شبح انتفاضة الأحواز.. إيران "تعزل" خوزستان إلكترونيا
قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت عن محافظة خوزستان في محاولة لإجهاض دعوات للاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية.
وسائل إعلام مقربة من معسكر الإصلاحيين في إيران ذكرت، السبت، أن شبكة الإنترنت انقطعت في عدد من المدن التابعة لمحافظة خوزستان جنوبي البلاد.
وجاءت هذه الخطوة وفق ما ذكره موقع "سحام نيوز" الإصلاحي، بالتزامن مع دعوات لناشطين في مدن خوزستان للخروج باحتجاجات ضد حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي على خلفية سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية والغلاء الفاحش في أسعار السلع الأساسية.
وفي سياق متصل، قال ناشط عربي في مدينة الأهواز العربية،في تصريح لـ"العين الإخبارية": "منذ الليلة الماضية واجهنا مشاكل في شبكة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة".
ولفت الناشط، مفضلا عدم كشف هويته، إلى انتشار أمني واسع عند مداخل الأحياء التابعة لمدينة الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان، التي يسكنها قرابة 3 ملايين نسمة أغلبهم من العرب.
وفي سياق متصل، ذكر موقع "آوا تودي" الإيراني "أن الإنترنت بطيء أو متقطع في بعض أجزاء محافظة خوزستان، بما في ذلك الأحواز وسوسنغرد وشاديجان وإيزه وببهان".
وأكد عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن قطع الإنترنت تزامن مع دعوة المواطنين للاحتجاج في بعض أجزاء محافظة خوزستان على التضخم والغلاء.
وكانت محافظة خوزستان مسرحًا لاحتجاجات واسعة من قبل أهالي هذه المنطقة لعدة أسابيع في العام الماضي، بسبب أزمة المياه؛ وعلى الرغم من انتشار الاحتجاجات من هذه المحافظة إلى أجزاء أخرى من إيران، إلا أنها هدأت في النهاية بـ"قمع وحشي وواسع النطاق شنته قوات الأمن الإيرانية"، على ما يقول معارضون.
وفي الفترة الأخيرة، اشتدت الانتقادات للظروف المعيشية والمالية السيئة والأوضاع الاقتصادية في البلاد، فيما أغلقت بعض المحال التجارية والمخابز بسبب عدم توفير الطحين.
وواجه الطحين والخبز ارتفاعًا مفاجئًا في الأسعار، وأعلن مسؤولون اقتصاديون إيرانيون عن تخصيص دعم للخبز بناءً على البطاقة الوطنية.
نفي كاذب
من جانبها، زعمت وكالة أنباء "نور نيوز" الأمنية الإيرانية أنه "لا توجد احتجاجات في أي مكان من البلاد"، في رد على انتشار مقاطع فيديو عن خروج احتجاجات فجر اليوم في مدينة الأحواز.
من جانبه، قال محمد مخبر، النائب الأول لرئيس إيران، إن الخبز الصناعي أصبح أكثر تكلفة، لكننا دعمنا الخبز التقليدي، والذي سيتم دفعه إلكترونيًا للفئات الأشد فقرا.
وأضاف أن "هناك مبلغا لبضائع أخرى لجعل الناس يشعرون بالراحة"، مشيرا إلى أن"الفئات ذات الدخل المرتفع يجب أن تدفع جزءا من تكلفة توفير هذه السلع، وستقوم الحكومة بمساعدة الفئات ذات الدخل المنخفض في المجتمع".
وألقى نائب الرئيس الإيراني باللوم على الارتفاع الأخير في الأسعار في إيران للمشاكل العالمية والحرب في أوكرانيا.
تحذير من احتجاجات
وكانت الجمعية الوطنية لحماية حقوق المستهلك بإيران قد حذرت، في تقرير عن "أسعار السلع" العام الماضي من تنامي موجة الاحتجاجات، مضيفة أن أكبر زيادة في الأسعار كانت في مجموعة المواد الغذائية ، حيث بلغت 167 بالمئة.
ودفع هذا الوضع بعض الأفراد والجماعات إلى تحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من الاضطرابات في البلاد.
وحذر محمد تقي فاضل ميبدي، عضو جمعية رجال الدين في مدينة قم، رئيسي من أنه "إذا لم يكن اقتصاد البلاد منظمًا ولم يتم احتواء التضخم، فعلينا انتظار الإضراب عن الطعام، والانتفاضة أخطر من الثورة."
بدورها، حذرت جمعية الطلاب الجامعيين التابعة لمليشيات الباسيج، أمس، إبراهيم رئيسي في بيان من الاضطرابات الاجتماعية .
ويزعم المسؤولون الحكوميون في إيران أن أزمة الخبز تُعزى إلى حرب أوكرانيا، بينما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل العملية الروسية في أوكرانيا، ورد أنه في أعقاب أسوأ جفاف شهدته إيران منذ 50 عامًا، انخفض إنتاج القمح في البلاد ما دفع الحكومة إلى استيراد هذه السلع الأساسية من دول أخرى وخاصة روسيا.
وزاد الإخفاق في توريد الدقيق والحبوب من المصادر المحلية بدرجة كبيرة، حيث قال محمد رضا مرتضوي، رئيس جمعية صناع الدقيق الإيرانية، مؤخرًا إن "إيران لم تكن أبدًا معتمدة على واردات الحبوب"، وأصبحت الآن بحاجة لاستيراد "20 مليون طن من الحبوب" هذا العام.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز