مذبحة للحياة البرية في إيران

مسؤول إيراني بارز يكشف عن زيادة الإقبال على الصيد الجائر بسبب غلاء أسعار اللحوم الحمراء والدجاج بشكل غير مسبوق تاريخيا

كشف مسؤول إيراني بارز عن زيادة الإقبال على الصيد الجائر بسبب غلاء أسعار اللحوم الحمراء والدجاج بشكل غير مسبوق تاريخيا تبعا لأزمة اقتصادية عاصفة.

وأضاف عيسى كلانتري رئيس منظمة البيئة الإيرانية، في تصريحات صحفية، أن هناك حاليا "مذبحة للحياة البرية"، حسب وصفه، حتى داخل المحميات الطبيعية بما فيها حديقة جولستان الوطنية الواقعة شمال شرق إيران، على حد قوله.

• بحثا عن الطعام.. تماسيح إيران تهاجم مدنها

وأوضح كلانتري، الذي يتولي أيضا منصب مساعد للرئيس الإيراني حسن روحاني، أن تلك الحديقة الوطنية التي تعرف بكونها أكبر محمية طبيعية في البلاد (900 كم مربع) تحولت إلى ما يشبه ساحة للحرب على أيدي الصيادين منذ فصل الخريف الماضي، حسبما نقلت وكالة أنباء إيلنا "شبه رسمية".

ولفت رئيس منظمة البيئة في إيران (حكومية) إلى أن هؤلاء الأشخاص يعمدون إلى حفر خنادق لجذب الحيوانات البرية مثل الغزلان وغيرها إليها في مرحلة التزاوج ومن ثم يهاجمونها بهدف اقتناصها واستغلال لحومها وجلودها لأغراض تجارية.

وأشار إلى أن الصيد الجائر ازداد بنفس الوتيرة على مستوى المناطق القروية والسواحل في ظل ارتفاع أسعار اللحوم إلى قرابة 140 ألف تومان إيراني (1 دولار أمريكي = 4200 تومان إيراني طبقا لسعر الصرف الرسمي).

وألمح المسؤول الإيراني في سياق تصريحاته إلى عجز بلاده عن تأمين ميزانية تقدر بنحو 1 مليار دولار أمريكي بغية التصدي لحرائق طبيعية تندلع مرارا في الغابات والمراعي المحلية.

واستطرد عيسى كلانتري قائلا إن عموم إيران (31 محافظة إيرانية إجمالا) ليس بها 6 قواعد جوية لإطفاء الحرائق على الأقل، مستنكرا ضعف الميزانية المخصصة لتلك الأغراض.

ودعا مساعد روحاني إلى التخلي عن نظرية المؤامرة إزاء تفسير ظواهر طبيعية تحدث داخل إيران على غرار هجمات أسراب من الجراد البحري، قبل شهرين، أو حتى اندلاع حرائق في هكتارات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات المحلية.

وأكد المسؤول عن حماية البيئة في إيران أن الموارد الطبيعية في بلاده تعاني صعوبات عديدة إما بسبب قلة التوعية لدى الناس، أو الاستيلاء قسرا على أراضي زراعية وصحراوية للبناء عليها أو لأغراض أخرى على سبيل سوء الاستغلال.

يشار إلى أن حديقة جولستان الوطنية تعتبر أقدم حديقة مسجّلة في إيران، وتضم آلاف الأنواع النادرة من النباتات ومئات الحيوانات البرية أغلبها من فصيلة الثدييات.

وتأكيدا للفشل الحكومي حيال الخروج من عنق الزجاجة اقتصاديا، كشفت أرقام صادرة حديثا في إيران عن اتساع رقعة الفقر على مدار الفترة من 21 مارس/آذار 2018 إلى 20 مارس/آذار 2019، بسبب غلاء أسعار أغلب المواد الغذائية حتى 100%، والتي بدورها حرمت ملايين المستهلكين من تناول اللحوم الحمراء والبيضاء.

ونشر مركز استطلاع طلابي (رسمي) بيانات جديدة ترصد معدلات استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك والدجاج في أوساط الأسر الإيرانية جاء فيها أن قرابة 4 ملايين شخص لم يتناولوا اللحوم مطلقا في العام الماضي، و9 ملايين إيراني لم يتناولوا الأسماك أيضا.