آمال إيران تتبخر في "باب المندب"
آمال إيران التي تدعم بسببها ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب تبخرت.
يبدو أن آمال إيران التي تدعم بسببها ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب قد تبخرت.
يعزز هذا ما قاله المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، من أن الجيش اليمني، يحقق تقدماً في جبهات القتال كافة، وأصبحت لديه القدرة على إدارة العمليات العسكرية، مضيفاً: إن "إيران جاهرت بتهريب السلاح للمتمردين الحوثيين".
عسيري أشار، بحسب تصريحاته التي نقلتها قناة العربية السعودية، إلى أن قوات التحالف العربي "عملت خلال الفترة الماضية على استهداف الحوثيين، وتدريب الجيش اليمني في الوقت نفسه".
وفي الوقت الذي اعتاد الحوثيون فيه، من وقت لآخر، الإعلان عن تقدم جديد مزعوم لهم، فقد اتجهت خطواتهم للخلف في تراجع وخسارة أرض تلو أخرى؛ ما يشير إلى انفراط عقدهم والأراضي التي يسيطرون عليها، وهو ما يعزز تصريحات عسيري عن جاهزية الجيش اليمني للتصدي لانقلاب الحوثي وتعزيز الشرعية في اليمن، خاصة أنها حققت انتصارات عسكرية كبيرة على جبهات مختلفة بكل من تعز وصعدة، وغيرها من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثي أو قوات المخلوع صالح.
وبحسب موقع يمن برس وبالتزامن مع تصريحات عسيري، سيطر الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة على منطقة "ذُباب" الساحلية، بمديرية باب المندب التابعة لمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد، بالإضافة إلى تحرير منطقة كهبوب التابعة لمحافظة لحج، بحسب قناة "الإخبارية" السعودية.
هزيمة الحوثيين باتت تلوح في الأفق، بعد انفراط الأراضي التي يسيطرون عليها، والذي سينعكس بدوره إلى سقوط إحدى القلاع التي تعتبرها طهران طرفاً لهلالها الشيعي في المنطقة العربية، فضلاً عن كونها رهاناً تتحدى به التحالف العربي في اليمن.
ويبدو أن المفاوضات التي عرقلها الحوثيون مراراً، باتت هي الأقرب لخروجهم من مأزق التراجع، بعدما استعادت قوات الحكومة الشرعية منهم المواقع الإستراتيجية، وهو ما لم تتوقعه طهران يوماً، بعدما اختل ميزان القوى لمصلحة قوات الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي.
وكان الدعم الإيراني الذي حظي به الحوثيون، وتطورات الحرب في مرحلتها الأولى، سبباً في اقتياد الحوثيين لفخ تقديرات سياسية خاطئة؛ ما كان سبباً في رفضهم لكل أنواع التفاوض والوسطاء في تحدٍ لأي حل سياسي.
ويبدو أن من أسباب انتكاس الحوثيين في الجانب المتعلق بمضيق باب المندب هو التحرك السعودي في القرن الإفريقي، خاصة أن صحيفة لوبوان الفرنسية قالت إن تقارير عدة أشارت إلى تلقي الحوثيين دعماً عسكرياً إيرانياً عبر إريتريا منذ عام 2000، وأن هذا الدعم تضاعف في الربيع الماضي، بعدما أقامت طهران جسراً جوياً بينها وبين صنعاء.
ويكتسب مضيق باب المندب أهمية دولية كممر مائي دولي، تشقه ناقلات النفط في طريقها من منابع الجزيرة العربية وإيران إلى القارة العجوز والعالم الجديد عبر قناة السويس، وسط محاولات حوثية حثيثة للسيطرة عليه.
وترجع أهمية مضيق باب المندب إلى كونه الممر الرئيسي للصادرات النفطية الخليجية والمنتجات الواردة من دول شرقي آسيا، كما يعتبر المضيق مفتاح الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن كونه يربط بين خليج عدن والبحر الأحمر.
وتطل منطقتا "ذُباب وكهبوب" الإستراتيجيتان مباشرة على الممر المائي (مضيق باب المندب) الواقع على طريق التجارة العالمية (يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، ومن خلاله تمر السفن القادمة من المحيطين الهادي والهندي إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس).