظّفه في صراعاتها بالمنطقة، كما تستفيد من خبرة عناصره في عمليات الاغتيالات والتفجيرات من أجل توجيه رسائل للمجتمع الدولي والتخلص من أعدائها ومعارضيها.
كما تستعين إيران بحزب الله في تهديد أمن واستقرار العديد من دول المنطقة، فقد ثبت ضلوع الحزب في عمليات تخريب في عدد من دول الخليج كالبحرين والكويت، كذلك أُلقي القبض على خلايا تابعة له في دول عربية.
يأتي دعم إيران لميليشيات الحوثي من منطق مصلحي وسياسي واستراتيجي بحت، حيث سعت طهران إلى توظيفهم في الصراع السياسي في اليمن.
وتُعتبر ميليشيات الحوثي أداة في يد طهران وتعتبرها جزءاً جوهرياً لحركتها وصراعها الإقليمي والدولي، على أساس أن اليمن هو امتداد لمشروع إيران الإقليمي.
ولهذا فإن الهدف الرئيسي من التدخل الإيراني في الصراع الدائر باليمن، ودعم الحوثيين هو استنساخ نموذج آخر من "حزب الله" الإرهابي في الحدود الجنوبية للسعودية.
نظرة سريعة إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، تؤكد الدور التخريبي الذي تلعبه ميليشيات حزب الله والحوثي، بدءاً من إطلاق صاروخ باليستي على السعودية، وما تبعه من انفجار في أنبوب نفط في مملكة البحرين، حيث أشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صراحة إلى أن" إيران متورطة في عدوان عسكري مباشر على المملكة عبر تزويدها الحوثيين بصواريخ باليستية استهدفت فيها مدينة الرياض"، مشدداً على أن هذا الانخراط "قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة".
بينما اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن إطلاق صاروخ إيران، عمل حربي، وأن "حزب الله" اللبناني هو من أطلقه من اليمن.
كما لفت وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إلى أن "محاولة تفجير أنبوب النفط السعودي البحريني، تصعيد إيراني خطير هدفه ترويع المواطنين والإضرار بصناعة النفط في العالم".
كذلك تقف إيران وراء استقالة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، والتي جاءت رداً على محاولات طهران السيطرة على القرار السياسي للدولة اللبنانية.
وجاءت هذه الاستقالة بعد أيام من لقاء الحريري علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، والذي صرح بأن لبنان "جزء من محور المقاومة الذي انتصر في المنطقة"، وهو ما فهمه الحريري بأنها رسالة إيرانية بأن بلاده ستظل تابعة لإيران، ودائرة في فلك سياساتها.
ولهذا جاءت استقالة الحريري، رفضاً لتحكم طهران في سياسات بلاده من ناحية، وتمكُّن حزب الله ذراع إيران الرئيسية في المنطقة من القرار اللبناني من ناحية ثانية.
بات خطر إيران التوسعي غير قابل للشك والنقاش، ومن ثم فإن الصمت الدولي حيال ممارساتها يغري نظامها بمزيد من التمدد وكسب الوقت من أجل تنفيذ مؤامراته ومخططاته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة